الثلاثاء , نوفمبر 26 2024

من يتحمّل مسؤولية توقف أجراس «بيغ بن» حلب عن العمل مجدداً؟

من يتحمّل مسؤولية توقف أجراس «بيغ بن» حلب عن العمل مجدداً؟

توقفت دقات أجراس ساعة باب الفرج، والمعروفة «بيغ بن» حلب لمضاهاتها نظيرتها في #لندن، عن العمل منذ نحو سنة بعد سير عقاربها على التوقيت المحلي لسنتين متواصلتين إبان إجراء الصيانة اللازمة لها مجاناً على مهندس حلبي اسمه أحمد أنيس ، بعد توقفها لعشرات السنين.

وكان أنيس وثّق حينها أجزاء الساعة، النادرة عالمياً والتي لها توءم موجود في كنيسة أثرية بإنكلترا، بمحاضر وصور أثناء تفكيكها وبموافقات وإشراف أصولي من «مديرية آثار حلب» ووفر مبالغ كبيرة لصيانتها من شركات أجنبية معدودة على أصابع اليد الواحدة ولتدور عقاربها من جديد.

وكتب أحمد أنيس على صفحته الشخصية في الفيسبوك عن أسباب توقف ساعة باب الفرج، التي يعود بناء برجها الحجري إلى ١٨٩٨، عن العمل: “للأسف تعب وجهد سنة ضاع سدىً…بعد إعادة الحياة لرمز حلب الثاني وإعادة نبض إلى مسنناتها وأجراسها …نراها من فترة السنة بحالة وقوف تام أو العمل من دون دقه مع وقوف النغمات بشكل كامل و وقف جرس التمام بشكل جزئي”.

وأوضح أنيس: “في بداية المشروع تقدمت بطلب صيانة الساعة و كفالتها مجاناً متضمنة كل شيء من متابعة و قطع في حال اللزوم لمدة ،((عشر سنوات ))…بشرط أن يكون لمفتاح باب الساعة نسختان، واحدة عند الجهة المسؤولة عن الساعة من ناحية مجلس المدينة أو مجلس المحافظة ونسخة لدي لضمان عدم العبث بها ومتابعتها بشكل دائم ، وتم الاتفاق على هذا الأساس، لأتفاجأ بنقض هذا الاتفاق بعد إتمام العمل على الرغم من تحذيري من عودة الساعة إلى وضعها القديم إن لم تتم متابعته و الإشراف المباشر عليها..”.

وأضاف في منشوره: “للأسف حصل ما أخشى، أرجو من أصحاب القرار وضع حد لهذا الإهمال والعبث لضمان بقاء رمز مدينتا نابضاً و حياً لعقود، أكرر استعدادي مرة أخرى لمتابعتها وصيانتها مجاناً بشكل دائم، ولكم الشكر”.

وللساعة أهمية تاريخية، بالإضافة إلى ارتباطها بذاكرة المدينة لوقوعها في مركز المدينة.

وعدّ إصلاحها وإعادتها للحياة “إنجازاً ” لمراعاة الطرائق الحديثة في ترميم واجهاتها الحجرية الأربع وإطاراتها وزخارفها ومنجورها الخشبي بأدق التفاصيل على الرغم من آثار الإرهاب الذي استهدفها، عدا صيانة الأجزاء الداخلية للساعة وآلاتها الفريدة من نوعها عالمياً واعتماد إنارة وتجهيزات صوتية متطورة.

يذكر أنه سبق الساعة باب الفرج، الإنكليزية الصنع والتي تعد معلماً مسجلاً، إن دقت أجراسها لفترة محدودة إبان صيانتها من الشركة المسؤولة عن صيانة «بيغ بن» لندن خلال الاحتفال بحلب عاصمة للثقافة الإسلامية عام ١٩٩٦، وتولت مبادرة «أهالي حلب» دفع تكاليف ترميم البرج الحجري الذي يحملها وتأهيل منهل المياه أسفل من يتحمّل مسؤولية توقف أجراس «بيغ المبنى وعمره أكثر من ٤٠٠ عام.