هل غضبت روسيا بعد زيارة وزير الخارجية الصيني لدمشق؟
نقلت قناة “روسيا اليوم” مقالاً للمحلل السياسي “رامي الشاعر” نشرته صحيفة “زافتزا” الروسية انتقد فيه الإعلاء من شأن زيارة وزير الخارجية الصيني “وانغ يي” إلى “دمشق”.
ورأى الكاتب أن الزيارة ورغم أنها غير مسبوقة منذ سنوات تتعدى عمر الأزمة السورية لمسؤول صيني بهذا المستوى، كانت مقررة مسبقاً ولم يكن هناك أي رمزية لتزامنها مع أداء الرئيس السوري “بشار الأسد” للقسم الدستوري على حد قوله.
وعنونت القناة مقالة الكاتب بعبارة (انزلاق دمشق نحو الوهم هل يبدأ بخطوة؟)، واعتبر “الشاعر” خلالها أن الزيارة لم تكن بمثابة مباركة صينية للانتخابات الرئاسية على الرغم من أن الوزير الصيني استهل زيارته بنقل تهنئة الرئيس الصيني للرئيس “الأسد” بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
ووصف “الشاعر” ما سمّاها بالتوجهات لاستبدال “روسيا” بـ”الصين” كحليف داعمٍ لـ”سوريا” بأنها مثيرة للشفقة، مشيراً إلى استبدال لافتات معبّرة عن الصداقة بين الشعبين السوري والروسي في الشوارع السورية بلافتات صينية على حد قوله، معتبراً أن ذلك يأتي من باب الخداع الشعبوي الذي لن يغير من الأوضاع المأساوية على الأرض قيد أنملة وفق حديثه.
من جهة أخرى يشدد الكاتب على الاستخفاف بأهمية القائلين بأن “روسيا” تدخلت عسكرياً في “سوريا” طمعاً بمكاسب استراتيجية تخص المياه الدافئة في المتوسط والموارد التي ستضع يدها عليها وعقود إعادة الإعمار معتبراً أنهم يهرولون الآن نحو “الصين” بنفس النظرة قائلاً أن تفكير دول عظمى لا يمكن أن يكون بهذه السذاجة وقصر النظر وفق حديثه، لكنه لا يبيّن في المقابل دوافع “موسكو” أو “بكين” للانخراط في الملف السوري.
أما الحل برأي “الشاعر” فيأتي من تنفيذ القرار الدولي 2254، معتبراً أن السلطات السورية تتجاهل العامل السوري في العجز عن استعادة الشمال السوري، مضيفاً أن الانسحاب التركي والأمريكي من “سوريا” لا يضمن للسلطات المركزية استعادة من تلك المناطق دون حدوث تسوية على أساس قرار مجلس الأمن المذكور.
وفي إطار التمسك الروسي بـ”اللجنة الدستورية” التي هاجمها الرئيس “الأسد” بشكل غير مباشر في خطابه الأخير، فقد اعتبر الكاتب أن هذا الهجوم يتعارض مع إرادة غالبية السوريين ومع إرادة المجتمع الدولي ومع توجهات “روسيا” التي أغدق الكاتب في امتداح سياساتها بنهاية مقاله قائلاً إنها تحترم إرادة الشعب السوري وتربطها به علاقات تاريخية.
وعلى الرغم من أن “روسيا اليوم” ختمت المقال بعبارة أن المضمون يعبر عن رأي الكاتب إلا أن كثيراً من المراقبين يرون بأن أي محتوى تنشره القناة يعبر عن وجهة نظر روسية غير مباشرة ولا يأتي بشكل عفوي، وسبق وأن ظهرت في “سوريا” أصوات تعارض سياسة الإعلام الروسي في الحديث عن “سوريا” وأبرزها حديث النائب “خالد العبود” عن دلالة المقالات التي تنشرها “روسيا اليوم” واعتبارها مؤشرات عن الرؤية الروسية لملف “سوريا”.
اقرأ أيضا: سور الصين العظيم يصل إلى دمشق.. ماذا بعد؟