هيثم المالح يحدث عاصفة في المعارضة بسبب رزان زيتونة
أثار المحامي والسياسي المعارض هيثم المالح موجة غضب بين المعارضة السورية على خلفية حديثه عن الناشطة المحامية المعارضة، رزان زيتونة الممختفية على يد جيش الاسلام منذ عام 2012, وانتقاده لها ولتصرفاتها وأسباب اعتقالها.
وانتقد المالح خلال مقابلته التي نشرت في الـ 7 من شهر حزيران الجاري، رزان واتّهمها باتخاذ خطوات غير محسوبة، كما رأى أنّ “عدم مراعاتها للبيئة المحافظة في الاحتشام ربما يكون أحد أسباب اعتقالها”.
وتحدث أيضاً عن كيفية عزلها من عملها في مكتب المحاماة الذي يشغل هو منصب الإدارة فيه بسبب “رفضها الانصياع لأوامره” على حد قوله.
بداية عملها
عن بداية عملها بعد تخرّجها من كلية الحقوق، قال المالح إنّه وظّفها بعدما تواسط لها خالها من آل الحموي، والمحامي مروان الحصري، من أجل قبولها كمتدربة في مكتبه، وهي لا يزال عمرها 22 عاماً.
وأوضح المالح أنّهما توسطا لها على اعتبار “أن مظهرها متحرر أكثر مما ينبغي، فيما البيئة متديّنة… لكنه قبلها كمتدربة”.
ويضيف أنه بعدما أنجزت رزان تدريبها وانتقلت من متدربة إلى أستاذة محامية، تم إنشاء “جمعية حقوق الإنسان” فرشّحها لتكون عضوة ضمن مؤسسي الجمعية “لكونها نشيطة” ومن ثم عضوة في مجلس الإدارة، فوافقت وسلمها مفاتيح المكتب، على حد قوله.
استمرت رزان بالعمل مع المالح 5 سنوات، عملت خلالها كمحامية وناشطة في حقوق الإنسان، بحسب المالح.
وعن سبب عزلها عن العمل، يشير المالح إلى أنه في يوم جلسة استجواب المعارض السوري، أكثم نعيسة، قال لها أن تذهب إلى القصر العدلي لمتابعة بعض القضايا، بينما هو يحضر جلسة الاستجواب لكونه وكيله، لكنها رفضت وقالت إنها ستذهب إلى جلسة نعيسة، رغم عدم وجود بديل عنها، وفق قوله.
وبدأت محاكمة نعيسة في محكمة أمن الدولة شهر نيسان عام 2005، بتهمة قيامه بنشاطات معادية للنظام الاشتراكي للدولة في 26 تموز 2004 بدمشق.
وأضاف أن الناشط علي العبد الله كان حاضراً وأخذها من المكتب آنذاك، وحضرت رزان جلسة الاستجواب، بينما هو (المالح) ذهب إلى محكمة أمن الدولة وحضر الاستجواب ومن ثم ذهب إلى القصر العدلي وعاد إلى المكتب.
وأشار المالح خلال حديثه إلى أنّ “عدم الانصياع لكلامه” لكونه مدير مكتب المحاماة هو ما دفعه لسحب القضايا منها وعزلها عن العمل.
بعد مغادرتها المكتب، قال المالح إنه اتصل بها من أجل الحصول على مفتاح المكتب، فكان جوابها أنها لا تستطيع تسليمه إياه إلا حين اجتماع مجلس إدارة الجمعية، وهو ما رفضه لأنه “يستضيف الجمعية في مكتبه”.
أسباب اعتقال رزان زيتونة!
وعن اعتقال رزان زيتونة، يقول المالح إنه لا يعرف أشياء كثيرة إلا أنها كانت بدوما حينما اعتقلت، وعند لقائه بزهران علوش قائد فصيل “جيش الإسلام” الذي كان متواجداً في ريف دمشق أيام حصار الغوطة، سأله عن موضوع اختطافها، ليكون رده أنها “ليست عنده”.
ويتابع: “رزان زيتونة ذكية، لكن ردود فعلها غير محسوبة، عندها شيء من التحدي”.
واتّهم المالح رزان بعدم مراعاتها للبيئة المحافظة من خلال لباسها قائلاً: “هي موجودة في بيئة محافظة ولم تهتم بمراعاة هؤلاء المحافظين.. عندها شيء من التحدي في البيئة قد يكون أحد أسباب اعتقالها، لكني لا أعرف”.
شهادة علي العبد الله
وتداول سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي توضيحاً من الناشط علي العبد الله الذي كان حاضراً معها يوم جلسة استجواب أكثم نعيسة.
وقال العبد الله إنه كان حاضراً على الجدال يوم عزلها عن العمل وتبعاته على اعتبار أنه عضو في جمعية حقوق الإنسان، والذي يوجد مقره في مكتب المالح.
سأل العبد الله رزان إن كانت ستحضر محاكمة أكثم نعيسة وكان جوابها بالإيجاب وبدأت بإغلاق الكمبيوتر وتجهيز حقيبة يدها، وإذ بالمالح يدخل الغرفة ويأمرها بالذهاب إلى القصر العدلي لإحضار بعض الأوراق، فقالت له: أنها بعد حضور جلسة نعيسة “لتغطية الواقعة للجمعية” تستطيع المرور على القصر العدلي وجلب الأوراق، لكنه لم يقبل بذلك وقال لها “أنا سأحضر جلسة الاستجواب”.
ويشير العبد الله إلى أنه بعد خروجه ورزان من محكمة أمن الدولة عادا إلى القصر العدلي وجلبا الأوراق المطلوبة وهي (نسخة عن أحكام دعوى) وعادا إلى المكتب وكان المالح هناك.
وبعد عودة رزان إلى المكتب طلب المالح منها مغادرته وترك العمل.
هل طلب منها الزواج؟
وحين اجتماع مجلس إدارة الجمعية، اتّهم المالح رزان بسرقة أشياء من مكتبه لم يحددها، وعند مطالبته بسحب الاتهام رفض ذلك، وبعد ذلك تم استبعاد رزان من المجلس بسبب انحياز مجلس إدارة الجمعية للمالح، وفق العبد الله.
يتابع العبد الله أن أحد أعضاء المجلس قال له إنهم لم يستطيعوا مخالفة المالح خشية منعهم استخدام مكتبه كمقر للجمعية.
ويشير إلى أنه علم من أصدقاء آخرين أن السبب الحقيقي وراء عزل رزان، هو أنّ المالح “طلبها للزواج ووعدها بتسجيل نصف المكتب باسمها وعندما رفضت حمل عليها وبيّت في داخله الانتقام”.
وكانت رزان زيتونة اختطفت في كانون الأول من عام 2013، على يد مجموعة مسلحة في مدينة دوما، اقتحمت مكتب مركز توثيق الانتهاكات الذي كانت تديره فاختطفتها وفريق عملها المؤلف من زوجها وائل حمادة والمعارض ناظم الحمادي والمعارضة سميرة الخليل.
إقرأ أيضاً: نائب في مجلس النواب يتهم زعيم لبناني بمحاولة اغتياله بسم أحضر من إسرائيل
مواقع معارضة