لو أن كل اجتماعٍ رسمي حول الطاقات المتجددة نتج عنه إنتاجُ واحد ميغا من الكهرباء المنتجة من الطاقات الشمسية أو الريحية ، لكان لدينا إنتاجٌ يزيد عن إنتاج أكبر محطة توليدِ في سورية،
ولكان لدينا اكتفاء بالكهرباء بنسبة 80 % رغم كل ظروف الحرب والعقوبات والحصار ونقص التمويل،
ولكانت المنشآت والمعامل والورش والمؤسسات وكل القطاعات تحصل على التغذية الكهربائية طوال ساعات النهار، وتعمل وتنتج وتشغِّل اليد العاملة.
إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ينمو بسرعة، واليوم تنتج الألواح الشمسية فوق السطوح والمنشآت أكثر من 3 في المائة من الحاجة العالمية للكهرباء، وفي 2030 ستصل تلك النسبة إلى 35 في المائة وفق آخر الدراسات والإحصاءات ، لأن الكهرباء المُولَّدة من الطاقة الشمسية باتت أقل تكلفة من الطاقات المُولَّدة من الوقود الأحفوري ( نفط ـ غاز ) ، حتى في مجال النقل تتوقع الدراسات بأن يصبح في عام 2030 حوالي 70 بالمائة من إنتاج شركات السيارات، سيارات تعمل على الطاقة الشمسية.
أحداث نقلة نوعية بأي قطاع يتطلب توطين صناعة مستلزماته ، وعليه ما لم يتم توطين صناعة اللواقط الشمسية وبأحدث تقنية لن نستطيع تشجيع الاستثمار بالطاقات المتجددة، فالصين تطور كل يوم تقنية صناعة اللواقط، و شركة ” جي سي إل ” الصينية المتخصّصة بالطاقة الشمسية تقوم ببناء أكبر مصنع لإنتاج الألواح الشمسية بقدرة تلبّي نصف الاحتياج العالمي، وهي دولة صديقة..
فهل عجزنا عن توطين هذه الصناعة؟.
في مثل هذه الحالة والوضع الذي نحن فيه يجب دعوة المستثمرين لإقامة مصانع لإنتاج اللواقط بأحدث تقنية، لا كالمعمل السوري / الأوكراني المشترك مُتخلف التقنية، التي لم تعد مقبولة لضعف مردودها وارتفاع كلفتها ، وبإعفاء كامل من كافة الضرائب والرسوم واستجرار إنتاجها لمدة عشر سنوات على الأقل.
العالم عام 2050 سيتخلى عن النفط بشكل كبير لتكاليفه المرتفعة ، وبات الرهان على الوقود الأحفوري ( النفط والغاز ) تخلفاً عن مواكبة العالم ، وخروجاً من المنافسة في الإنتاج لأن العالم يتوجه إلى الطاقة الأرخص، وتشير المعطيات أن الدمج بين ” الألواح الشمسية ثنائية الوجه “، التي تمتصّ ضوء الشمس من جانبين بدلاً من جانب واحد، وتكنولوجيا التعقب أحادية المحور، يساعد على إنتاج مزيدٍ من الطاقة الشمسية بتكلفة أقل و زيادة بإنتاج الطاقة بنسبة 35% مقارنة بأنظمة الخلايا الكهروضوئية الثابتة أحاديّة الألواح، و يقلّل متوسط تكلفة إنتاج الكهرباء بمعدّل 16%.
كما يتم تصنيف النفط بين ثقيل وخفيف، واختلاف بالعناصر يتم تقييم جودة الإشعاع الشمسي، ونحن نملك أفضل إشعاع، ولكن كغيره من الثروات خارج الاستثمار، وخارج الخطط، إلا أن الظرف مختلفٌ، ولم يعد التوجه إلى هذه الثروات خياراً.. بل أصبح قدراً، والانطلاق من تصنيع الألواح الشمسية، وبغير ذلك سنبقى بلا كهرباء، و من دون إنتاج، وسندفع ثمن تعنت عقليات ترسم استراتيجيات مبنية على اعتبارات فيها الكثير من الغايات التي لا تخدم الوطن والمواطن
سنسيريا – معد عيسى
اقرأ أيضا: وزارة الاقتصاد تطلب أمانة جمركية في المنطقة الحرة المشتركة مع الأردن