الجمعة , نوفمبر 22 2024
كيف سيكون شكل الأرض بعد 500 عام؟ إليك ما يقوله العلماء

كيف سيكون شكل الأرض بعد 500 عام؟ إليك ما يقوله العلماء

كيف سيكون شكل الأرض بعد 500 عام؟ إليك ما يقوله العلماء

يمكن للعلماء أن يتنبؤ تنبؤات دقيقة جدًا حول المستقبل لكن التنبؤ بما ستكون عليه الأرض بعد 500 عام من الآن يعد أمرًا شبه مستحيل نظرًا لوجود العديد من العوامل التي تؤثر على الأرض. تخيل كريستوفر كولومبوس في عام 1492 يحاول التنبؤ بأمريكا اليوم!

نحن نعلم أن هناك عاملين رئيسيين يغيران كوكبنا: أحدهما الدورات الطبيعية التي تحدث للأرض مثل الطريقة التي يدور بها الكوكب ويتحرك حول الشمس، والآخر ناتج عن أشكال الحياة المختلفة وخاصة البشر.

وبما أن الأرض نفسها تتحرك فالأرض تتغير باستمرار.

تتغير زاوية ميل الأرض وتتغير مدارها وهو عامل مسؤول عن تقريب الأرض من الشمس أو بعدها عنها. تحدث هذه التغييرات على مدى عشرات الآلاف من السنين وهي التي كانت مسؤولة عن العصور الجليدية.

وبالتالي نظريًا خمسمائة سنة ليست طويلة جدًا من حيث الجيولوجيا.

التأثير الثاني الكبير على كوكبنا هو الكائنات الحية وهنا بالضبط يصعب التنبؤ بتأثيرات الحياة على الكوكب، يمكن أن يؤدي تعطيل جزء من النظام البيئي إلى تعطيل الكثير من الأشياء الأخرى.

البشر على وجه الخصوص يقومون بتغيير الأرض بعدة طرق. إنهم يقومون بعملية قطع الغابات وتفكيك الحياة البرية المهمة لبناء المدن وزراعة المحاصيل. إنهم ينقلون الكثير من الحيوانات حول الكوكب مما يعطل النظم البيئية.

كما أنهم يساهمون في ظاهرة الاحتباس الحراري. حيث أن الناس يتسببون في تغير المناخ وغالبًا عن طريق حرق الوقود الأحفوري الذي يطلق غازات ضارة في الغلاف الجوي أكثر مما يستطيع الكوكب والغلاف الجوي التعامل معه.

هذه الغازات تحبس الحرارة من الشمس بالطريقة التي يفعلها زجاج البيوت البلاستيكية، مما يجعل الأرض أكثر دفئًا مما يمكن أن تكون عليه. يمكن أن يكون ذلك مفيدًا في البداية إلى أن نحصل على الكثير من الحرارة.

نتيجة الإفراط في استخدام ثاني أكسيد الكربون ارتفعت درجات الحرارة وهذا يعني أننا سنعاني من أيام صيفية شديدة الحرارة وذوبان الجليد في جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية. إضافة إلى أن ذوبان الصفائح الجليدية يؤدي إلى رفع منسوب المياه في المحيطات مما يتسبب في فيضانات المناطق الساحلية.

هذا ما تواجهه الأرض الآن، وهذه التغييرات يمكن أن تؤدي إلى كوكب مختلف تمامًا خلال الـ 500 عام القادمة.

الأمر يعتمد على استعداد البشر لتغيير أساليبهم. يمكن أن يسهم الاحتباس الحراري أيضًا في ظروف طقس قاسية مثل موجات الحرارة والعواصف والجفاف التي يمكن أن تغير الأرض، جميع الأشكال الحية على الأرض معرضة للخطر.

إذا نظرنا إلى الوراء في السنوات الخمسمائة الماضية فإن الجزء الحي من الأرض الذي يسمى المحيط الحيوي قد تغير بشكل كبير.

وزاد عدد البشر من حوالي 500 مليون شخص إلى أكثر من 7.5 مليار اليوم. انقرض أكثر من 800 نوع نباتي وحيواني بسبب الأنشطة البشرية خلال تلك الفترة.

ومع ازدياد النمو السكاني، يصبح للأنواع الأخرى مساحة أقل للتجول. ارتفاع مستوى سطح البحر يعني مساحة أقل من الأرض، كما أن ارتفاع درجات الحرارة سيدفع العديد من الكائنات الحية للهجرة إلى مناخات أفضل.

ليست كل التغيرات التي طرأت على كوكب الأرض ناتجة عن البشر لكنهم زادوا سوء بعض منها. يتمثل التحدي الرئيسي اليوم في توعية الناس بالتوقف عن فعل الأشياء التي تخلق هذه المشاكل مثل حرق الوقود الأحفوري الذي يساهم في تغير المناخ. هذه مشكلة عالمية واحدة تتطلب من البلدان في جميع أنحاء العالم والشعوب داخلها العمل معًا نحو نفس الهدف.

لذلك قد لا نتمكن من التعرف على الأرض بعد 500 عام. أو ما إذا كان البشر على استعداد لتغيير سلوكياتهم حتى يستمر هذا الكوكب بغاباته النابضة بالحياة ومحيطاته وحقوله ومدنه لعدة قرون أخرى، جنبًا إلى جنب مع سكانه من الجنس البشري.

عربي21

اقرأ ايضاً :هربت من عش الزوجية ففارق الحياة أثناء اللحاق بها