لعنة المولدات في دمشق .. ازعاج وتلوث خانق .. والشكاوى تذهب ادراج الرياح
“داوها بالتي كانت هي الداء” قديماً قيلت واليوم تجسدت واقعاً أسود في حال “مولدات الكهرباء”، فالكهرباء “العملة النادرة” باتت حلماً وسط مأزق لا حل له سوى مولدة تَلِدُ الصوت والدخان قبل الكهرباء فأين يذهب بنفسه من تنعدم عنده الكهرباء والمولدة معاً ولا يبقى له سوى الإزعاج وشكاوى تذهب أدراج الرياح.
هذا حال السوريين اليوم واقع مرً يحيجُهم للأمرّ، كهرباء شحيحة مع صيف حار وضغوط اقتصادية خانقة.
وكان للمشهد جولته في بعض أسواق دمشق وحاراتها لرصد الآراء حول الضجيج الذي تسببه المولدات الموجودة على الطرقات.
البداية كانت من كفرسوسة عندما استوقفنا مريم التي تسكن في الحارات القريبة من منطقة السوق ولدى سؤالها عن مدى الإزعاج الذي تسببه المولدات الموجودة في المنطقة قالت.. “قلة من الناس تستطيع تشغيل المولدة هذه الأيام والغريب فينا أن حتى صوتها لم يعد مزعجاً”.
أما عبود وهو من سكان حي المهاجرين فقد قال للمشهد.. “الكثير من جيراننا يملكون مولدات البعض يقدرون ظروف جيرانهم من مرض ودراسة فلا يشغلون المولدات لساعات متأخرة من الليل والبعض الآخر يضع المولدة على سطح بناء وهذا يتسبب في إزعاج مضاعف حيث يمتد الضرر لحارة بأكملها.
نظراً لكوننا نسكن حياً شعبياً وهذا أمر يجب أن يكون له حل فمن غير المنطقي أن تطلب من شخص أن يتحمل الإزعاج دون فائدة تعود عليه”.
ومن جهته أبو سامر من سكان حي البرامكة الذي يعج بضجيج المولدات قال..” معاناتي مع ضجيج المولدات لا تنتهي فهي أوصلتني لأطرق أبواب الشرطة التي قامت باستدعاء جاري وحل الأمر بالتسوية على حساب إزعاجي”.
وبدوره أحمد من سكان النبك استوقفناه في أحد شوارع دمشق أجاب عند سؤاله عن إزعاج المولدات..”نحن نزعج الجيران والجيران يزعجوننا، والمضحك في الأمر أن الجار الذي قام بالشكوى علينا هو الآخر يملك مولدة لكن حجته الدامغة أن مولدتنا أكبر حجماً وبالنهاية لو الكهرباء عم تجي ١٠ ساعات باليوم عالأقل ما كان حدا شغل مولدة”.
وعند سؤاله عن نتيجة الشكوى قال.. “لقد ذهبت مع الريح”.
أما حسن من سكان منطقة المعضمية فقد قال.. “مولدة جيراننا تزعجنا وتملأ غسيلنا شحاراً ولم أجد حلاً سوى أن أقطع شريط الحياة عن المولدة المزعجة”.
وخلال جولتنا في سوق الشعلان كانت إجابة أحد أصحاب المحال الذين لا يحتاجون مولدة لإتمام أعمالهم.. ” الإزعاج أمر عادي وخصوصاً أننا في منطقة سوق أساساً والعالم تريد أن تعمل، ولا أحد يريد أن يقطع رزق أحد”.
اليوم وبكل أسف لا نستطيع أن نلوم أحداً على حلّ يمكن أن يجده لينقذ نفسه فالأمر لم يعد مجرد رفاهية هو رزق يتعطل وحياة تتوقف ربما ذلك لا يلغي الإزعاج الكبير للمولدات الكهربائية لكنه يجعل منها أمراً واقعاً… بانتظار اجتراح الحلول ورفد الطاقة بمشاريع من قبل الحكومة والوزارة المختصة لتأمين الكهرباء فترات أطول وبشكل أفضل.
زينب العيسى – مجد المحيميد – المشهد
اقرأ ايضاً:الجامعات السورية تتقدم في تصنيف «ويب ماتريكس» العالمي