حلب ترتل أغنية الحياة في أشهر خاناتها التاريخية… فيديو
واصل زائرو “خان الحرير” ترديد عبارة “أخيراً نهضت حلب من ركام الحرب” احتفاء بأحد أبرز خانات المدينة التجارية التي توصف بعصب الاقتصاد السوري.
محافظة حلب والأمانة السورية للتنمية، أعلنتا عودة (60) متجراً إلى العمل ضمن الخان الأثري الذي لطالما كان محطة هامة على طريق الحرير التجاري في العالم القديم، بينما الحدث المفرح بالنسبة لأهالي المدينة أن يشاهدوا بأم أعينهم عودة أسواقهم الشهيرة كأطول الأسواق المسقوفة في العالم، تعود للحياة مجدداً في فعالية أطلق عليها (ليالي المدينة) الممتدة على مدار أربعة أيام.
افتتاح خان الحرير برمزيته الحضارية، يلمح رسميا إلى نهوض المدينة من الجدث الذي أريد دفنها فيه عبر هجمة تدميرية قل مثيلها على مدى الأزمان… هجمة تخللتها نزعة محمومة لتحطيم روحها الصناعية والبشرية قتلا ونهبا وتدميرا، كمحاولة بائسة لإعادتها إلى (صفر تاريخ).
عبثا حاول الإرهاب وداعموه، فها هو التاريخ يغمز بعينيه مستأنفا ترتيل درسه السرمدي: حلب لا تموت… إنها أغنية الحياة.
قبل عامين، باشرت عمليات الترميم والتأهيل نشاطها بالتعاون بين محافظة حلب، ووزارة الثقافة، والأمانة السورية للتنمية، والمديرية العامة الآثار والمتاحف، ومجلس مدينة حلب، ومؤسسة “الأغا خانط الثقافية وغرفة تجارة حلب، كل منهم ضمن مهام محددة وموضحة، تشاركوا من خلالها المسؤولية لإعادة تأهيل الأسواق بما يتناسب مع إحياء القيمة التراثية والثقافية والمجتمعية والاقتصادية لحلب القديمة.
الرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية شادي آلشي تناول في حديث لـ “سبوتنيك” القيمة المعنوية لعودة العمل في الخانات والأسواق بحلب القديمة لما تحمله من قدرة على دعم الإنتاج الكبير عبر المشاريع وما تحمله من عراقة التراث وعمق الهوية وأضاف: “ما تم إنجازه اليوم هو ضمن محور يرتبط بالشارع المستقيم في مساهمة بإكمال العمل ودوران العجلة الاقتصادية بإصرار نحو أسواق الأحمدية وسوق الحبال وهي تصب ضمن الاستراتيجية بالأشهر الماضية والتي صنعها أبناء مدينة حلب وترسم معها نمطا وأولويات التدخل بالأسواق”.
ومن جهة ثانية وبالإضافة للحرص على ضخ الحياة بالنشاطين التنموي والاقتصادي الحاضر تحرص الأمانة كمؤسسة تنموية على الجانب التراثي والحفاظ على الهوية حسب ألشي، فبمجرد عودة أصحاب المحال لمحالهم وممارسة أعمالهم هو إحياء للتراث وعودة عجلة الحياة الاقتصادية لمشاريعهم وحرفهم، وكشف عن مساعي جديدة بعد تسجيل الوردة الشامية وخيال الظل في منظمة اليونيسكو بالعمل على تسجيل (القدود الحلبية) ضمن المنظمة العالمية للثقافة وترقب النتائج بعد ثلاثة أشهر.
كما تضمن الحفل توقيع اتفاقية ترميم سوق الحبال وتهدف الاتفاقية إلى إعادة إحياء الدور الاقتصادي والمجتمعي للسوق وتحديد آليات التعاون وترميم كامل القيمة المعمارية للسوق، ويقع سوق الحبال خلف الجامع الأموي الكبير على امتداد 65 متر، ويتضمن السوق 57 محل تعرضت للدمار والتخريب خلال الحرب، وتتنوع المهن ضمنه من تجارة الحبال بالمعظم بالإضافة إلى محال صياغة الذهب والفضة والصابون الحلبي.
سبوتنيك
اقرأ ايضاً:خلال ثلاثة أيام رفع أسعار الفروج.. ومدير الأسعار يرفض التصريح