الثلاثاء , نوفمبر 26 2024
أمريكا بدأت بإخلاء قاعدتين استراتيجيتين في ريف الحسكة

مصادر: أمريكا بدأت بإخلاء قاعدتين استراتيجيتين في ريف الحسكة

مصادر: أمريكا بدأت بإخلاء قاعدتين استراتيجيتين في ريف الحسكة

بصورة مطابقة لما جرى في الاجتياح العسكري التركي لشمال سوريا عام 2019 تحت مسمى عملية “نبع السلام”، تشير المعطيات الخاصة التي حصل عليها موقع “أثر برس” عن تصاعد المؤشرات حول عملية عسكرية تركية مماثلة وبموافقة أمريكية قد تظهر معالمها خلال الأيام القادمة.

حيث أفادت مصادر خاصة لـ”أثر” عن بدء القوات الأمريكية بالانسحاب من قاعدتين استراتيجيتين في ريف الحسكة الشمالي شرق مدينة تل تمر الاستراتيجية وذلك بعد أيام من تصاعد وتيرة القصف التركي على مراكز عسكرية لـ “قوات سوريا الديموقراطية – قسد”.

وأكدت المصادر الخاصة لـ “أثر” بأن الانسحاب الأمريكي بدأ قبل 4 أيام، حيث تم سحب حوالي 230 جندي أمريكي بينهم ضباط مع معداتهم العسكرية ومروحياتهم من قاعدتي “تل بيدر” و”قصرك” في ريف الحسكة الشمالي على طريق “M4” شرق مدينة تل تمر.

وأضافت المصادر أن القوات الأمريكية المنسحبة توجهت إلى مدينة الشدادي الواقعة جنوب مدينة الحسكة بحوالي 60 كلم لتعزز تمركزها بشكل أكبر عند حقول النفط السورية في القاطع الجنوبي من منطقة شرق الفرات السوري لتفسح المجال أمام القوات التركية لاستكمال عمليات احتلالها لشمال سوريا.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وكالة “سانا” الرسمية بأن القوات الأمريكية أدخلت أمس الأربعاء رتلاً مؤلفاً من 30 شاحنة محملاً بمعدات ومواد لوجستية لدعم قواعدها في منطقة الشدادي.

في حين تشير المصادر إلى أن العملية التركية في حال حدوثها من شأنها أن تشمل منطقة الدرباسية في ريف الحسكة الشمالي على الحدود السورية التركية ما يشير إلى تفاهم أمريكي – تركي سيدفع أهالي ريف الحسكة الشمالي ثمنه من جديد.

أمريكا بدأت بإخلاء قاعدتين استراتيجيتين في ريف الحسكة

التطورات الميدانية تصب في إطار العملية العسكرية التركية

عاشت مناطق شمال شرق سوريا أجواء توتر جديدة خلال الأيام الفائتة وخاصة على طول الجبهات الفاصلة بين “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” وفصائل “الجيش الوطني السوري” التابع لتركيا، وفي الأيام الماضية تصاعدت حدة القصف المتبادل بين الطرفين، في وقت دخلت فيه المسيرات التركية إلى الأجواء لتفرض معادلة جديدة، حيث يتركز القصف بالمجمل على جبهات مدينة تل تمر بريف محافظة الحسكة بمحيط قاعدتي تل بيدر” و”قصرك” التي تنسحب منها القوات الأمريكية وفق ما أفادت مصادر “أثر”.

ويعتبر دخول المسيّرات التركية على مسار التصعيد في شمال شرق سوريا تطوراً لافتاً ومؤشراً يمهد لعمل عسكري محتمل على الأرض، وأثار التطور المذكور وفق ما نقلت قناة “الحرة” الأمريكية خشية المسلحين الأكراد في الأسابيع الماضية، وقالوا إنه بمثابة تمهيد لـ”حرب جديدة” على المنطقة الواسعة التي يسيطرون عليها لكن قياداتهم لا تزال تثق “بدبلوماسية واشنطن” في هذا الخصوص.

متى يستيقظ القادة الكرد؟

على الرغم من وجود العديد من الأمثلة أمام قيادة “قسد” إلّا أنه يبدو أن الأخيرة لم تفهم المشهد حتى الآن، حيث يبدو من خلال تصريحات مسؤوليها بأنها لا تزال تستند على تحالفها مع الإدارة الأمريكية الذي لم يمض أكثر من عام ونيف على آخر صفعة مؤلمة وجهتها لها بعد سحب قواتها والسماح للقوات التركية باجتياح الشمال السوري تحت مسمى عملية “نبع السلام”.

آخر تلك التصريحات كانت نفي الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية “مسد” رياض درار، بأن تكون تركيا قد حصلت على ضوء أخضر، لاجتياح مناطق جديدة بشمال وشرق سوريا، حيث قال درار في حوار مع موقع “باسنيوز” الكردي يوم الجمعة الفائت: “لا أعتقد أن أنقرة حصلت على ضوء أخضر لشن عملية عسكرية تركية في شمال سوريا، ولا توجد مبررات لذلك”، مضيفاً أن التصعيد العسكري التركي الأخير واستهداف قيادات “قسد” هدفه إثارة المشكلات داخل مناطق شمال وشرق سوريا.

وبالمقابل اعترف أن تركيا تستفيد من الابتعاد الأمريكي عن مناطق “الإدارة الذاتية”، وتحاول اغتنام الفرصة، مستنداً في الوقت ذاته على أن واشنطن لديها وسائل دبلوماسية، ومطلوب منها منع ووقف هذا التمدد التركي.

وختم “درار” حديثه بالإشارة إلى أن ما تقوم به تركيا في مناطق شمال وشرق سوريا، هو جس نبض القوى الموجودة في المنطقة، سواء كانت روسيا أو أمريكا، وهو شكل من أشكال المراهنة على سؤال، ماذا بعد انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة؟.

وفي هذا السياق رأى محللون أن حديث “درار” لم يبرر ما جرى عام 2019 خلال الاجتياح التركي ضمن عملية “نبع السلام” والتي أوقف توسعها انتشار الجيش السوري الذي أنهى مع وجوده حجة تركيا بانتشار منظمات إرهابية (حزب العمال الكردستاني) على حدودها الجنوبية.

كما أن تصريح “درار” لا ينسجم مع التسريبات الأمريكية التي تؤكد دوماً أن الوجود الأمريكي في سوريا لن يدوم طويلاً، وفي هذا الخصوص نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية قبل أيام أن انسحاب الولايات المتحدة بشكل كامل من سوريا أمر “وارد جداً” بعد الانسحاب من أفغانستان مشيرةً إلى أنه من الصعب العثور على أي شخص في الإدارة الأمريكية حالياً يجادل علناً بأن سوريا مصلحة حيوية للولايات المتحدة، مضيفةً أن الانسحاب الأمريكي كان يبدو غريباً وغير مقنعاً قبل بضع سنوات، لكنه يبدو اليوم “واقعي جداً”.

رضا توتنجي- اثر برس

اقرأ أيضا: مسؤول أميركي: لا نريد تغيير النظام في دمشق