معاناة مضاعفة لمهجري حرب التنظيمات “الكردية” و”التركمانية” شرقي سوريا.. فيديو
يعاني المهجرون من أبناء القبائل العربية نتيجة الاشتباكات والقصف المدفعي والصاروخي المتبادل بين الفصائل”الكردية”الموالية للجيش الأمريكي و”التركمانية الخاضعة للجيش التركي، من بلدة أبوراسين وقراها شمالي غربي مدينة الحسكة، ظروفاً إنسانية صعبة، نتيجة الضغوطات والممارسات التي تمارس عليهم من قبل مؤسسات تنظيم”قسد”.
وأفاد مراسل “سبوتنيك” في محافظة الحسكة بأنه نتيجة تصاعد حدة الاشتباكات والقصف الصاروخي والمدفعي على طول خطوط التماس في قرى وبلدات ريفي بلدتي أبو راسين وتل تمر شمالي غربي الحسكة، الواقعتين شرقي منطقة رأس العين الخاضعة لسيطرة الجيش التركي، والقريبتين من الطريق الدولي الحسكة – الرقة – حلب، المعروف باسم M4، ارتفع عدد المهجرين من سكان المنطقة من أبناء القبائل العربية.
وتابع المراسل بان حركة النزوح الجماعي للسكان كانت باتجاه القرى الآمنة وإلى أحياء مدينة الحسكة وريفها وريف مدينة الدرباسية شمالي محافظة الحسكة، حيث يقطن عدد كبير منهم ضمن مراكز الإيواء (المدارس) والعدد الأخر لجأ إلى أقربائه ضمن المجتمع المحلي.
مساعدات إغاثية عاجلة
وبين رئيس مجلس إدارة جمعية سورية اليمامة في الحسكة سعيد الخضر لمراسل”سبوتنيك” بأنه ضمن عمليات الاستجابة السريعة والعاجلة للأسر المهجرة من ريفي تل تمر وابوراسين شمالي غري الحسكة، نتيجة ظروف الحرب والاشتباكات بين الفصائل المسلحة المدعومة خارجياً على الأراضي السورية، قامت الجمعية بتوزيع 163 سلة غذائية ( خضروات صيفية) والخبز ومياه معدنية للشرب على الأسر التي لم نستطع الوصول إليها نتيجة منع الجمعيات الخيرية والاغاثية من الوصول إلى مراكز الإيواء والمدارس ضمن الأحياء الواقعة تحت سيطرة “قسد”.
ظروف إنسانية صعبة
وخلال إحدى عمليات توزيع المساعدات الغذائية ومياه الشرب ومواد التنظيف ضمن منطقة سيطرة الدولة السورية، التي قامت بها جمعية سورية اليمامة الخيرية في مدينة الحسكة، اليوم الجمعة 27 آب / أغسطس، واستهدفت 163 عائلة من القاطنين في مراكز الإيواء الواقعة تحت سيطرة تنظيم”قسد” بعد منعهم من قبل التنظيم بتوزيع المساعدات بشكل مباشر على المهجرين في المدارس، التقى مراسل “سبوتنيك” مجموعة من المهجرين الذين وصفوا أوضاعهم بالمأساوية.
وأوضحت مجموعة من النساء اللواتي يقطن مع أفراد أسرهن في مدارس أحياء مدينة الحسكة، بان تنظيم”قسد” ومؤسساته يتعاملون معهن بطريقة غير إنسانية ويمنعن عنهم المساعدات الغذائية ومياه الشرب وحتى الخبز وحليب الأطفال، ويمنعون مؤسسات الدولة السورية والجمعيات الخيرية من الوصول إليهم، وذلك بهدف إجبارهم على الانتقال إلى مخيم عين الخضرا (نيروز) بريف مدينة المالكية شمالي شرقي الحسكة، وذلك ضمن عملية تهجير جديدة.
وبينت إحدى النسوة من مدينة راس العين لــ”سبوتنيك” بأنها تعيش التهجير الثالث لها ولأسرتها فبعد تهجيرهم من منزلهم في مدينة راس العين ولجوؤهم إلى بلدة أبو راسين في نهاية عام 2019م، مع بداية العملية العسكرية التركية ضد مواقع تنظيم “قسد” شمالي سوريا، وهجرتها الثانية كانت قبل أسابيع بعد زيادة حدة القصف الصاروخي وهروبهم من الموت باتجاه مدينة الحسكة ليجبرهم التنظيم على السكن ضمن مراكز الإيواء (المدارس) الواقعة تحت سيطرته، واليوم يريد أن يهجرهم هجرة ثالثة باتجاه الحدود السورية – العراقية التي تبعد مئات الكيلو مترات عن منازلهم وأرضيهم الزراعية الخصبة.
استغلال مادي
بدورها سيدة أخرى قالت لــ”سبوتنيك” بأنها تعيش ظروف مأساوية في ما يسمى مخيم الطلائع العائد لتنظيم”قسد” فمازالت لم تحصل على خيمة تؤويها حر الصيف الشديد مع أسرتها الصغيرة، مؤكدة أنها تعرضت للابتزاز من قبل القائمين على المخيم لدفع مبلغ 600 دولار أمريكي لكي تحصل على الخيمة، رغم انه هناك عشرات الأشخاص المحسوبين على تنظيم “قسد” يسكنون ضمن أحياء مدينة الحسكة ويدفعون أجور للمنازل تصل إلى 150 ألف ليرة سورية شهرياً ولديهم سيارتهم الخاصة، ولهم خيمة محجوزة ضمن المخيم ويحصلون على كامل المساعدات وهي معها العشرات من العوائل وضعهم يرثى له من كل الجوانب.
مناشدات
من جانبه ناشد فيصل احمد أيو هو من سكان رأس العين ومهجر جديد من بلدة أبو راسين في حديثه لــ”سبوتنيك”، القوات الروسية (الضامنة) بضرورة الضغط على الفصائل المسلحة “الكردية” و”التركمانية” لإيقاف عمليات قصف منازل المدنيين ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم بشكل أسرع، والتخلص من ظروفهم الحياتية الصعبة الحالية ضمن مراكز الإيواء ومخيمات اللجوء التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة البشرية.
وشرح ايو مشاهد تهجيرهم الأخير وذلك بعد تعرض منزله لسقوط صاروخ تركي، بعد دقيقتين من خروجهم منه مع أطفاله وزوجته باتجاه العراء هرباً من الموت المحتوم في تلك الليلة التي اشتد فيها القصف الصاروخي المتبادل.
قتلى وتدمير منازل
عبدالمحسن الشويخ من سكان أبو راسين أكد لمراسل”سبوتنيك” بان الاشتباكات والقصف المتبادل بين تنظيم “قسد” والفصائل “التركمانية” كان يحدث بشكل يومي في القرى المحيطة وعلى خطوط التماس فقط، لكنه دون أي سابق إنذار تحولت لقصف صاروخي عشوائي وكثيف على منازل المدنيين ومواقع”قسد” في البلدة حيث تدمر ما يقارب 18 منزلاً وسقط في تلك الليلة العصيبة شهداء مدنيين وجرحى.
متابعاً هذا الحال ازداد سوءاً مع مضي الأيام والذي تسبب بتهجير المئات من سكان بلدة أبو راسين وقراها والنزوح باتجاه مناطق أكثر أمناً، فوصل بينا الحال إلى المدارس ( مراكز الإيواء) في أحياء المشيرفة والناصرة والعزيزية وتل طويل محشوش وتل مجدل ومخيم الطلائع.
نقل 411 عائلة مهجرة
ومساء الخميس 26 أب/ أغسطس، وصلت خمس عائلات جديدة مهجرة من نازحي بلدتي تل تمر وأبو راسين شمال الحسكة إلى مخيم عين الخضرا بريف المالكية ( نوروز)، أقصى شمال شرقي سوريا، بعد نقلهم من قبل تنظيم “قسد”.
وقالت مصادر محلية لمراسل”سبوتنيك”إن الدفعة التي وصلت كانت تضم خمس عائلات يبلغ عدد أفرادها 32، وخلال الأيام الثلاثة الماضية، وصلت 56 عائلة من مهجري تل تمر وأبو راسين والقرى التابعة لهما عبر حافلات عائدة لتنظيم”قسد”.
وأضافت المصادر بذلك يصل عدد العائلات المهجرة الواصلة المخيم حتى الآن 411 عائلة تضم الف و880 شخصاً، ويضم مخيم عين الخضرا أو “مخيم نوروز” كما يطلق عليه تنظيم “قسد”، الذي أعيد افتتاحه إبان الهجوم التركي على منطقتي رأس العين وتل أبيض عام 2019، 715عائلة.
سبوتنيك
اقرأ ايضاً:مسؤول إيراني: أي تعرّض للسفينة الإيرانية المتجهة إلى لبنان سيواجه برد مزدوج