الجمعة , نوفمبر 22 2024
الصين تتحدى أميركا اليوم عند الأسد وفي السعودية

الصين تتحدى أميركا اليوم عند الأسد وفي السعودية

الصين تتحدى أميركا اليوم عند الأسد وفي السعودية

رياض بوعزالدين

يصل وزير الخارجية الصيني وانغ يي الى دمشق اليوم السبت، حاملا تهنئة من القيادة الصينية للرئيس السوري بشّار الأسد في يوم آداء القسم الرئاسي، ما يحمل رسائل سياسية كثيرة، ليس حيال سورية فحسب وإنما في سياق المواجهة المتصاعدة مع الولايات المتحدة الأميركية، حيث توسّع الصين كثيرا علاقاتها مع دول كانت تُعتبر تاريخيا الحليف الأبرز في المنطقة لواشنطن وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، وتعمل مع روسيا على التأكيد على أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان هزيمة لواشنطن.

هذه أول زيارة لمسؤول صيني كبير الى دمشق منذ بداية الأزمة ثم الحرب السورية في العام 2011، وهي تَحَدٍّ واضح لقانون قيصر حيث من المُنتظر أن تُمهّد اللقاءات التي تشمل كبار المسؤولين وفي مقدمهم الرئيس الأسد لمجموعة من الاتفاقيات ، وذلك بعد ان وقفت بكين مع موسكو طيلة السنوات الماضية ضد أميركا والأطلسي لصالح سوريا، فاستخدمتا حق النقض الفيتو 4 مرّات وأعاقتا كل القرارات الدولية ضد دمشق.

لعل حضور الوزير الصيني الى دمشق يوم حفل تنصيب الأسد لولاية جديدة وآداء القسم، يحمل دلالة خاصة لكونه أيضا يأتي في أعقاب رسالة من الرئيس الصيني الى الأسد كانت في طليعة رسائل التهنئة التي تلقاها الرئيس السوري بعد الانتخابات التي شجبها الغرب الأطلسي.

السعودية الصين

اما على صعيد العلاقات الصينية السعودية، فقد التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، أمس نظيره الصيني وانغ يي عشية المؤتمر الدولي لآسيا الوسطى وجنوب آسيا الذي يعقد في طشقند عاصمة أوزبكستان، وقال الوزير الصيني : ” إن بكين تولي اهتماما كبيرا للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة العربية السعودية، وترغب في أن تكون صديقا وفيا وموثوقا به على المدى الطويل للمملكة العربية السعودية”

وهو أكد على أن :” الصين تدعم بقوة المملكة العربية السعودية في حماية سيادتها وأمنها وكرامتها، وتعارض القوى الخارجية التي تشير بأصابع الاتهام إلى المملكة العربية السعودية تحت راية حقوق الإنسان والديمقراطية والتي تتدخل في الشؤون الداخلية للسعودية” ( في أشارة واضحة الى واشنطن) .

كما قال :”إن الصين ستواصل تقديم المساعدة للمملكة العربية السعودية في مكافحة جائحة كوفيد-19، ودعم رؤية السعودية 2030، ومبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، وتعزيز التعاون بين الصين والمملكة العربية السعودية في مجالات مثل الطاقة والاستثمار والتمويل، والمساعدة في تحقيق التنمية المتنوعة للاقتصاد السعودي، والاستعداد للعمل بشكل وثيق مع السعودية لضمان الانعقاد السلس للقمة الصينية العربية ونجاحها.

أفغانستان

كان واضحا أيضا تركيز وانغ على الوضع في أفغانستان ، لانتقاد أميركا أيضا حيث قال : ” لم تنجح أي محاولة للتدخل من قبل قوى خارجية، ولا يمكن تحقيق أي محاولة لفرض نموذج نظام خاص بجهة ما على الدول الأخرى، ويجب حل القضية الأفغانية من قبل الشعب الأفغاني نفسه”

من جانبه، قال الأمير فيصل بن فرحان:” إن الصين شريك قوي للمملكة العربية السعودية، وإن السعودية ستدعم الصين بقوة في القضايا المتعلقة بسيادة الصين ومستعدة لأن تكون صديق الصين إلى الأبد.” وذكر :” أن المملكة العربية السعودية ممتنة للصين على توفير اللقاحات وتأمل في مواصلة تعزيز التعاون في مجال اللقاحات مع الصين”.

كذلك أكد الوزير السعودي على أن دور الصين في الشرق الأوسط في تصاعد مستمر، وان المملكة ستعمل معها ” للتحضير للقمة العربية الصينية وبناء جسر للتواصل بين الصين ودول الشرق الأوسط.” مشيرا الى :
” أن المملكة العربية السعودية تأمل في تعزيز التواصل والتنسيق مع الصين بشأن أفغانستان والقضية النووية الإيرانية وقضايا أخرى، وتوسيع التعاون في المجالات متعددة الأطراف، وحماية الهيكل الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة”

يُشار الى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفي رده على الضغوط الأميركية التي عادت الى الظهور منذ تولي جو بايدن مقاليد الرئاسة في بلاده، كان في مقابلته الاخيرة وجّه انتقادات لأميركا وأكد عدم القبول بأي تدخل خارجي في بلاده، وذكّر واشنطن بأن عقد النفط السعودي غيّر حالها تاريخيا، مُشددا على بروز قوى جديدة أخرى بينها الصين وروسيا والهند.

يُشار كذلك الى ان السعودية تُعتبر الشريك العربي الأكبر للصين بتبادل تجاري قارب 80 مليار دولار وهي في طليعة مصدّري النفط اليها ، كما أنها مع إيران في مقدمة الدول التي تحتاجها بكين في مشروعها الهائل ” الحزام والطريق” الذي سيمر حتما في البلدين.

لعبة الأمم

اقرأ أيضا: اعتراف خطير لسفير بريطانيا الأسبق بدمشق