الولايات المتَّحدة في سورية.. التوتر مع إيران شرقي الفرات
تحدَّث تقرير “epc” عن تصاعد التوتُّرات مؤخَّرًا بين القوَّات الأمريكيَّة, والمجموعات الإيرانيَّة شرقي سورية, على خلفية تصاعد الهجمات على القواعد الأمريكيَّة في العراق وسورية، والغارات المضادَّة للقوَّات الأمريكيَّة ضدّها.
وأشار البحث إلى أنَّ هذا التوتر, يأتي في وقت يعمل فيه الجانبان على تعديل استراتيجيَّاتِهما تجاه بعضهما البعض.
من ناحية أخرى ، تستند استراتيجيَّة إدارة بايدن إلى إظهار أنَّ الولايات المتَّحدة حازمة ضد منافسيها في مختلف المحافل الدوليَّة.
أما بالنسبة لإيران، فقد غيَّرت إدارة بايدن سياستها تجاه تهديدات الفصائل المدعومة من إيران من مجرد الرد إذا قُتل عسكري أمريكي في هجوم، “وهي الاستراتيجيَّة التي تنتهجها إدارة ترامب”، إلى الرد إذا هاجمت تلك “الفصائل” القوات الأمريكيَّة.
من ناحية أخرى، تهدف الاستراتيجيَّة الإيرانيَّة إلى مضايقة القوَّات الأمريكيَّة, وإجبار الإدارة الأمريكيَّة على النظر في سحب قواتها من سورية، وكذلك وضع قواعد اشتباك جديدة, بحيث يجب على واشنطن توقُّع رد عسكري في كل مرَّة.
إلَّا أنَّ إيران حرصت على البقاء خلف الكواليس، ونفت دعمها أو علمها بمن يشنُّون هذه الهجمات ضد القوَّات الأمريكيَّة من أجل تجنُّب المواجهة المباشرة مع الولايات المتَّحدة.
وحسب التقارير, فإنَّ الجانبان الأمريكي والإيراني متجاوران شرق سورية، ويفصل بينهما نهر الفرات فقط, وتتمركز القوَّات الأمريكيَّة شرقي النهر, فيما تتمركز القوات الحليفة لإيران في الغرب.
والمفارقة أنَّ الأراضي العراقيَّة تشكِّل العُمق الاستراتيجي لكلٍ منهما, والمنفذ اللوجستي الذي يمد قوَّات الطرفين بالمعدَّات والأفراد, بينما تقع غالبيَّة مستودعات الأسلحة الأمريكيَّة ونقاط إمداد الجيش في أربيل “قاعدة غرب القيارة”، وفي الأنبار “قاعدة عين الأسد” القريبة من الحدود السوريَّة. وتسيطر إيران على المناطق الحدوديَّة العراقيَّة مع سورية، ويسيطر حلفاؤها بشكل ُمطلق على ناحية القائم وموقعها الحدودي مع سورية، والتي تمر عبرها جميع الإمدادات الإيرانيَّة لمواقعها وقواتها في سورية.
وتحدَّث التقارير عن القواعد الأمريكيَّة شرقي سورية، وكذلك الانتشار الإيراني في المنطقة والاعتماد على الفاعلين على الأرض.
وبناءً على التطورات الأخيرة، يمكن تحديد دوافع التصعيد الإيراني مع الولايات المتَّحدة وتوظيفها لتأمين عوائد سياسيَّة على أكثر من جبهة, وهي إرسال رسائل قبل العودة لمفاوضات فيينا, وإفراغ أي اتفاق روسي أمريكي محتمل مسبقًا, وتوظيف الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
وخلص التقرير إلى أنَّه ورغم شن القوَّات الأمريكيَّة ضربات ضد الفصائل الإيرانيَّة في سورية، إلَّا أنَّ الأمر كشف عن ارتباك داخل الإدارة الأمريكيَّة، خاصَّة في الكونجرس، الذي انقسم بين مؤيِّدي ضرورة الحفاظ على الصلاحيَّات التي تسمح للسلطة التنفيذيَّة بضرب أهداف في سورية والعراق ، ومن يعارضها.
وأنَّ ارتباك إدارة بايدن, تكشف عن عدم رغبتها في الذهاب بعيداً في الرد على التحركات الإيرانيَّة، حتى لا تنعكس على المفاوضات بين الطرفين، والتي يبدو أنَّها تشكِّل عائقاً إضافيَّاً للإدارة.
هذا بالإضافة إلى رغبة الإدارة الأمريكية في عدم التورط في حروب جديدة, في الوقت الذي اختار فيه الرئيس بايدن الابتعاد عن الحروب الخارجيَّة, وسحب القوَّات الأمريكيَّة من أفغانستان.
واستنتج التقرير إلى أنَّه يبدو أنَّ إدارة بايدن لا تفكِّر في الانسحاب من سوريا في هذه المرحلة، والتي يبدو أنَّها مستبعدة من خطط تقليص القوَّات الأمريكيَّة في الشرق الأوسط, وقد يكون ذلك بسبب حرص الإدارة الأمريكيَّة على دعم الإدارة الذاتيَّة الكرديَّة في سورية، وعدم السماح لإيران بالتوغُّل أكثر في شرق سورية, وإحكام قبضتها عليه، الأمر الذي سيكون له تداعيات كارثيَّة ليس فقط, على المصالح الأمريكيَّة, ولكن أيضاً على الحلفاء الاستراتيجيِّين في المنطقة، وعلى رأسهم إسرائيل.
2. الولايات المتَّحدة, وإخفاء تقارير استهداف المدنيين:
في هذا الإطار, قال “Joe DykeJoe Dyke” في مركز the intercept”” للدراسات, أنَّ وزارة الدفاع الأمريكيَّة أُجبرت على سحب جزء رئيسي من تقرير رسمي إلى الكونجرس، بعد إعلانها خطأ مسؤوليَّتها عن مقتل 21 مدنيَّاً في العراق وسورية قُتلوا بالفعل على يد حُلفاء مقرَّبين للولايات المتَّحِدة.
وبعد مراجعة النتائج، اعترفت وزارة الدفاع أخيرًا بالخطأ, وقال المتحدِّث باسم البنتاغون “مايك هوارد”:
“كان هذا سهوًا في إعداد بيانات التقرير”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول كيفيَّة حدوث الخطأ, “نحن نأسف على الخطأ”.
وقالت “هينا شمسي”، مديرة مشروع الأمن القومي في اتحاد الحريَّات المدنية الأمريكيَّة:
“إنَّ القيادة المركزيَّة, لا يمكنهم حتى الحصول على هذا الالتزام الأساسي بشكل صحيح لإبلاغ الكونغرس والجمهور بأضرار مدنيَّة بشكل دقيق وموثوق”, هذا فقط يضاعف مخاوفنا بشأن القضايا الأساسيَّة مثل التحقيقات في الضرر المدني، حيث لا تتحدَّث وزارة الدفاع حتى مع أفراد الأسرة الناجين للحصول على معلومات”.
وتم تسليط الضوء على معظم هذه الحوادث في تحقيق كبير العام الماضي من قبل “Air wars” و”BBC” و”Libération” وغيرها، والذي خلص إلى أنَّ الدول الأوروبيَّة كانت تفشل بشكل منهجي في قبول التسبب في ضرر للمدنيِّين، حتى عندما أعلن المراجعون العسكريُّون الأمريكيُّون ذلك.
يتبع