الاندبندنت: انهيار لبنان يدفع الهاربين من سوريا للعودة إليها
قالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، إن لاجئين سوريين خاطروا بكل شيء للفرار من الحرب والجوع في سوريا، يفكرون الآن بالعودة من لبنان إلى بلادهم، بسبب الانهيار الاقتصادي.
ونقلت الصحيفة في تقرير، الأحد، إن أحد اللاجئين السوريين الذين قابلتهم في سهل البقاع ويدعى سلطان (46 عاما) قال إنه “يفضل المخاطرة بالموت في سوريا على البقاء في لبنان والموت جوعا”، حسب ما ذكرت الصحيفة.
وأضاف، “الوضع أصبح قاسيا للغاية في لبنان وهو يجبرهم على اتخاذ قرارات لا يمكن تصورها مثل إعادة أطفالهم إلى منطقة حرب نشطة”.
وقال مسؤولو الأمم المتحدة لصحيفة الإندبندنت، إن “جميع” اللاجئين السوريين الذين يقدر عددهم بالمليون في لبنان، “يعيشون الآن تحت خط الفقر المدقع، مما يعني العيش على ما يزيد قليلاً عن دولار واحد في اليوم”. وإنّ “99 في المئة من اللاجئين السوريين في لبنان الآن ليس لديهم طعام أو مال لشراء الطعام”.
وأكد سلطان للصحيفة أنه لم يتمكن من العثور على مساعدة أو مال أو مأوى أو طعام لزوجته وأطفاله الأربعة، لذلك اضطر لإرسالهم إلى والديه في ريف دمشق، عبر طرق التهريب التي استخدموها في الأصل للفرار.
ويضيف للصحيفة أن عائلات أخرى فعلت الشيء نفسه، وأنه دفع 800 ألف ليرة للمهربين لإرسال أسرته إلى سوريا، وهو سعر أرخص بكثير من مبلغ 1000 دولار الذي يطلبه المهربين لمحاولة الإبحار إلى أوروبا عبر قبرص.
وذكرت الصحيفة، أن العدد الإجمالي للعائدين من لبنان إلى سوريا غير معروف، إلا أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قالت للإندبندنت إنها وثقت منذ عام 2016 عودة أكثر من 68 ألف لاجئ إلى سوريا، على الرغم من أنه من المتوقع أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير حيث يعبر الكثيرون بشكل غير قانوني ولا يمكن عدهم بسهولة.
وقالت عائلات اللاجئين السوريين الذين تحدثت إليهم الصحيفة، إنه مع حلول الصيف، باعوا كل بطانياتهم مقابل شراء الطعام والآن يخشون الشتاء المقبل. فيما تحدث آخرون عن تبديل الملابس والأثاث بحليب الأطفال والحفاضات والأدوية.
وقال أياكي إيتو، ممثل المفوضية في لبنان للإندبندنت، إنه “في عام 2019، كان حوالي نصف اللاجئين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر المدقع وفي نهاية عام 2020، ارتفعت هذه النسبة إلى 90 في المئة، ولكن اليوم، جميعهم تقريبا يعيشون في فقر مدقع”.
وأشارت الصحيفة الى أن ما يقرب من عشرين لاجئا قابلتهم مراسلتها، قالوا إنهم واجهوا عداء متزايدا من السكان المضيفين والذي أصبح سريعا عاملا آخر في الرغبة في العودة إلى ديارهم.
وقالت الصحيفة أن أحد اللاجئين في عرسال ويدعى أبو عبدو، 65 عاما، فكك خيمته لاصطحابها معه لأن منزله كان دمر في القتال. وأضافت أن عائلتين على الأقل، قابلتهما الإندبندنت، تحدثتا عن تفكيك خيامهما وفعل الشيء نفسه.
المصدر: بي بي سي عربي
اقرأ ايضاً:الدفاعات الجوية السورية تتصدى لأهداف معادية في سماء حلب