الإثنين , أبريل 7 2025
شام تايمز
الماء الحرام

الماء الحرام

شام تايمز

الماء الحرام

شام تايمز

بدأت مشكلة المياه المعبأة تظهر بشكل كبير في الأسواق وبما يكشف عن وجود مشكلة حقيقية ذات شقين . الأول يتعلق بتسويق المياه والوكلاء وعقود الاستجرار والمتاجرة والاحتكار، والثاني يتعلق بنقص المادة و وجود فارق كبير بين الإنتاج والاحتياج .

شام تايمز

استثمار خاص مع وقف التنفيذ

وهذا يطرح موضوعاً آخر يتعلق بالسماح للقطاع الخاص بتعبئة المياه الطبيعية والمعدنية سواء كان الأمر بالتشاركية أم بالاستثمار.

سورية بلد غني بالمياه الطبيعية والمعدنية و يوجد عدد جيد من الينابيع الطبيعية في جبل الشيخ والساحل السوري . وتم عام ٢٠٠٨ طرح موضوع السماح للقطاع الخاص بتعبئة المياه الطبيعية. وتقدم عدة أشخاص للحصول على الموافقات المطلوبة بعد أن انطبقت عليهم الشروط المطلوبة .والمتضمنة أن يكون النبع على ارتفاع أكثر من خمسمئة متر عن سطح البحر، وغزارته تزيد على سبعة أمتار مكعبة بالثانية، وحرم النبع وحوض التغذية الصباب محمي بشكل جيد منعاً لحدوث التلوث.

وطبعاً الشروط المفروضة كان هدفها منع حفر آبار لاستخدامها في تعبئة المياه. ولكن في المحصلة لم تمنح الموافقة لأي شخص رغم أن بعض الينابيع معدنية .

والحجج لم تكن مقنعة لأن أهمها كان يتعلق بما تحققه المياه من موارد لخزينة الدولة .وبالتالي يجب أن تكون حصرية للقطاع العام متجاهلين حينها المياه المستوردة من لبنان والأردن.

مؤشرات أزمة

اليوم الأمر أصبح ضرورة ولا يمكن للقطاع العام أن يتصدى لحاجة السوق . و ما الإعلان عن توفر كميات من المياه المعبأة في صالات السورية للتجارة إلا مؤشر إلى بداية أزمة في تأمين مياه الشرب المعبأة. ومؤشر خطير على وجود “مافيات” و متاجرة وسوق سوداء للمادة . ولن يكون هناك استقرار إلا بتوفر المادة .وربما عن طريق القطاع الخاص حصراً إما بالتشاركية مع القطاع العام أو بمنح تراخيص خاصة بشروط تضمن أن المياه طبيعية و ربما معدنية.

أزمة تأمين المياه المعبأة باتت تشكل حالة قلق في المنشآت السياحية وعند المرضى في المشافي وعند المواطنين أيضاً.

تحت الشبهة

المياه الطبيعية والمعدنية متوفرة في سورية وتكفي لقيام عشرات المعامل وبالشروط التي تم وضعها سابقاً. ولا يوجد أي مبرر لعدم السماح بتعبئتها وطرحها في الأسواق وتصديرها أيضاً.

ولم يعد مفهوماً لماذا نخنق أنفسنا بقرارات واستراتيجيات لا تخدم سوى مصالح راسميها .

ندفع الثمن في قطاع الطاقة لأننا لم ننوع مصادر الطاقة ولم نستثمر الموارد المحلية المتاحة. والقطاع الزراعي يتعثر بسبب سياسات وقرارات منفصلة عن الواقع. والصناعات النسيجية تتخبط بين صراعات الاستيراد و رفع سعر الخيط .

واليوم المياه، جزء كبير من حلول مشاكلنا نملكه ولكن لا توجد إرادة ولا متابعة ولا محاسبة وعليه .
وسنستمر بالانتقال من أزمة الى أخرى وكأن راسمي السياسات لا يستطيعون التفكير إلا باتجاه واحد وموضوع واحد في مؤشر على غياب التنسيق.

يقول المثل شريك الماء لا يخسر ولكن عندنا يخسر ويخرج من السوق . بسبب وجود صراعات ومتاجرة و فساد و محسوبيات واستثمارات جانبية وتلاعب ويصبح الماء حراماً كذلك، ملف المياه يخفي الكثير ولم يعد مقبولاً أن يستمر بهذا الوضع.

سنسيريا – معد عيسى

اقرأ أيضا: شركة تعبئة المياه تبرر أسباب ندرة منتجاتها وارتفاع سعرها في السوق

شام تايمز
شام تايمز