الجمعة , نوفمبر 22 2024
ما هي البيانات التي يشاركها واتساب وإنستجرام مع فيسبوك؟

ما هي البيانات التي يشاركها واتساب وإنستجرام مع فيسبوك؟

ما هي البيانات التي يشاركها واتساب وإنستجرام مع فيسبوك؟

في بداية العام الجاري 2021، أدى التغيير السيئ في سياسة الخصوصية إلى نزوح جماعي من واتساب المملوك لشركة فيسبوك.

خلال الأسبوع الذي تلا الإعلان الذي شهد مطالبة واتساب للمستخدمين بقبول سياسة جديدة أو حذف حساباتهم، زادت تنزيلات تطبيق سيجنال المنافس بنسبة 35 مرة لتصل إلى 8.8 مليون عملية تحميل مما تسبب في تعطل خوادمه بينما تحول آخرون إلى تيليجرام، الذي تم تنزيله 11 مليون مرة خلال الأسبوع التالي لتحديث الخصوصية.

ووفقا للشبكة الإجتماعية فيسبوك التي حاولت تصحيح الأمر، جاءت الضجة بعد أن أساء ملايين الأشخاص تفسير سياسة الخصوصية الجديدة حيث شعروا أنها تعني مشاركة المزيد من البيانات مع الشركة الأم فيسبوك ولكن أوضح التطبيق أن الأمر ليس كذلك حيث تظل البيانات التي تتم مشاركتها مع فيسبوك كما هي دون أي تغيير.

ومع ذلك، فإن تغيير السياسة ورد الفعل العنيف الناتج قد سلط الضوء على الكميات الكبيرة من البيانات التي يمكن أن يجمعها واتساب منذ استحواذ فيسبوك عليه عام 2014. وبالرغم من نزوح الملايين، لايزال واتساب هو تطبيق المراسلة الأكثر شعبية في العالم مع ملياري مستخدم.

وتقوم الشركات الأخرى المملوكة لـ فيسبوك بجمع ومشاركة المزيد من البيانات. تتطابق سياسة الخصوصية في إنستجرام تقريبا مع سياسة فيسبوك، ويمكن للاثنين تبادل البيانات الخاصة بك دون أي مشكلة لإستهدافك بالإعلانات.

إذن، ما هي البيانات التي يحصل عليها فيسبوك فعليا من واتساب وإنستجرام، وهل هناك أي طريقة للحد من كمية المعلومات التي يتم نقلها إلى عملاق التواصل الإجتماعي؟

ما البيانات التي يمكن لـ واتساب مشاركتها مع فيسبوك؟

يجب أن تعرف أولا أن واتساب لا يشارك محتوى محادثاتك مع الشركة الأم ولن يتغير هذا بعد تحديث شروط الخدمة. الدردشات بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو والمكالمات محمية بواسطة التشفير من طرف إلى طرف، لذلك لا يمكن قراءتها من قبل وكالات إنفاذ القانون أو واتساب نفسه.

تتضمن البيانات التي يمكن لـ واتساب مشاركتها مع فيسبوك: رقم هاتفك واسم ملفك الشخصي بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتطبيق جمع المزيد من المعلومات التفصيلية (يقصد بها البيانات الوصفية أو الميتا داتا التي يجمعها من داخل محتوى المحادثات) مثل وقت إرسالها وعنوان الآي بي الخاص بك، ومشاركتها مع ما يسمى “شركات فيسبوك” (يُستثني من ذلك الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة).

تعتبر البيانات الوصفية أداة قيمة لتحليل الاتصالات بين الأشخاص، حيث تقول روينا فيلدنج، مؤسسة ومديرة استشارات الخصوصية Miss IG Geek “عندما تنظر إلى البيانات الوصفية، يتبين لك في كثير من الأحيان أنك لا تحتاج حتى إلى محتوى الرسالة، لأن تلك البيانات تُخبرك الكثير عن الشخص. الأمر ليس معرفة أن X موجود على هاتف Y بل يتعدى ذلك إلى أن الشخص X موجود على هاتف Y ويراسلان بعضهما البعض كل مساء في حوالي الساعة 8 مساء لوقت محدد، حينها تستطيع البدء في استقراء الاستدلالات أو العلاقات وإنشاء رسوم بيانية اجتماعية”.

يقول واتساب إن البيانات تتم مشاركتها مع فيسبوك فقط لأغراض مثل منع البريد العشوائي وليس للإعلانات كما يشير إلى أن جهات الاتصال الخاصة بك لا يتم مشاركتها مع فيسبوك وليس هناك خطط للقيام بذلك، كما ينفي التطبيق المملوك إلى فيسبوك استخدام بياناته لصالح خوارزمية الأشخاص الذين قد تعرفهم على فيسبوك.

وبالرغم من كل تلك الإدعاءات التي أعلنها واتساب وفيسبوك، تظل بعض عمليات مشاركة بيانات تطبيق التراسل الفوري مبهمة. على سبيل المثال، تصف سياسة الخصوصية في واتساب كيف أن البيانات الشخصية التي تتم مشاركتها مع فيسبوك قد تتضمن معلومات أخرى محددة في سياسة الخصوصية أو يتم الحصول عليها بناءً على إشعار لك أو بناءً على موافقتك، ونظرا لأن ما يحدث للبيانات غير واضح في كثير من الحالات، من المستحيل تحديد إلى أين تتجه البيانات بالضبط، وهذه مشكلة.

تُغطي سياسة الخصوصية الجديدة من واتساب الطريقة التي يتواصل بها المستخدم مع الشركات التي تستخدم واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بها. حيث يتم تشفير محادثات واتساب بين الأشخاص والشركات من طرف إلى طرف أثناء إرسالها، ولكن بعد تحديث الخصوصية الأخير، يمكن للشركات تخزين المحادثات التي تم اجرائها معك بمجرد استلامها طالما الشركة تستخدم خدمة مستضافة تابعة إلى فيسبوك.

يقول زاك دوفمان، الرئيس التنفيذي لشركة Digital Barriers لتكنولوجيا المراقبة “إن تغيير سياسة الخصوصية يمكّن الشركات من تخزين محادثات واتساب الخاصة بك بمجرد استلامها على خوادم استضافة تابعة إلى فيسبوك، ومع أن واتساب يقول إن فيسبوك لا يمكنه استخدام هذه البيانات، ولكن يمكن للشركات التنقيب في الدردشات الخاصة بك معهم من أجل استهدافك بالإعلانات المخصصة.

ما البيانات التي يشاركها إنستجرام مع فيسبوك؟

يشارك إنستجرام الكثير من البيانات مع فيسبوك. توضح سياسة الخصوصية الخاصة بها كيف تقوم الشبكة الاجتماعية بربط المعلومات حول أنشطتك على منتجات وأجهزة فيسبوك المختلفة لتوفير تجربة أكثر تفصيلاً واتساقا. على سبيل المثال، يمكن أن يُقترح عليك الانضمام إلى مجموعة على فيسبوك تتضمن أشخاصا تتابعهم على إنستجرام أو تتواصل معهم باستخدام فيسبوك ماسنجر.

يشارك فيسبوك وإنستجرام البنية التحتية والأنظمة والتكنولوجيا مع شركات فيسبوك الأخرى. هذا يعني أنه يمكن استخدام المعلومات المشتركة من واتساب حول الحسابات الوهمية أو الضارة لاتخاذ إجراءات نحوها على فيسبوك أو إنستجرام أو ماسنجر.

يمكن لـ إنستجرام أيضا جمع بيانات عنك تشمل موقعك والمكان الذي تعيش فيه والأماكن التي تزورها وتفاصيل عن الشركات والأشخاص الذين تقترب منهم من أجل تحسين منتجات فيسبوك وتخصيصها بما في ذلك الإعلانات الموجهة لك وللآخرين.

ومع ذلك، على الرغم من جمع البيانات ومشاركتها الضخمة، فإن إنستجرام لديه ضوابط خصوصية أقل من الشركة الأم، كما يقول جيك مور، أخصائي الأمن السيبراني في شركة الأمن ESET “يحتوي إنستجرام على عناصر تحكم في الخصوصية أقل من فيسبوك ولا يمكنك إيقاف مشاركة معظم بياناتك بين الأنظمة الأساسية، ولكن يمكنك ضبط كيفية استخدام معلومات معينة، على سبيل المثال، يشارك إنستجرام بيانات موقعك مع فيسبوك ولكن يمكنك الحد من وصول التطبيق إلى مكانك وتقييد الوصول إلى مشاركاتك من خلال الإعدادات الخاصة بحسابك”.

تقييد مشاركة البيانات

أصبح لعملاق الشبكات الإجتماعية فيسبوك إمبراطورية ضخمة مع أكثر من 91 عملية استحواذ لشركات مثل واتساب وماسنجر وغيرهما، ولهذا يمثل الحد من مشاركة البيانات بين فيسبوك وهذه الشركات تحديا كبيرا، لا سيما بالنظر إلى التتبع والتنميط الذي يحدث بين الشبكة الاجتماعية والمواقع الأخرى عبر الويب.

حيث يقوم كل موقع ويب ومعظم التطبيقات وتجار التجزئة ومقدمي الخدمات بجلب كل بياناتك إلى فيسبوك لأن هناك ما لا يقل عن خمسة ملايين موقع ويب يستخدمون متتبعات Facebook Pixel، ويقوم الأشخاص بالتخلي عن المزيد من بياناتهم عبر Login With Facebook API التي تتيح لك نقل معلومات ملف تعريفك على فيسبوك إلى تطبيقات ومواقع ويب أخرى حتى تحصل على تجربة مذهلة عبر الإنترنت ولكن هذا يعني أن بياناتك وكل ما تفعله بات في جعبة عملاق التواصل الإجتماعي.

ولكن لا تفقد الأمل أو تُحبط، هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لإيقاف مشاركة بيانات فيسبوك بشكل عام كالتالي:

لا تستخدم التطبيقات التي لها علاقة مع فيسبوك
ولا تشتري المنتجات المعتمدة على فيسبوك
واستخدم فيسبوك على المتصفح وليس التطبيق
إذا استطعت ذلك، ابق بعيدا عن إنستجرام ولا تستخدمه
احذف واتساب نهائيا واعتمد على بديل.
لا تستخدم أبدا أي شيء عليه عبارة “مدعوم من فيسبوك”.

أخيرا، هناك تطبيقات مراسلة أخرى أفضل من حيث الأمان والخصوصية مثل سيجنال الذي لا يمت بصلة بإمبراطورية فيسبوك ووفقا لملصقات الخصوصية لشركة أبل، فإن سيجنال لا يحتاج لكميات هائلة من البيانات لكي يعمل على عكس ما يفعله واتساب وهناك تيليجرام الذي يعتبر خيارا مثاليا أيضا عندما ترغب في التواصل مع الأصدقاء مع ضمان حماية بياناتك ومنع مشاركتها مع الشركات واستهدافك بالإعلانات المزعجة.

عرب هاردوير-وليد غنيم

اقرأ ايضاً:كيف نتصرف في حال تسرّبت بياناتنا عبر الإنترنت؟