الشرطة العسكرية الروسية تدخل حي درعا البلد جنوبي سوريا
أكد مراسل “سبوتنيك” دخول آليات تابعة للشرطة العسكرية الروسية إلى منطقة (البحار) في حي (درعا البلد) في محافظة درعا جنوب سوريا، في إشارة بالغة الوضوح إلى البدء باستكمال تنفيذ بنود اتفاق التسوية الذي عقد في 2018.
وقال مصدر عسكري لمراسل “سبوتنيك” أن دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى حي (درعا البلد) يأتي في سياق تنفيذ بنود الاتفاق الأخير الذي تم إقراره ما بين الجانب الروسي وضباط من الجيش السوري، مع وجهاء من منطقة (درعا البلد) والقاضي بخروج المسلحين المتحصنين في الحي الرافضين للتسوية.
وكشف المصدر أنه تم فتح طريق عبر (حاجز السرايا) باتجاه مركز محافظة درعا، وذلك تسهيلا لخروج المسلحين باتجاه الشمالي السوري، مضيفا بأنه سيتم اعطاء مهلة (٤٨ ساعة) لخروج المسلحين باتجاه الشمالي السوري، ليتم بعدها دخول مؤسسات الدولة السورية إلى الحي.
وقال مراسل “سبوتتيك” أن عناصر من اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، الخاضع لسيطرة القوات الروسية العاملة في سوريا، رافقوا أرتال الشرطة الروسية.
وفي وقت سابق، نقل مراسل “سبوتنيك” في درعا عن مصدر سوري مسؤول في المحافظة: أنه تم تجهيز كافة الاستعدادات اللازمة لتنفيذ الاتفاق المتعلق بملف حي (درعا البلد).
وأضاف المصدر: “تم تكليف لجان أمنية لتسوية أوضاع المطلوبين، بالإضافة إلى تجهيز (باصات النقل الداخلي (الخضراء) لترحيل المسلحين الرافضين للاتفاق، إضافة إلى المتطلبات اللوجستية الأخرى عبر معبر “لسرايا” في محيط الحي، وذلك بحضور دوريات الشرطة العسكرية الروسية، كما تم أيضا تجهيز مقر لرصد عمليات الخروقات لقرار وقف إطلاق النار”.
ويتضمن الاتفاق الذي قدمه الجانب الروسي يتوزع على عدة بنود ونقاط، من ضمنها التزام المجموعات المسلحة في (حي درعا البلد) بتسليم أسلحتها للدولة السورية امتثالا لبنود اتفاق المصالحة الذي عقد برعاية روسية في 2018، وخروج المسلحين الرافضين للاتفاق نحو مناطق سيطرة جبهة النصرة شمال سوريا، إضافة إلى بنود تقنية أخرى تضمن عودة الأمان والاستقرار إلى الحي الذي تسيطر عليه تلك المجموعات.
وخلال الأسبوعين الأخيرين، جرت اشتباكات متقطعة للجيش السوري مع المجموعات المسلحة في درعا، إثر قيام المجموعات المسلحة بالاعتداء على نقاطه بمحيط (حي درعا البلد) مطلع آب الجاري، ليلي ذلك توافد أرتال من القوى الأمنية مدعومة بوحدات ثقيلة من الجيش السوري إلى المدينة، بهدف ضبط الفلتان الأمني وعمليات الاغتيال المستمرة في هذه المحافظة المحاذية للحدود مع المملكة الأردنية، ومنطقة الجولان التي يحتلها الجيش الإسرائيلي.
وخلال شهر يوليو/ تموز الماضي، قتل نحو 70 مواطنا في درعا، معظمهم قضى في عمليات اغتيال نفذها إرهابيون استهدفوا عناصر الجيش والقوى الأمنية والوحدات الشعبية، كما طالت الاغتيالات عوائل تمت تصفية أفرادها بزعم أن أحد أفرادها يعمل في الحكومة السورية.
وبعد انتشاره في محيط الحي مطلع الشهر الجاري، قام الجيش السوري بإمهال المسلحين لتنفيذ الاتفاق، فيما تحدثت مصادر محلية في الحي أن مسلحين تابعين لتنظيم “داعش”(الإرهابي المحظور في روسيا) يرفضون ذلك، وأن هؤلاء هم من يعرقلون استكمال تنفيذ بنود اتفاق التسوية التي عقدتها الدولة السورية، برعاية روسية، مع مسلحي درعا في عام 2018.
اقرأ أيضا: المفاوضات لا تزال متعثرة في درعا .. والتصعيد يصل إلى استهداف الأبنية السكنية