من سوريا.. رسالة روسية جديدة إلى الولايات المتحدة
في توقيت حساس مثير للتساؤلات، جاءت زيارة نائب الرئيس الروسي يوري بوريسوف إلى مدينة دمشق، والتي رسمت الكثير من ملامح الفترة المقبلة على سوريا في ظل السيطرة الروسية على الملف السوري.
وصول بوريسوف إلى دمشق يأتي بعد أيام قليلة من عقد قمة رئاسية بين فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، ونظيره الأميركي جو بايدن، في مدينة جنيف السويسرية، حيث تضاربت التقارير الصحفية التي نقلت عن الأوساط الديبلوماسية ذات الشأن، حول قراءة نتائج هذه الاجتماعات.
منهم من اعتبر أن التوافق سيكون عنوان المرحلة المقبلة على سوريا بين واشنطن وموسكو، و مجموعة أخرى خرجت بنتيجة إلى أن القمة الثنائية لم تعط الملف السوري الكثير من الاهتمام باستثناء مسألة المساعدات الإنسانية.
بوريسوف الذي أعلن عن تعاون اقتصادي و تجاري بين موسكو ودمشق وصل إلى مرحلته النهائية، قال أيضاً أن بلاده مستعدة لمواصلة تقديم المساعدات العسكرية والإنسانية لسوريا.
و خلال لقائه الرئيس السوري، بشار الأسد، شدد على ان موسكو في المرحلة الحالية تولي قدر أكبر من الاهتمام للقضايا المتعلقة بتكثيف العلاقات الثنائية في مجالات الصناعة ذات الأولوية مثل الطاقة والتعاون الصناعي والنقل والزراعة.
توقيت وصول بوريسوف إلى دمشق يتعلق بقمة بايدن وبوتين في جنيف، بحسب قول اندريه مورتازين، لـ “روزنة”. الذي لفت بأن حضور بوريسوف ودعمه لدمشق يأتي كرسالة لواشنطن التي ورغم أنها أبدت إيجابية بخصوص الحوار مع روسيا في الملف السوري خلال قمة جنيف، إلا أنها أصرت على التمسك بقانون قيصر وفرض عقوباته.
ويعتبر إعلان الدعم الروسي لدمشق كرسالة رد على إصرار واشنطن الاستمرار في الضغط الاقتصادي على سوريا، بمعنى أن بوتين يؤكد أن الحوار معه لا يعني تخليه عن دعم الرئيس بشار الأسد، وفق مورتازين، الباحث السياسي الروسي.
وأضاف “موسكو ستعمل بشكل مباشر مع دمشق في مجالات التعاون الاقتصادي من خلال الشركات المعاقبة سابقا من قبل الولايات المتحدة مثل شركة ستروي ترانس غاز”.
وعُقد يوم أمس، جلسة مباحثات رسمية سورية- روسية في مبنى رئاسة مجلس الوزراء بدمشق، بين بوريسوف ووزير شؤون رئاسة الجمهورية، منصور عزام.
وبُحث خلال الجلسة توسيع مجالات التعاون المشترك، واستكمال مشاريع التعاون الثنائي ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة تمهيدًا لانعقاد الدورة الـ 13 للجنة السورية- الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والتقني والعلمي.
وشملت المباحثات التعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي والزراعي والاستثماري والجمركي والطاقة والنقل البحري والسكك الحديدية والمنتجات الطبية والأدوية والاتصالات والتقنيات الرقمية، وتسهيل إيصال السلع الروسية إلى السوق السورية، وتوفير البيئة المناسبة لإقامة مشروعات تنموية واقتصادية تسهم في دعم اقتصاد حكومة دمشق.
بوابة افتتاح الاستثمارات الروسية
في سياق آخر، كان بوريسوف قال خلال تصريحات صحفية يوم أمس، أن موسكو ستعمل على تطوير ميناء طرطوس من أجل تحسين الواقع التجاري في سوريا. فيما كان قد أعلن نهاية عام 2019 أن روسيا تسعى إلى تخصيص مبلغ نصف مليار دولار أمريكي، لاستثمارها في تحديث ميناء طرطوس.
وذكر في تصريحات سابقة آنذاك بأن روسيا ستستثمر المبلغ على أربع سنوات، في تحديث الميناء، مضيفاً بأن موسكو تعتزم “إعادة تأسيس وتعزيز الميناء القديم وبناء ميناء تجاري جديد”.
وحول ذلك أوضح مورتازين أن روسيا تهدف من تطوير ميناء طرطوس من أجل أن يكون لها بمثابة البوابة التي تدخل من خلالها المساعدات الاقتصادية، حيث يمكن تنظيم الأمور من خلال الطرق البحرية والجوية فقط.
كذلك اعتبر أن روسيا لا تريد حاليا تقليص الدور الإيراني في سوريا، بل ستتعاون معها لتقديم الدعم الاقتصادي طالما أن طهران موضوعة تحت العقوبات الأميركية.
إقرأ أيضاً: كمال خلف: تحولات كبرى في الملف السوري