الجمعة , نوفمبر 22 2024
خالد العبود: "أبو طعجة".. و"درعا البلد".. الدّرسُ الّذي لم نفهمهُ!!!..

خالد العبود: “أبو طعجة”.. و”درعا البلد”.. الدّرسُ الّذي لم نفهمهُ!!!

خالد العبود: “أبو طعجة”.. و”درعا البلد”.. الدّرسُ الّذي لم نفهمهُ!!!..

-قبل العدوان على سوريّة، تناهشتنا الكلاب، وتوازع الكثيرون أدواراً أرادها لهم الأمريكيّ، منهم من داخل سوريّة، ومنهم من خارجها، وكثيرون من الأعراب الذين “أبدعوا” في البطش فينا..

-شكّلت الاستخبارات الأمريكيّة غرفة مشتركة، معدّة فقط من أجل العدوان على السوريين، فشاركت فيها عناصر من “الموساد”، وعناصر من الاستخبارات الأردنيّة والسعودية والقطرية، إضافة إلى عناصر من الاستخبارات التركيّة والبريطانيّة والفرنسيّة!!..

-ما لم يدركه كثيرون منّا، أنّه منذ الأيام الأولى للعدوان، كان قد تمّ تجنيد مئات الشخصيات من سوريّة ولبنان والعراق والأردن ومشيخات الخليج، منها شخصيات مدنيّة، لها طابع اجتماعي، وأخرى لها طابع اقتصاديّ، وفئة ثالثة ذات طابع دينيّ وثقافي وفنيّ، ورابعة تعمل بالشأن العام..

-هذه الشخصيّات كانت جاهزة تماماً، وزّعت عليها أجهزة استخبارات العدوان، والتي ذكرناها اعلاه، عشرات ملايين الدولارات، كي تقوم بدورها التأثيريّ على أكبر مجاميع من السوريين، وكان الاستهداف موجّهاً في غالبيته إلى السوريّين، من أبناء الطائفة السنيّة الكريمة، في أغلب ومعظم محافظات الوطن الحبيب..

-كانت التعليمات الدقيقة للجميع، تتجلّى في توريط الناس، والاشتغال عليهم، معنوياً ومادياً، ودفعهم كي يكونوا في مواجهة الدولة ومؤسساتها، تحت عنوان افتراضيّ آخر، وهو: “إسقاط النظام السياسيّ الطائفيّ”!!..

-مئات الشخصيات التي قبضت عشرات ملايين الدولارات في الأيام الاولى، قامت بمهمتها كاملة، في شراء ذمم كثيرٍ من السوريين، عسكريين ومدنيين، وهذا لا يُلغي أبداً أنّ بعضاً من السوريين، أخذهم ظاهر الحال، فخرجوا ليعبروا عن مواقفهم وملاحظاتهم على بعض مؤسسات الدولة، أو عن بعض مواقفهم السياسيّة، من النظام السياسيً في البلاد..

-مئات الشخصيات السوريّة، وصلتها ملايين الدولارات، من أجل شراء ذمم الكثيرين، كي ينزلوا إلى الشوارع، ثم الانتقال إلى مرحلة جديدة، وهي تتمثّل في الدعوة إلى رفع السلاح في وجه الدولة، وهي اللحظة التي يفشل الجسم المتظاهر فيها، من “إسقاط النظام”!!..

-المخيف والمحزن جدّاً، أنّه بالرغم من عشرات آلاف الضحايا، والدمار الكبير الذي لحق بمناطق سوريّة عديدة، والتهجير والترحيل، إلا أنّ كثيراً من السوريين المتورطين، لم ينتبهوا إلى ذلك، ولم يستطيعوا فكّ لغز توريطهم، بالرغم من أنّ السيناريو كان واحداً، والنتائج كانت مستنسَخَة..

-من “داريا” إلى “الزبداني” إلى “دوما”، وصولاً إلى “درعا البلد”، مروراً بكلّ المحطات الأخرى، كان المشهد واحداً، والأدبيات واحدة، والضحية هم أبناء سوريّة، ليسوا فقط مَن هم في هذه المناطق التي شهدت هذه السيناريوهات المتشابهة، وإنّما كلّ أبناء سورية، باعتبار أنّهم كانوا حاضرين في معارك تحرير هذه المناطق..

-في المناطق التي تنتهي المعارك فيها، وتستعيدها الدولة، تنهزم أجهزة الاستخبارات الأخرى، وتتوقّف “حنفيّات” المال، ويعود بعض “القادة الثوّار”، إلى حجومهم الطبيعيّة والعاديّة، إن كان “بلّاطاً” أو “دهّاناً” أو “كومجيّاً”، علماً أنّ هذه الصفات لا تعيب أهلها، لكنها تصبح عاراً شديداً على من كان قبلاً ثائراً قاتلاً متجبّراً ومتحكّماً بحياة الناس..

-عندما تلتقي بأبناء الغوطة اليوم، وتُحدّثهم عن “الثورة”، يضحكون طويلاً، وهم يسألونك: “أيّ ثورة يا عمّي”؟!!..

كذلك بالنسبة لأبناء جميع المناطق الأخرى، لا تجد فيها شخصاً واحداً، بإمكانه الدفاع، ولو بكلمة واحدة، عن “ثورته” التي كان يمكن أن يكون شهيدها!!!..

-في “درعا” كما في “حلب”، كما هي باقي المناطق السوريّة الأخرى، بعد أيام قليلة جدّاً، سيبكي طويلاً بعض أهلنا في “درعا البلد”، وبعض أهلنا في بعض مناطق حوران، حين يستذكرون، بأنّ “أبو طعجة” ورفاقاً له، سرقوا من عمر المدينة، وعمر أهلها، ودمهم، وأمنهم، سنوات عديدة، دون أن يعرفوا تماماً، من كان يدفعهم، أو كان يموّلهم، أو كان يضحك عليهم!!..

خالد العبود..

اقرأ أيضا: تعرفوا على هبة الله آخوند زاده.. أمير حركة طالبان