الأغنياء ينعمون بعمر أطول… بعملية حسابية بسيطة
كشفت دراسة أمريكية حديثة أن ادخار أموال في البنك مع حلول منتصف العمر من الممكن أن يضيف سنوات إلى حياتك.
ووجدت الدراسة المنشورة في دورية “غاما” الطبية أن كل ما يقرب من 50 ألف دولار يتم توفيرها يساهم في تخفيض مخاطر الوفاة بنسبة خمسة في المئة على مدار 24 عاما.
كما اكتشفت الدراسة أيضا أن هذا ينطبق على حالة الأشقاء، مبينة أن أولئك الذين يدخرون 140 ألف دولار أكثر من الشقيق أو الشقيقة لديهم فرصة أكبر في أن يعيشوا أكثر من أقاربهم بنسبة 13 في المئة.
وللوصول إلى هذه النتيجة، تعقب معدو الدراسة من جامعة نورث وسترن في إيفانستون بولاية إلينوي أكثر من 5400 شخص في الولايات المتحدة لمدة 25 عاما، وقاموا بتحليل البيانات المتعلقة بثرواتهم وحياتهم.
وتم جمع المعلومات عن المشاركين الذين يبلغ متوسط أعمارهم 46 عاما بين عامي 1994 و1996، وتمت متابعتها في عام 2018 عندما توفي 1000 شخص، أي ما يوازي خمس عددهم.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور إريك فينيغود، إن النتائج تشير إلى
“أن أحد مفاتيح الحياة الطويلة قد يكمن في صافي ثروتك والفوائد الصحية المرتبطة به، مثل القدرة على توفير رعاية أفضل وطعام ووقت أطول للراحة”.
وأضاف أن “السياسات الحكومية للحد من عدم المساواة في الدخل سيكون لها فوائد صحية كبيرة على عامة السكان”.
وتوصل العلماء إلى أن الشخص الذي لديه أصول مالية أكثر يميل إلى العيش لفترة أطول من أخ أو أخت أو توأم يمتلكون أصول مالية أقل.
وعن هذا علق الدكتور فينيغود: “يجب تفسير هذه النتائج من منظور مجتمعي أوسع”، مضيفا أن “أمريكا هي الأولى في عدم المساواة الاقتصادية في الدول ذات الدخل المرتفع”.
وتابع موضحا أنه “على مدى السنوات الثلاثين الماضية، اتسعت الفجوة من خلال السياسات والممارسات التي حولت حصة كبيرة ومتزايدة من الفئات ذات الدخل المنخفض والمتوسط إلى الأثرياء”.
وأضاف أن “إعادة توزيع الثروة هذا قد يكون له آثار على أنماط طول العمر في العقود المقبلة”، واعتقد أن السياسات لتقليص فجوة الثروة إذا تم تنفيذها بشكل صحيح من الممكن أن تولد “عوائد كبيرة للصحة العامة”، بحسب قوله.
من ناحيته، لفت البروفيسور جريج ميلر، وهو مشارك في الدراسة، إلى أن “عددًا كبيرًا جدا من الأسر الأمريكية يعيشون على الراتب فقط دون أن يدخروا مالا منه لكي يسعفهم في أوقات الحاجة. وفي الوقت نفسه، ارتفع عدم المساواة في الثروة بشكل كبير، بينما تشير نتائجنا إلى أن بناء الثروة مهم للصحة على المستوى الفردي”.
وأردف: “لذلك، من منظور الصحة العامة، هناك حاجة إلى تطبيق سياسات تدعم وتحمي قدرة الأفراد على تحقيق الأمن المالي”.
وتم إظهار نتائج الدراسة بعدما أخذ العلماء في الاعتبار أمراضا مثل القلب أو السرطان، وتأثيرها على القدرة على تجميع الثروة بسبب تكاليف الرعاية الصحية، كما أنهم أعادوا تحليل البيانات باستخدام أفراد فقط غير مصابين بالسرطان أو أمراض القلب، وكانت النتيجة هي نفسها لم تتغير.