الجيش الأمريكي يواصل سرقة النفط السوري الى العراق
يستمر الجيش الأمريكي بعمليات تصدير النفط السوري المسروق من محافظة الحسكة باتجاه الأراضي العراقية، على التوازي مع استمرار جولاته المكوكية على القرى والبلدات الريفية في المحافظة، محاولا تجنيد أبناء القبائل العربية للعمل لصالحه، ضمن مخطط ما يسمى (الصحوات).
حصلت “سبوتنيك” على صور ومقاطع فيديو توثق لحظة قيام الجيش الأمريكي اليوم، بتسيير رتل صهاريج محملة بالنفط السوري المسروق من الأراضي السورية إلى إقليم (شمالي العراق) عبر معبر الوليد غير الشرعي في ريف الحسكة.
ونقل مراسل “سبوتنيك” في الحسكة عن مصادر محلية، أن شحنة النفط المسروقة هذه، تم نهبها، تحديداً من أحد الآبار ومحطات التزويد التابعة لمديرية حقول نفط وغاز الحسكة (الرميلان) الحكومية السورية، في قرية “سويدية محمد الدهام” على الحدود السورية – العراقية.
وأكدت المصادر المحلية أن رتلاً تابعاً لقوات الاحتلال الأمريكي، مؤلفاً من 25 صهريجاً محملاً بالنفط المسروق من الجزيرة السورية، توجه اليوم إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي يرافقه عدد من سيارات الدفع الرباعي المزودة برشاشات متنوعة تابعة لمسلحي تنظيم “قسد” الموالي له.
وبين المراسل بأن مئات الآليات والصهاريج التابعة للجيش الأمريكي، تقوم بشكل يومي بتعبئة النفط الخام والغاز الطبيعي من حقول وآبار مديرية نفط الحسكة برميلان الممتدة على مساحات واسعة من مناطق شمال وشمال شرقي محافظة الحسكة، وتنقلها بعد ذلك برا نحو معبر (الوليد) غير الشرعي مع إقليم شمالي العراق، أو عبر الأنبوب الذي تم تمديده بين الآبار وبين أراضي الإقليم العراقي مرورا بأسفل مجرى نهر دجلة الذي يشكل فاصلا طبيعيا بين الأراضي السورية والعراقية أقصى شمال شرق وغرب البلدين.
وتضم مديرية حقول نفط وغاز الحسكة في (الرميلان) واحدة من أكبر القواعد الأمريكية العسكرية اللاشرعية في سوريا، وهي أول قاعدة جوية أنشأها الجيش الأمريكي في البلاد، وذلك بعد أن استولى على مطار (تل حجر) الزراعي التابع لها، ليقوم بعد ذلك بتطويره ليتناسب مع حركة هبوط وإقلاع الطائرات الضخمة.
وكان إنتاج سوريا من النفط الخام عام 2010 قد وصل إلى ما يقارب 360 ألف برميل يوميا، منها 100 ألف برميل يوميا من حقول مديرية نفط الحسكة برميلان شمال شرق محافظة الحسكة، أما من القمح فكانت محافظة الحسكة تنتج ما يقارب المليون طن سنويا، وكانت سوريا تعتبر بلدا مصدرا للنفط والقمح، في حين أنها اليوم أصبحت بلدا مستوردا للنفط والقمح، كما أنها تلاقي صعوبة كبيرة في تأمينهما بسبب العقوبات الغربية والأمريكية وفق قانون “قيصر” الجائر.
تجنيد القبائل
من جانب آخر أكدت مصادر محلية في ريف محافظة الحسكة لمراسل “سبوتنيك” استمرار الجيش الأمريكي بجولاته المكوكية على القرى والبلدات بريف محافظة الحسكة الشمالي الشرقي، بهدف تجنيد وتطويع الشبان من أبناء القبائل العربية كمرتزقة لديها خارج أطار قوات تنظيم”قسد” الموالية له.
وتابعت المصادر أن أربعة مدرعات أمريكية حملت عدد من الضباط الأمريكان قاموا، اليوم الخميس 5 آب / أغسطس، بعقد اجتماع مع سكان قرية مسعدة وقبلها في قرى منجور والكنانة وعدنان والحريشة بريف اليعربية في أقصى الشمال الشرقي من الحسكة، وجميع سكان القرى المذكورة هم من أبناء قبيلة شمر العربية، وذلك بهدف إقناع الشبان للتطوع ضمن صفوف المجموعات المسلحة الجديدة براتب شهري يقدر بــ 450 ألف ليرة سورية.
وكان جيش الاحتلال الأمريكي خلال الأسابيع الماضية قد أجرى جولات وزيارات لعدد من قرى أبناء القبائل العربية في ريف بلدة القحطانية شمالي شرقي الحسكة، التقى خلالها ضباط أمريكان يرافقهم مترجمون من الجنسية العراقية سكان تلك القرى لحثهم على الانضمام ضمن مجموعات عسكرية عربية تابعة له.
وتجربة أمريكا الجديدة التي يتم ترتيبها في ظل تصاعد الرفض الشعبي لوجود جيشها واستمرار أنشطته في الاستيلاء على الثروات النفطية والغازية والمنتجات الزراعية شرقي سوريا، تتلحص بإنشاء مجموعات مسلحة من السكان العرب شرقي سوريا، بشكل مستقل عن تنظيم “قسد” الموالي له، والذي يقوده متزعمون من جنسيات عدة تم استجرارهم من دول الجوار القريب والبعيد.
وبينت المصادر إن الهدف من محاولة الاحتلال الأمريكي إنشاء هكذا تنظيمات مسلحة هو سحب القبائل العربية إلى طرفه في ظل توسع دائرة الرفض الشعبي والمقاومة العشائرية ضد تواجده ودعمه لمسلحي تنظيم “قسد” الموالي له، والتي وصلت إلى حد قصف قواعده غير الشرعية بالقذائف الصاروخية.
وكانت مصادر عشائرية أكدت لـ “سبوتنيك” في وقت سابق إن الخطوة الأمريكية الجديدة لم تلقى اهتماماً كبيراً من أبناء القبائل بريف محافظة الحسكة مع رفض شبه جماعي ومباشر لهذه الخطوة، وذلك لاعتبار أن الاحتلال الأمريكي هو سبب مآسي منطقة الجزيرة بشكل خاص وسوريا بشكل عام بسبب ممارساته التي تتركز على سرقة النفط والغاز والقمح والثروات الباطنية ومحاصرة الشعب السوري وتجويعه.
يشار أنه خلال السنوات الماضية حاول الجيش الأمريكي تجنيد العشرات من أبناء القبائل العربية بمحافظتي دير الزور والحسكة تحت مسمى (حماية آبار النفط) مقابل رواتب مالية مغرية وبالعملة الأمريكية.
سبوتنيك
اقرأ المزيد: الهدوء الحذر سيد الموقف.. درعا لا تزال عالقة بين خيارين العسكري أو المفاوضات