14 ساعة قطع مقابل ساعة وصل.. الكهرباء حلم بعيد المنال في حلب
تصدرت الكهرباء واجهة الواقع الخدمي في مدينة حلب، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في ظل تحقيقها رقماً قياسياً جديداً لناحية عدد ساعات الانقطاع، التي أرهقت سكان المدينة، وزادت من معاناتهم مع موجة الحر اللاهبة التي تعيشها مدينتهم.
14 ساعة متتالية من الانقطاع مقابل 45 إلى 90 دقيقة من الوصل في أحسن الأحوال، هكذا كان واقع التغذية الكهربائية في مدينة حلب خلال الساعات الماضية، في واقع مرير لم يعهده أبناء حلب حتى في فترة القذائف التي كانت تهطل على مدينتهم خلال فترة سيطرة المسلحين على أجزاء المدينة الشرقية ومحيطها، ما جعل من عبارة “يا محلى أيام القذائف” تُتداول بكثرة على ألسنة المواطنين في مختلف الشوارع والجلسات العائلية..
الواقع الكهربائي المتردي، لم يترافق طيلة ساعات نهار ومساء الأمس مع أي تصريحات تذكر من المعنيين، وفي ظل إدراك الحلبيين وخبرتهم التي اكتسبوها على مختلف الصعد خلال فترة الحرب، لعدم مسؤولية شركة كهرباء حلب عن التقنين كونها باتت تأخذ دور الموزع للمخصصات التي تصل إليها لا أكثر، اتجهت كل أحاديث الشارع الحلبي التي رصدها مراسل “أثر”، إلى الغمز من قناة عودة ظاهرة سحب مخصصات المحافظة من الكهرباء، وتحويلها إلى المحافظات الأخرى، لأسباب متعلقة بالمناسبات التي تقام في تلك المحافظات.
بعض صفحات التواصل الاجتماعي المرموقة في مدينة حلب، جَهرت بالحديث عن سحب مخصصات حلب صراحة، وأشارت إلى أن معظم مخصصات المحافظة تم نقلها لصالح محافظة حمص التي تحتضن مهرجاناً سياحياً، وخاصة بعد ما ترافقت إقامة ذلك المهرجان مع تصريحات من المعنيين الحمصيين حول توفر الكهرباء بشكل جيد خلال فترة المهرجان في المحافظة، فيما ألمحت صفحات أخرى خلال منشوراتها إلى مؤتمر اللاجئين المقام في العاصمة دمشق.
وفي ظل عدم القدرة على التصريح بشكل واضح ورسمي، لأسباب “غير معروفة”، شهدت ليلة أمس، تسريب تصريحات منقولة عن مصدر رسمي تتحدث عن أن ما عانته مدينة حلب خلال ساعات يوم الاثنين من التردي الكهربائي، حدثت نتيجة ظرف استثنائي، دون توضيح ماهية ذلك السبب،
لتكتفي صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المجموعات الخاصة التابعة لعدد من الإعلاميين الحلبيين على تطبيق “واتساب”، بنقل ذلك التصريح حرفياً، والذي تحدث أيضاً عن تحسن كبير ستشهده حلب على صعيد التغذية الكهربائية خلال ساعات الليل.
ورغم تلك التصريحات التي وعدت بالتحسن، إلا أن شيئاً لم يتغير على المشهد العام في المدينة، فلا ساعات التقنين انخفضت، ولا ساعات التغذية ازدادت، إلا بشكل محدود، لناحية تغذية الأحياء السكنية بساعة ليلية فقط، لم تستفد منها معظم الأسر، كونها ساعة الوصل جاءت بشكل متفرق بين الأحياء ما بين الساعة الثانية والخامسة فجراً، دون أن يشعر بها الأهالي الراقدين في أسرّتهم.
وفي ظل ذلك الواقع، باتت أقصى طموحات الحلبيين وأحلامهم على الصعيد الكهربائي، أن تنعم منازلهم بـ 3 ساعات متتالية من التغذية التي تعينهم على قضاء احتياجاتهم اليومية من الغسيل وكي الملابس وتشغيل المبرّدات على أقل تقدير،
كون تغذية “الأمبيرات” لا تسمح بتلك الاستخدامات اليومية، علماً أن التوقعات باتت تشير إلى إمكانية ارتفاع سعر الأمبير خلال الأسبوع القادم إلى ما يقارب 12 ألف ليرة، في حال استمر واقع التقنين على وضعه الحالي.
وتتغذى مدينة حلب بالتيار الكهربائي عبر كميات محدودة تصل إليها من محطات التوليد في المنطقة الوسطى، عبر خطوط نقل متعددة أبرزها خط “حلب- حماة 400 ك.ف” وعدد من خطوط الـ 230 و 66 ك.ف، فيما يتم توزيع ما يقارب نصف الكمية الواصلة على المناطق الصناعية في حلب كالشيخ نجار والعرقوب، بينما تُوزّع الكمية المتبقية على الأحياء السكنية.
زاهر طحان – أثر برس
اقرأ ايضاً:إلغاء أمسية الفنان عادل خضور بدمشق بسبب المازوت والكهربا!!