الإثنين , نوفمبر 25 2024
سوري يؤسس مشروع "سكاي بايك" ليكون الأول عربيا

فريق سوري يؤسس مشروع “سكاي بايك” ليكون الأول عربيا… فيديو

فريق سوري يؤسس مشروع “سكاي بايك” ليكون الأول عربيا… فيديو

في مشروع يعد الأول من نوعه في سوريا والوطن العربي، والسابع عالمياً، أبصر مشروع “سكاي بايك” النور في ريف اللاذقية على أيدي فريق من الشباب السوريين الذين قاتلوا على ناصية الحلم ليحققوا مشروعهم.

110 شاب جمعتهم روح الحياة لتكون شعار فريقهم، فأثبتوا أنه لا حدود للحلم ولا سقف للشغف، حيث تستطيع إرادة الشباب تطويع الحياة وتحقيق الممكن الصعب الذي يظنه البعض مستحيلاً.

بتمويل وجهود ذاتية وبدون أي دعم من أي جهة، استطاع فريق “روح سوريا” أن ينجز مشروعه الخاص “سكاي بايك” بعد 20 شهراً من العمل المتواصل، بما مر خلالها من تحديات لم تكسر شوكة عزيمة الفريق بل زادته قوة وإصرار على تصيير الحلم حقيقة.

و”سكاي بايك” هو رياضة التجديف على الحبال بواسطة الدراجة، حيث تسير الدراجة بين كبلين أعلى وأسفل على مبدأ سكة القطار.

ويعد مشروع “سكاي بايك” آمن بالكامل، وفق ما يؤكد لـ “سبوتنيك”، قائد فريق “روح سوريا” الكابتن علي إسبر، مشيرا إلى أنه تم اعتماد جميع المعايير العالمية لتنفيذ هذا المشروع بدقة واحترافية، ليمنح المشترك الشعور بالأمان إلى جانب المتعة بخوض هذه التجربة وسط طبيعة بكر خلابة.

برحلة قصيرة وممتعة، ينطلق المشترك على دراجته المعلقة بين السماء والأرض من كتف تلة في قرية (الطارقية) في ريف اللاذقية ليمر فوق بحيرة (مشقيتا) الجميلة، ومن ثم يدخل ضمن غابة صنوبرية بعمق 40 متر.

ويشير إسبر إلى تجهيز الكبل الذي يحمل الدراجة من حيث الارتفاع بحيث يمر أي قارب تحت الكبل مهما ارتفع منسوب البحيرة، لافتاً الى تخديم الموقع بجميع الاحتياجات اللوجستية.

عن معايير الأمان والمعلومات الفنية، أوضح إسبر أن طول الكبلات المستخدمة في “سكاي بايك” تبلغ 250 متر، ويتحمّل قيمة شد 40 طن وهي كابلات فولاذية متينة جداً ومثبتة بطريقة احترافية، بالإضافة لاستخدام أعمدة بيتونية تتحمل قيمة شد 600 طن، مؤكداً أن المعدات المستخدمة في تثبيت المشترك والدراجة على الكبل أوروبية، وأن المعدات المثبتة للمشترك مستقلة عن معدات تثبيت الدراجة مؤلفة من هارنس وبكل وبكرات وحبل تسلق.

ويبين إسبر أن دراجة “سكاي بايك” تختلف في شكلها ومواصفاتها عن الدراجة العادية، فهي مخصصة لهكذا رياضة ومثبتة ببكرات وكبل وبقسطل تثبيت خاص، والعجلات مصممة للمشي على الكبل وتتحمّل جميع الأوزان.

الإجراءات المتخذة من قبل المسؤولين على مشروع سكاي بايك يراها إسبر كافية، إلا أن الفريق رغم قناعته بذلك سيزوّد المشترك بسترة نجاة اضافية يرتديها أثناءالتجربة في حال ارتفاع منسوب البحيرة في فصل الشتاء.

وبين إسبر أنه يوجد نقطتين طبيتين عند بداية ونهاية الكبلات، حيث يتم إخضاع المشترك قبل المشاركة بالتجربة لفحص طبي سريع للأكسجة والضغط والوزن، وإعطاء التعليمات اللازمة وتجهيزه بمعدات الأمان، لافتاً إلى أنه رغم تحمّل الدراجة جميع الأوزان والأعمار إلا أنه التزاماً بالمعايير العالمية تم اعتماد معيار أن يتراوح وزن المشترك بين 45-110 كيلوغرام، وعمره بين 16-65عاماً.

وأوضح إسبر أنه ليس بالضرورة أن يكون المشترك يتقن قيادة الدراجة على الأرض أو يقوم بالتوازن ليستطيع خوض التجربة لأن الدراجة مصممة ومثبتة بحيث لاتحتاج الى خبرة سابقة بقيادة الدراجات العادية أو التوازن عليها.

كمشروع فردي واجه “سكاي بايك” تحديات وصعوبات عدة أوجزها إسبر بالإشارة أولاً إلى العقوبات على سوريا التي صعبت على الفريق تأمين المستلزمات والمعدات المطلوبة لتنفيذ المشروع، خاصة أنها أوروبية المنشأ، لافتاً أيضاً إلى ارتفاع سعر الصرف مقابل الدولار والتي جعلت تكلفة استيراد المعدات تزداد اضعافاً على الفريق.

ناهيك عن الإغلاق بسبب انتشار جائحة “كورونا”، إذ أوضح إسبر أن إطلاق مشروع “سكاي بايك” كان مقرراً عام 2020 إلا أنه بسبب إغلاق كورونا والحصار الاقتصادي وما ترتب على ذلك من ظروف اقتصادية صعبة، تم تأجيل انطلاقه للعام الحالي بعد أن استطعنا تأمين جميع المعدات وقمنا بتركيبها بإرادة قوية كانت أقوى من الحصار ومحاولات خنق الشباب السوري.

مشروع “سكاي بايك” يتعدى حدود حلم الفريق المؤمن بقدراته على تحقيق أحلامه في ظل الواقع الصعب، كما يتعدى حدود المنفعة المادية لأعضاء الفريق، ليصب في خانة تنمية المناطق الريفية من خلال تنفيذ مثل هذه المشاريع التي تجذب الكثير من محبي هذه الأنشطة والتعريف بالمواقع البيئية والحراجية والتشجيع على زيارتها والتأكيد على حمايتها واحترام الطبيعة، بالإضافة لتوفير فرص عمل لأهل القرى المحيطة من خلال العمل ضمن المرافق الخدمية للمشروع.

تجربة مليئة بالمغامرة وساحرة بين الطبيعة الجميلة الممتزجة بين المياه والغابات، هكذا وصف زوار مشروع “سكاي بايك” تجربتهم التي وصفوها بالتي لا تنسى، إذ قالت ربا حرفوش لـ”سبوتنيك”: مشروع جديد ومميز من شأنه أن يجذب السياحة إلى هذه المنطقة التي تعد نائية لكنها تتمتع بطبيعة ساحرة.

بدورها، قالت مايا أحمد: بالبداية شعرت ببعض الخوف لكن سرعان ما تلاشى عندما بدأت الدراجة تسير على الكبل، وتضيف: تجربة مثيرة وجميلة خاصة عندما تدخل غابة من الصنوبر لتشعر وكانك تتحد مع الطبيعة، أشعر بالسعادة والفخر ط لتحقيق مثل هذا المشروع في سوريا التي تستحق أن تجمع بين خبايا طبيعتها الجميلة مثل هذه المشاريع السياحية المتطورة.

ودعت أحمد الجميع لتجربة “سكاي بايك”، وتعميم مثل هذه التجارب على أكثر من بقعة جغرافية سورية لإنعاش القطاع السياحي والاستفادة من الطبيعة الجميلة التي تتمتع بها سوريا.

وإذ وصف عادل إسبر المشروع بالآمن، استند في تقييمه إلى اطلاعه قبل المشاركة على المعدات وطريقة سير الدراجة واختبار ردة فعل من سبقه لتجربتها، ويضيف: نشكر فريق روح سوريا على تنفيذ “سكاي بايك” ومنحنا عيش هذه التجربة المثيرة.

حلم فريق “روح سوريا” لا يقف عند حدود “سكاي بايك” بشكله الحالي، وإنما يتجاوزه لأفق أوسع يليق بشغف الشباب وريعان إرادتهم، ففي الحلم بقية تتطلع إلى التوسع بالمشروع ليصل إلى مسافات أبعد، وأن يتطور مستقبلاً ليصبح دراجة مزدوجة تحمل شخصين بدلا من شخص واحد، وإلى جوار “سكاي بايك” يرسم حلم الفريق ملامح مشروع “زيب لاين” وهو الانزلاق على الحبال بين جبال تكتنز الجمال والسحر.

سبوتنيك

اقرأ أيضا: بحوث الطاقة: هناك تضخيم لقدرة العنفة الريحية … وأنظمة هجينة للمنازل في المرحلة القادمة