سوريا.. دوريات تموينية نسائية لأول مرة في درعا
«اخترته برغبتي لأنه عمل غريب وجديد»، تقول “ريم محمود” واصفة عملها في دورية النساء التموينية الأولى من نوعها في “درعا” جنوبي البلاد، مضيفة أنها تستمتع بعملها ولا تخشى على الإطلاق، كتابة ضبط تمويني بحق المخالف أياً كان.
انضمام النساء لدوريات التموين تجربة انطلقت مؤخراً في “درعا”، وكمرحلة أولية تشارك اليوم 4 سيدات في تنظيم الضبوط وفرض المخالفات بالمدينة.
تؤكد “محمود” أن الرجال في مجتمعها يتقبلون فكرة وجود النساء ضمن الدورية التموينية أكثر من النساء أنفسهنّ، وتعتقد أن العمل في المستقبل سيكون سهلاً جداً من دون أي مشاكل، «وسيكون للمرأة دور كبير ما سيؤدي إلى تفعيل الدوريات التموينية النسائية في كافة أرجاء المحافظة».
تضيف: «نحرص خلال جولتنا على التأكد من استيفاء المنشآت المستهدفة كافة الشروط، وأكثر المخالفات التي نرصدها عدم توفر البطاقات الصحية أو انتهائها، وعدم تعقيم الأدوات، ووجود مواد منتهية الصلاحية أو مجهولة المصدر، وعدم وجود قائمة بالأسعار، وسوء تخزين المواد».
أول مخالفة نظمتها “سوسن المصري” كانت لـ”كوافيرة” لم تعلن عن الأسعار وتتقاضى أجوراً مرتفعة، كما تقول مضيفة: «في البداية رفضت منحنا الهوية لكتابة الضبط لكنها عادت واستجابت».
أما “غادة” التي فضلت عدم ذكر اسمها الكامل، فالتحقت بالعمل بعد اتباع دورة مراقبين تموينيين، تضيف لـ”سناك سوري” الذي تصادف لقاؤه بها بأول يوم عمل لها كمراقبة تموينية: «هذا العمل بالنسبة لي مثل المغامرة، أحاول أن أكتشف فيه كيفية العمل الميداني، ولا أعتقد أنه صعب، فهذه الدورية لمصلحة الناس ولفائدة المواطن الفقير»، على حد تعبيرها.
تنظر “أم محمد محاميد” صاحبة صالون تجميل، إلى الأمر بفخر كبير، وتقول إنها تحيي وبقوة نشاط العنصر النسائي في جميع المجالات الرقابية، مضيفة لـ”سناك سوري”: «أتمنى وجود العنصر النسائي بجميع دوريات الرقابة الصحية والتموينية فالمرأة أثبتت فعالية وقوة بمختلف المجالات».
وجود النساء في دوريات التموين ليست وليدة الصدفة، بل جاءت بعد دراسة لتفعيل دور النساء في متابعة المخالفات، كما قال مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في “درعا”، المهندس “حميدي الخليل”، وأضاف أن التجربة الأولى من نوعها في “درعا” تتضمن عمل العناصر الرقابية النسائية، في المحال التجارية التي تطرح سلعاً خاصة بالنساء أو المحال الخاصة باستقبال الزبائن من النساء كصالونات التجميل وغيرها، «وقامت هذه الدوريات بأول يوم عمل بتنظيم ستة ضبوط بحق صالونات حلاقة نسائية».
بدأ الأمر بعدد قليل من السيدات، على أن يتطور مستقبلاً بشكل أكثر، بحسب “الخليل”، «حتى نصل إلى الدورية الشاملة، والتي يمكن للمرأة أن يكون لها دور أكبر في الدوريات على جميع الفعاليات وليس فقط التي تختص بالنساء».
وساهمت ظروف الحرب، بدخول النساء أعمالاً جديدة ظلّت لسنوات حكراً على الرجال، مثل قيادة الشاحنات، وباصات النقل الداخلي، كذلك العمل بقراءة عدادات الكهرباء.
سناك سوري-هيثم علي
اقرأ ايضاً:خبير عقاري: جمود في البيع والشراء والإيجارات ترتفع بنسبة 100 بالمئة