الخميس , مارس 28 2024
غراميات وتبادل قبل في باص النقل الداخلي بدمشق

غراميات وتبادل قبل في باص النقل الداخلي بدمشق

غراميات وتبادل قبل في باص النقل الداخلي بدمشق

شام تايمز

كما هي العادة في كل يوم خرجت البارحة من عملي مساءً باتجاه المنزل بصحبة صديقتي، وبعد عدة محاولات للصعود في أحد باصات النقل الداخلي لنصل إلى المكان المنشود، حالفنا الحظ واستقلينا باص النقل الداخلي، وأمام الجموع الغفيرة التي كانت داخل الباص استطعنا شق طريقنا للوقوف في الخلف حيث نكون في أمان نوعاً ما من التعرض للسرقة أو النعرات من فلان وعلان..

شام تايمز

لكن ما لفت نظرنا بعد ثوان فقط من صعودنا هو اتجاه أنظار جميع من كان في الباص إلى مكان واحد، ما دفعني الفضول لأشيح بوجهي إلى ذات وجهة نظر الركاب، لأرى ما لا ولن أتوقعه في حياتي، فقد كانت فتاة أتوقع بأنها لا تتجاوز الستة عشر عاماً من عمرها تغمر شاب في منتصف العقد الثاني من عمره بكلتا يديها ورأسها على صدره، وفي منتصف الباص، لتبدأ بعدها بتقبيله وكأنهما يجلسان وحدهما في المنزل، وبقي الفيلم على هذا الحال حتى وصلنا إلى (مفرق نهر عيشة)، عندها نزل الكثير من الركاب وبدأت المقاعد تفرغ من جلاسها، ليقوم ذاك الشاب بالجلوس في أحد مقاعد الباص، ولتقوم بعدها الفتاة بالجلوس في أحضانه وكأنهما لوحدهما في شقة ما، لتعاود تقبيله من جديد وعلى مرأى من أعين الجميع ..

لكن ما أدمى قلبي وما أدمع عيني بالفعل هو أن جميع من كان داخل الباص، كان ينظر إليهما وكأنهم يتابعون فيلم “غرامي” على النت أو في التلفاز، دون أن يتفوهوا بأي حرف ولا أن يبدو أي امتعاض..

بقي لي أن أذكر أن هذه الفتاة معروفة لدى الكثير من الناس، فهي تصعد دائماً إلى باصات النقل الداخلي وتستجدي حسنة الناس رغم هندامها الحسن، وتدعي أنها لا تتسول، وفي كل مرة تبتدع عذراً جديداً، فمرة أحد أفراد أسرتها مريض وبحاجة لعمل جراحي، ومرة ستطرد هي وعائلتها من المنزل المستأجر ، وإذا ما نهرهم أحدها تصرخ بوجهه وتكيل له سيل من الشتائم..

المشهد

اقرأ المزيد:

شام تايمز
شام تايمز