هل تفعلها روسيا وتغلق مجال سوريا الجوي بوجه الطائرات الإسرائيلية؟
تساءل الكاتب سيث فرانتزمان عما إذا ستحاول روسيا إغلاق المجال الجوي السوري بوجه الغارات الجوية الإسرائيلية، مستنداً إلى ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر روسي مطلع يوم السبت الفائت.
وينقل فرانتزمان في مقاله المنشور في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن المصدر الروسي قوله إنّ التلويح بإمكانية “إغلاق الأجواء السورية” أمام الطائرات الإسرائيلية التي “كثفت غاراتها في اليومين الماضيين, في شمال سوريا ووسطها”.
له علاقة مباشرة بالمحادثات التي انطلقت مع الولايات المتحدة في أعقاب القمة الأولى التي جمعت الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن الشهر الماضي.
وإنّ “موسكو كانت تحسب ردّات فعلها في السابق لأن تل أبيب تنسق كل تحركّاتها مع واشنطن، في حين أن قنوات الاتصال الروسية مع واشنطن كانت مقطوعة، وبدا من الاتصالات الجارية مع الجانب الأميركي حالياً، أن موسكو حصلت على تأكيد أن واشنطن لا ترحب بالغارات الإسرائيلية المتواصلة”.
ويتساءل فرانتزمان عما إذا كانت روسيا بخطوتها هذه تبعث رسالة لإسرائيل أو إلى الولايات المتحدة، وعما إذا كانت جهة أخرى تحاول إثارة الجدل، معتبراً أنّ تقرير “الشرق الأوسط” يبرز “أحجية معقدة”.
إذ لفت المصدر الروسي إلى أنّ “الإسرائيليين شعروا أنه تم تفعيل الدفاعات الجوية في سوريا، وحقيقة أنه تم تدمير كل الصواريخ المطلقة عملياً، تفيد بتغير أساسي في آليات التعامل مع هذا الملف، وأن طيران إسرائيل لم يعد منذ وقت يدخل المجال الجوي السوري، ويقوم بتنفيذ الهجمات من أراض مجاورة، وأكملت موسكو هذا التعزيز بتزويد دمشق بمعدات دفاع جوية حديثة”.
انطلاقاً من هذه التطورات، يرجح فرانتزمان رغبة البلدان الخليجية ومصر والعراق والأردن في أن تكون دمشق مستقرة وأقوى بما يمكنها من العودة جامعة الدول العربية.
مفترضاً أن يترتب عن ذلك رغبة في وقف للغارات الجوية وفي تقليص الولايات المتحدة وإسرائيل ضرباتهما الجوية وتوقف تركيا عن زعزعة الاستقرار شمال البلاد، بحسب ما يقول.
وأضاف: “يُرجح أن يعني ذلك رغبة في توقف إيران عن تحصين مواقعها”. كذلك، يسلط فرانتزمان الضوء على تبدّل وجهة النظر الأميركية من الغارات بعدما كانت تعتقد أنّ استراتيجية المعركة بين الحروب الإسرائيلية مهمة بالنسبة إلى السياسة الأميركية.
وبناء على المعطيات التي عرضها، يرى فرانتزمان أنّ تقرير “الشرق الأوسط” قد يعكس تغيراً في السياسة أو قد ينطوي على بعث رسائل للولايات المتحدة وإيران، خالصاً إلى أنّه سبق للمجموعات المسلحة الحليفة لإيران أن ربطت الغارات الإسرائيلية في سوريا بدور إيران في المنطقة.
إقرأ أيضاً: هل اقترب تحرير آبار النّفط والغاز وعودتها لسِيادة الدّولة السوريّة؟