شركات أوروبية تكسر الحصار الغربي على سوريا… شاهد
حققت الدورة 18 من معرض “بيلدكس” نتائج مهمة على صعيد المشاركة العربية والأجنبية لا سيما الأوروبية منها هذا العام وإن
كان بطريق التفافي.
متابعون للشأن الاقتصادي السوري أشاروا إلى أن الحضور العربي والأجنبي في أعمال المعرض شكل مفصلا مهما بعد حصار
خانق تعاني منه البلاد منذ 10 سنوات نال من على تأمين الغذاء والدواء والحاجات الأساسية، ومنعهم من إعادة الإعمار ووضع
العراقيل أمام هذه العملية.
ولفتت أوساط اقتصادية إلى أن “قانون قيصر” الذي فرضته الولايات المتحدة على سوريا عمق جراح الشعب السوري، ومنع على
الدول والشركات والأشخاص ممارسة أي شكل من النشاط الاقتصادي مع الشركات السورية، الأمر الذي انعكس سلباً على فرص
هذا البلد المتوسطي في تجاوز آثار الحرب الإرهابية والبدء بإعادة الإعمار، وعلى تحسين الوضع المعيشي والصحي للمواطنين
الذين انخفضت قدرتهم الشرائية إلى مستويات قياسية، وبات النسبة العظمى منهم تئن تحت خط الفقر فضلاً عن خطورة انتشار
وباء كورونا وضعف إمكانيات القطاع الصحي، بسبب العقوبات الأمريكية والغربية الجائرة.
برامج عمل للشركات الأجنبية
على صعيد المشاركة الخارجية في المعرض أشار مدير المجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات المهندس علاء هلال في تصريح
خاص لـ”سبوتنيك” إلى أن “هناك شركتان فرنسيتان شاركتا في معرض بيلدكس إلى جانب شركتين نمساويتين”.
وأضاف هلال أن “الشركات الروسية موجودة بطبيعة الحال وهذا العام تميزت المشاركة الروسية بالدخول المباشر حيث زار
المعرض مدير شركة “ترانس ماش” الروسية وهي من كبريات الشركات الروسية في مجال تصنيع السكك الحديدية والقاطرات”.
ونوّه هلال في بيان صحفي بأنه “كان لدى الشركات الأجنبية المشاركة في المعرض برامج عمل منذ لحظة وصولها إلى دمشق
وإلى اللحظة التي غادروا فيها، حيث كان هناك اجتماعات مع المدن الصناعية، وتم توقيع العديد من العقود، إضافةً إلى
الاجتماعات مع وزارتي الصناعة والكهرباء وشركات القطاع الخاص.
تغيّر المزاج الأوروبي
في السياق قال مدير شركة “الفرا” للأجهزة الميكانيكية والكهربائية المهندس غيث الفرا في تصريح خاص لـ سبوتنيك: “نحن
الوكلاء الحصريون لشركة “إيرول” (Airwell) الفرنسية وشركة “ألفا” (Apha) الصينية لتجهيزات التكييف المركزي ونعتبر أن
مشاركتنا في هذا المعرض أمراً مهماً في هذه الظروف التي تشهد حصاراً جائراً على سوريا” مضيفاً أن “الشركة الفرنسية أعلنت
عبر موقعها الإلكتروني الرسمي عن مشاركتها في معرض بيلدكس هذا العام وهو مؤشر إيجابي على تغير مزاج الشركات
الأوروبي تجاه سوريا”.
وأردف: “نحاول كشركة كسر الحصار عن بلدنا في المجالات المدنية والعمرانية من خلال إدخال التكنولوجيا الأوروبية المتطورة إلى
سوريا ونأمل أن ننجح في هذا المجال لتقديم الأفضل في هذه المجالات”.
حان وقت إنهاء الحصار
مصادر سورية لفتت إلى أن كثير من دول العالم حتى الأوربية منها بدأت تتململ من التطبيق أحادي الجانب للعقوبات على سوريا
وتشعر أن الوقت قد حان لإنهاء معاناة السوريين وإعادة العلاقات الاقتصادية مع دمشق خدمة للمصالح المشتركة وللمساهمة
في إعادة الإعمار بعد الحرب التي أنهكت البلاد وطال تأثيرها مختلف دول المنطقة والعالم.
وتجدر الإشارة إلى أن 225 شركة محلية وعربية وأجنبية شاركت هذا العام في معرض بيلدكس 18 الذي أقيم في مدينة المعارض
على طريق مطار دمشق الدولي، حيث مثلت هذه الشركات عددا كبيرا من الماركات التجارية التي تشمل مواد البناء والتشييد
ومعدات التكييف والتهوية والتبريد وتقنيات المياه والبيئة والحجر والرخام والدهان ومواد العزل وأنظمة الأمن والسلامة والإضاءة
وتجهيزات ومعدات البناء.
35 ألف زائر في 5 أيام
وبلغ عدد زوار المعرض في أيامه الخمسة، ٣٥ ألف زائر حضروا من مدينة دمشق والمحافظات السورية، حيث كان الحضور غنياً
وكثيفاً من وفود النقابات ومجالس المحافظات وطلاب الجامعات من مختلف الاختصاصات الهندسية وزوار مهتمون بمجال البناء
والمفروشات والتبريد والتكييف، حيث افتتح إلى جانب “بيلدكس” معرض “لايف ستايل” للمفروشات، ومعرض متخصص للتكييف
والتبريد.
وشهد المعرض جولات غير رسمية لوزراء وأعضاء مجالس محافظات كما اكتظت قاعات المحاضرات المرافقة للمعرض بالحضور
ولقي المعرض اهتماماً واسعاً من رجال الأعمال والمستثمرين وعقدت حوله اللقاءات الإعلامية والندوات لأهمية عودة “بيلدكس”
مبشراً من جديد بعودة حركة البناء والتشييد في سوريا.
وقبل بداية الحرب، أقيمت فعاليات الدورة 16 لمعرض “بيلدكس” على أرض مدينة المعارض الجديدة بدمشق، وحينها شاركت 759
شركة من 57 دولة عربية وأجنبية تمثل 2188 ماركة وعلامة تجارية.