الجمعة , نوفمبر 22 2024
شابة سورية تواجه الموت في لبنان.. ومفوضية اللاجئين توقفت عن دعمها مالياً

شابة سورية تواجه الموت في لبنان.. ومفوضية اللاجئين توقفت عن دعمها مالياً

شابة سورية تواجه الموت في لبنان.. ومفوضية اللاجئين توقفت عن دعمها مالياً

لم تعلم أميرة أن صباح الأول من أيار الماضي سيغير حياتها بشكل كامل، ولم يخطر على بالها أنّ الشخص الذي تزوّجته عن حب سيقلب حياتها إلى جحيم.

أميرة ذات العشرين عاماً تعاني اليوم حروقاً بالغة من الدرجة الثالثة، بعدما أحرقها زوجها عمداً بمادة المازوت، لتخضع بعدها لأكثر من 30 عملية في أحد مستشفيات مدينة طرابلس اللبنانية على مدار شهرين.

تزوّجت أميرة منذ عام الشاب (س . س)، 28 عاماَ في مدينة طرابلس عن حب لتكون الزوجة الثانية، كما تقول والدتها أم خالد.

خلال هذا العام تعرّضت الشابة السورية إلى الذل والإهانة والضرب من زوجها الذي كان يتعاطى المخدرات، ولم تطلب الطلاق رغم ذلك.

تجربة طلاق سابقة في حياة أميرة كانت تحول بينها وبين طلب الطلاق من زوجها، والدة أميرة أخبرت روزنة: “تزوجت ابنتي سابقاً بعمر الـ 14 عاماً وتطلقت بعمر الـ 16، لذلك تخاف من فكرة الطلاق ونظرة المجتمع القاسية للمطلقة”.

مشكلات زوجية كثيرة عانت منها أميرة خلال عام منذ زواجها، آخرها في الأول من أيار، تركت على إثرها منزلها هاربة إلى بيت عائلتها، لحقها زوجها مهدّداً إياها “إما عائلتك أو الطلاق”، فعادت أدراجها إلى منزل الزوجية، وفي ذلك اليوم كانت الحادثة.

اتصل الزوج صباحاً بوالدة أميرة، أخبرها أن ابنتها تعرّضت لحريق بسبب المدفأة، وطلب منها إحضار وثائق اللجوء إلى المستشفى التي تضمن لها العلاج على نفقة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

تقول أم خالد بعدما قدّمت شكوى بحق زوج ابنتها: “حقّق مخفر منطقة الرمل مع ابنتي حول الحادثة، ومن ثم تم تحويل القضية إلى مركز آخر”، لكن إلى الآن لم يصدر أي أمر بإلقاء القبض على زوجها بعد، إذ يعيش الآن حياة طبيعية وكأن شيئاً لم يحدث.
مرحلة العلاج

ظلّت أميرة في غيبوبة لمدة 10 أيام بعد الحادثة، في قسم الحروق بمستشفى السلام بطرابلس، وبعد أن عادت إلى الوعي أكدت أن زوجها من أحرقها.

تكفّلت الأمم المتحدة بعلاج أميرة لمدة 47 يوماً، وفق أم خالد، بكلفة يومية 500 دولار أميركي، وتكلفة شهرية 15 ألف دولاراً، لكن بعد انقضاء الـ 47 يوماً، تحتاج أميرة إلى دعم لعلاجها من الحروق.

وبحسب تقرير صادر عن مستشفى السلام في طرابلس، تحتاج أميرة إلى تمديد استشفاء فوق الـ 47 يوماً بسبب خطر الموت الذي سيواجهها فيما لو غادرت.

وخضعت خلال نحو شهرين لأكثر من 30 عملية جراحية، بينها عمليات زرع جلد، وتم بتر أصابعها العشرة، وما زالت تحتاج لأكثر من 10 عمليات زرع جلد استكمالاً لعلاجها.
إدارة مستشفى السلام أكدت في تقرير آخر حاجة أميرة إلى بقائها 60 يوماً إضافياًَ من أجل الاستشفاء على حسابها الخاص بعدما انتهت فترة كفالة مفوضية الأمم المتحدة، بتكلفة تبلغ 30 ألف دولاراً أميركياً خلال شهرين، إضافة إلى حاجتها لعمليات زرع خلايا بقيمة 14 ألف و400 دولار.
تقول أم خالد: “اتصلت على الرقم الساخن للأمم المتحدة ولم توافق على تجديد كفالة علاج ابنتي، والمبرّر أنهم يدعمون الشخص فقط لمدة 47 يوماً لا أكثر”.

تناشد أم خالد الأمم المتحدة والجهات المعنية الطبية والإنسانية لدعم علاج ابنتها التي لا زالت تحتاج إلى عشرات العمليات.
هل تدعم المفوضية اللاجئين الذين يحتاجون إلى الرعاية الاستشفائية الطارئة؟

تقول الأمم المتحدة إنها تعمل لتعزيز الخدمات والمساعدات الصحية للاجئين، وتشارك في دفع فواتير المستشفيات، إذ لا يتعيّن على اللاجئين تسديد فواتير استشفاء مرتفعة جداً.

وتوضح المفوضية أنه في حال كانت الفاتورة 2900 دولاراً وما فوق يدفع اللاجئ 800 دولاراً بغض النظر عن إجمالي الفاتورة، وتكمل الأمم المبلغ المتبقي للحد الأقصى للمساعدة الذي يتراوح بين 5 آلاف إلى 15 ألف دولاراً حسب الحالة الطبية.

أما في الفواتير المنخفضة يتعين مشاركة اللاجئ بقيمة أعلى، إذ يدفع اللاجئ كامل الفاتورة التي لا تتعدى 100 دولاراً أميركياً.

ولمعرفة المستشفيات المتعاقدة مع الأمم المتحدة ، يمكن الاتصال على الرقم 01504020 (على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع)، كما يمكن العثور على هذه المعلومات عبر الانترنت.

وتقدر الحكومة اللبنانية وجود 1.5 مليون لاجئ سوري في البلاد، ووفق الأمم المتحدة هناك 100 ألف و800 من أسر اللاجئين السوريين الأكثر ضعفاًَ مادياً لعام 2020، حصلوا على مساعدات نقدية متعددية الأغراض، و100 ألف لاجئ سوري حصلوا على الرعاية الصحية المدعومة الثانوية والثالثية.

إقرأ أيضاً: “سامحني أرجوك.. إنهما بحاجة ماء وطعام” .. أب يترك طفلتيه في دمشق بسبب الفقر

روزنة