السبت , نوفمبر 23 2024

الفلبين تستعيد رعاياها الناجيات من الاتجار بالأشخاص في سوريا

الفلبين تستعيد رعاياها الناجيات من الاتجار بالأشخاص في سوريا

تمكّنت الحكومة الفلبينية مؤخرا من استعادة 22 من رعاياها اللواتي كنّ من ضحايا الاتجار بالبشر والتوظيف غير القانوني في سوريا، وذلك بعد تعاون وتنسيق كبير بين الحكومتين السورية والفلبينية.

ووفق بيانٍ تحصلت وكالة “سبوتنيك” على نسخة منه، أوضحت السفارة الفلبينية بدمشق، بأنها تمكنت وللمرة الأولى في التاريخ، من إفراغ جميع أجنحة ملجأ مركز رعاية العاملات الفلبينيات “FWRC” الموجودة في مبنى السفارة، مشيرة إلى أن تلك الخطوة جاءت في ظل التعاون الجاد والفعال والمخلص من قبل السلطات السورية المختصة.

ووفق التفاصيل الواردة في البيان، “تمّت عملية استعادة العاملات الفلبينيات بعد إرسال فريق تعزيز يضم خمسة أعضاء من الموظفين الدبلوماسيين إلى السفارة الفلبينية بدمشق، حيث تمت مساعدة العاملات الفلبينيات على رفع قضايا في سوريا، ضد العمليات الشاذة لوكالات التوظيف وأرباب العمل المسيئين، من خلال تعاون كل من وزارة الخارجية والمغتربين، ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ووزارة الداخلية، ووزارة العدل، ومكتب المستشار الرئاسي للجمهورية العربية السورية”.

وأثمرت الجهود والمفاوضات الدبلوماسية المبذولة بين الحكومة السورية والسفارة الفلبينية بدمشق، ممثلة بالقائم بالأعمال السيدة ڨيدا ثريا ڨيرزوسا، عن التمكن من إخراج العاملات الفلبينيات البالغ عددهن 22 عاملة، وإعادتهن إلى بلادهن بتاريخ 26حزيران/ يونيو المنصرم.

ووفق ما ورد في البيان الصادر عن السفارة الفلبينية بدمشق، “تلقت العائدات مساعدة مستمرة من السفارة في مساءلة القائمين بالتوظيف غير القانوني في الفلبين وماليزيا ودبي وسوريا، من خلال مساعدة الإدارة الفلبينية لما وراء البحار والعمالة “POEA”، والمجلس المشترك بين الوكالات لمكافحة الاتجار بالأشخاص “IACAT”، في مركز “بلاس أوبل للسياسات”.

وخلال تصريحها الوارد في البيان، “عبّرت القائم بالأعمال، ڨيدا ثريا ڨيرزوسا، عن امتنانها لإدارة الهجرة والجوازات التابعة لوزارة الداخلية في الجمهورية العربية السورية، وباقي السلطات السورية المختصة، مبيّنة أنها كانت طلبت في اجتماعاتها السابقة، منح العفو الرئاسي للعاملات الفلبينيات حتى لا يعدن مسؤولات عن قضاياهن، وبعد المفاوضات تم الإسراع في تجهيز تأشيرات خروجهن، واعتبرت ڨيرزوسا تلك الخطوة بمثابة هدية من الجمهورية العربية السورية إلى جمهورية الفلبين، لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ورغبتهما في التعاون لتحسين ظروف العمال”.

من جانبه، وجّه القنصل الفلبيني في حلب، وسيم نعناعة خلال حديثه لـ “سبوتنيك”، الشكر الجزيل للحكومة السورية على ما قدمته من جهود كبيرة لإنجاح عملية ترحيل الضحايا وإعادتهن إلى بلادهن، مؤكداً أن تلك الخطوة “ما كانت لتتم لولا التعاون الفعال للسلطات السورية المختصة، والعمل الجاد والمخلص لسعادة القائم بأعمال سفارة الفلبين بدمشق”، معرباً عن شعوره بالفخر وهو يرى المأوى الخاص بالعاملات الفلبينيات التابع للسفارة الفلبينية بدمشق، فارغ بالكامل ولأول مرة منذ تعيينه كقنصل للفلبين في حلب.

واختتمت السفارة الفلبينية البيان بالقول: “هذه الإعادة التاريخية إلى الوطن جزء من التزام وزارة خارجية الفلبين، وبوصفها عضو في مجلس مكافحة الاتجار بالأشخاص “IACAT”، للقبض على جميع المتاجرين بالبشر والموظفيّن غير القانونيين والتحقيق معهم ومحاكمتهم، ومكافحة الجريمة البشعة المتمثلة في الاتجار بالأشخاص، ومساعدة الناجين من الاتجار في إتاحة الفرص لحياة جديدة وآمال جديدة، لدى وصولهم إلى الفلبين”.

يذكر أن العاملات الفلبينيات اللواتي تمكنت الحكومة الفلبينية من استعادتهن، كانوا مقيمات في مركز رعاية العاملات الفلبينيات في السفارة الفلبينية بدمشق على مدار السنوات الثلاثة الماضية، بسبب الصعوبات الكبيرة في تأمين تأشيرات خروجهن من أصحاب العمل ووكالات التوظيف في سوريا.