الصحوات السورية… أمريكا تستنسخ التجربة العراقية مع القبائل العربية شرقي سوريا
أجرى الجيش الأمريكي في الآونة الأخيرة جولات مكوكية على عدد من قرى وبلدات ريف محافظة الحسكة السورية
وتهدف الجولات إلى تشكيل مجموعات مسلحة مقاتلة من أبناء القبائل العربية السورية على شاكلة المجموعات التي تم تشكيلها في العراق قبل سنوات تحت مسمى (الصحوات)، على التوازي مع ارتفاع عدد قتلى المتعاونين معه داخل أكبر مخيمات اللجوء في سوريا.
وتجربة أمريكا الجديدة التي يتم ترتيبها في ظل تصاعد الرفض الشعبي لوجود جيشها واستمرار أنشطته في الاستيلاء على الثروات النفطية والغازية والمنتجات الزراعية شرقي سوريا، تتلحص بإنشاء مجموعات مسلحة من السكان العرب شرقي سوريا، بشكل مستقل عن تنظيم “قسد” الموالي له، والذي يقوده متزعمون من جنسيات عدة تم استجرارهم من دول الجوار القريب والبعيد.
وعلم مراسل “سبوتنيك” في محافظة الحسكة نقلاً عن مصادر محلية، أن جيش الاحتلال الأمريكي أجرى خلال الأيام الماضية جولات وزيارات لعدد من قرى أبناء القبائل العربية في ريف بلدة القحطانية شمالي شرقي الحسكة، التقى خلالها ضباط أمريكان يرافقهم مترجمون من الجنسية العراقية سكان تلك القرى لحثهم على الانضمام ضمن مجموعات عسكرية عربية تابعة له.
وتابعت المصادر أن “ضباطا من جيش الاحتلال الأمريكي يستقلون مدرعات عسكرية وبحماية طائرات مروحية زاروا عدد من القرى والبلدات بينها بلدة الحبيس والناعم بريف بلدة القحطانية الذي ينتسب سكانها إلى عشيرة (البني سبعة) من قبيلة طيء العربية، والتقوا السكان لحثهم على الانتساب إلى صفوف مجموعات مقاتلة تحت أمرته مباشرة مقابل رواتب مالية مغرية، على أن يتم توليف هذه التشكيلات (العربية) الموالية له، بشكل مستقل عن حلقة المسلحين الموالين له تقليديا في تنظيم “قسد” الذي يسيطر عليه متزعمون من القومية (الكردية) من جنسيات مختلفة”.
وبينت المصادر ان الهدف من محاولة الاحتلال الأمريكي إنشاء هكذا تنظيمات مسلحة هو سحب القبائل العربية إلى طرفه في ظل توسع دائرة الرفض الشعبي والمقاومة العشائرية ضد تواجده ودعمه لمسلحي تنظيم “قسد” الموالي له، والتي وصلت إلى حد قصف قواعده غير الشرعية بالقذائف الصاروخية.
وأضحت المصادر إلى أن “الاحتلال الأمريكي بدأ بالعمل بشكل علني وعلى الأرض بمحاولة تجنيد مرتزقة من أبناء القبائل العربية بهدف فك ارتباطه مع تنظيم “قسد” الذي بممارساته تخرج المظاهرات الشعبية والعشائرية مماثلة لتلك التي تم تشكيلها في العراق باسم (الصحوات)”.
وأكدت المصادر العشائرية لـ “سبوتنيك” إن الخطوة الأمريكية الجديدة لم تلقى اهتماماً كبيراً من أبناء القبائل بريف محافظة الحسكة مع رفض شبه جماعي ومباشر لهذه الخطوة، وذلك لاعتبار أن الاحتلال الأمريكي هو سبب مآسي منطقة الجزيرة بشكل خاص وسوريا بشكل عام بسبب ممارساته التي تتركز على سرقة النفط والغاز والقمح والثروات الباطنية ومحاصرة الشعب السوري وتجويعه.
يشار أنه خلال السنوات الماضية حاول الجيش الأمريكي تجنيد العشرات من أبناء القبائل العربية بمحافظتي دير الزور والحسكة تحت مسمى (حماية آبار النفط) مقابل رواتب مالية مغرية وبالعملة الأمريكية.
من جانب آخر ارتفع عدد قتلى مسلحي تنظيم”قسد” من العراقيين المتعاونين مع الجيش الأمريكي خلال الــ 24ساعة الماضية إلى ثلاثة قتلى في مخيم الهول، شرقي محافظة الحسكة،على يد مجهولين.
وقالت مصادر محلية لمراسل”سبوتنيك” بمحافظة الحسكة إن: “لاجئاً عراقياً قتل اليوم الجمعة 23 تموز /يوليو، برصاص مجهولين داخل خيمته في القسم الأول من مخيم الهول الواقع تحت سيطرة الجيش الأمريكي وهو القسم المخصص للاجئين العراقيين وذلك بعد ساعات من مقتل عراقيان آخران بينهما امرأة”.
وأوضحت المصادر أن اللاجئ العراقي أحمد الرايق، وهو في العقد الثالث من العمر ولاجئة عراقية أخرى من مسلحي “قسد” قتلا، أمس الخميس 22 تموز / يوليو، بطلق ناري على يد مجهولين في القسم الأول من المخيم المخصص للاجئين العراقيين، ليرتفع بذلك عدد القتلى داخل المخيم منذ قيام الاحتلال الأمريكي وتنظيم “قسد” بحملة أمنية وعسكرية داخله في شهر آذار/ مارس الماضي إلى أكثر من 17 حالة قتل اغلبهم من الجنسية العراقية بعد الحملة الأمنية التي أسفرت عن اعتقال نحو 150 شخصاً بتهمة ضلوعهم بعمليات القتل في المخيم ليصل عد القتلى إلى 47 شخصاً منذ بداية العام الحالي.
وأُسس مخيم الهول في الأصل من قبل الحكومة السورية لاستقبال اللاجئين العراقيين بعد حرب الخليج عام 1991، وأعيد تفعيله مرة أخرى إبان الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وفي خريف عام 2015 أعيد افتتاح المخيم مجددًا لاستقبال الأسر السورية الهاربة من المعارك في مناطق سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي، إلى جانب العراقيين الفارين من معارك الموصل.
وبعد السيطرة على بلدة الباغوز، أبرز معاقل تنظيم “داعش” الإرهابي شرقي دير الزور، في مارس 2019، وتسليم الآلاف من أفراد أسر “داعش” من السوريين والعراقيين والأجانب أنفسهم، تم نقلهم إلى مخيم الهول وتم وضعهم في “قواطع” خاصة لمنع اختلاطهم بالنازحين السوريين واللاجئين العراقيين.