الأحد , ديسمبر 22 2024
شام تايمز
مغارة الضوايات" في طرطوس

“مغارة الضوايات” في طرطوس… الضوء يمنح الأشياء ظلالها منذ 20 مليون عام

شام تايمز

“مغارة الضوايات” في طرطوس… الضوء يمنح الأشياء ظلالها منذ 20 مليون عام

شام تايمز

تحت سطح الأرض، ينسلّ ضوء الشمس نهارا من بين الفتحات والثقوب الصخرية ليمنح الأشياء ظلاّ، فيما يفترش نور القمر ليلا الصخور الكريستالية فتلمع ككنز مدفون منذ نحو عشرين مليون عام.

شام تايمز

تنثر هذه الأضواء الساحرة ألقا مدهشا، حين تنساب من بين الشقوق الصخرية لتمنح “مغارة الضوّايات” اسما تتميز به، وهوية فريدة جعلتها أحد أبرز المعالم السياحية الطبيعية في سوريا.

المغارة التي ما تزال مجهولة العمق والامتداد حتى الآن، لا تكتسب تميزها من كونها معلما سياحيا مهما في سوريا فحسب، بل لحكاية اكتشافها التي يتداولها السكان سبب آخر لفرادتها.

ففي عام 1914، وبينما كان أحد رعاة الأغنام يتجول في منطقة مشتى الحلو التي تبعد نحو 2 كم عن مدينة طرطوس السورية على ساحل المتوسط، سقط أحد خرافه في فتحة ضوء من فتحات المغارة الطبيعية، وحين تبع الراعي الخروف لم يدرك أنه سيكتشف مغارة يعود تاريخها لأكثر من عشرين مليون سنة، بحسب ما أوضح القائمون على المغارة لـ “سبوتنيك”.

وتتألف “الضوّايات” بشكل أساسي من 3 قاعات: في القاعة الأولى والرئيسية من المغارة، يوجد عدة فتحات سماوية، فيما تتدلى النوازل (ترسبات كلسية) من سقوف القاعة الثانية، كما ترتفع من أرضيتها الصواعد والأعمدة الكلسية في تشكيل معجز يخطف الأبصار.

أما القاعة الثالثة فتحوي عددا من الكهوف الصخرية، وهي مشكّلة من ترسبات الكالسيوم الذائبة في الصخور بفعل الأمطار، حيث إن تشكل كل سنتيمتر مكعب واحد، يحتاج لنحو عشرة آلاف سنة.

لا يمكن المخاطرة بدخول المغارة واستكشافها دون دليل، أو على الأقل الالتفات بكثير من الانتباه لنقاط الاستدلال الموجودة فيها، فبرغم أن طولها الذي تم اكتشافه حتى الآن، لا يتجاوز الـ 500 متر، إلا أن في نهايتها قسم شقوق، تفضي إلى أماكن غير مكتشفة بعد.

تشعب المغارة وتشابه جنباتها، وتفرعاتها الصخرية، بالإضافة لانخفاض مستوى الأوكسجين في عمقها إلى حدود خطرة، جعل الوقوف على حجمها الحقيقي عصيا حتى على أهالي المنطقة الذين يحفظون تضاريسها عن ظهر قلب.

ويتوقع الباحثون أن يكون القسم غير المكتشف من المغارة، إذا ما تم شق صخورها واستكشافها من قبل فرق مختصة مجهزة، هو أكبر بكثير من حجمها الحالي، نظرا لتمددها في قلب سلسلة جبلية تنطوي على أنهار باطنية تدفقت عبر أزمان طويلة.

وترتفع “الضوايات” عن سطح البحر 750 متراَ، ويتفاوت ارتفاعها ما بين 1- 15 متراً، وتتباين بشدة في عرض أنفاقها الذي يتراوح ما بين 1 في بعض مناطقها، وحتى 10 أمتار في الأجزاء الواسعة من ممراتها الصخرية.

كما يتراوح طول النوازل في المغارة بين نصف متر و9 أمتار، في حين تتراوح أطوال الأعمدة الكريستالية ما بين 8 إلى 15 متراً.

ويمتاز جوف مغارة “الضوايات” بمناخ معتدل صيفاً ودافئ شتاءً، كما تضم نبع العطشان ذي المياه المعدنية الغزيرة والعذبة.

في انعطافات وممرات المغارة الضيقة تتفجر ابتسامة الشمس كل يوم فيما ينبلج الفجر، وكيفما تلفّت المرء من حوله، وجد الجمال الساحر مستلقيا في جنباتها، وكأنه يتخذ قيلولته هناك منذ آلاف السنين.

اقرأ أيضا: عضو البرلمان الأوروبي: العقوبات الجماعية على الشعب السوري بأكمله هو أمر جنائي

شام تايمز
شام تايمز