الجمعة , نوفمبر 22 2024

آخر أيام “الذهب الأخضر”.. انتهاء موسم “القبّار”

آخر أيام “الذهب الأخضر”.. انتهاء موسم “القبّار”

انتهت في هذه الأيام مواسم الذهب الأخضر، هذا ما يطلقه أهالي الريف الشرقي لمحافظة حمص على نبات “القبّار”، حيث تنتشر في المنطقة الشرقية المصنّفة خارج حدود خط المطر نبتة شوكية حراجية يسعى الكبار والصغار لقطاف ثمرها أو كما تسمّى “أزرار” ويطلق على هذه النبتة اسم “القبّار”.
يقول أحد أبناء قرية “المسعودية” في ريف حمص الشرقي، محمود عباس إن “القبّار” شجيرة حراجية وهي أرضية تشبه بورقها إلى حد كبير ورق الزيتون بالإضافة للشوك والأزرار التي تعتبر هي الجزء الهام للقطاف.
ويذكر “عباس” أن “هذه الشجيرة تنتشر في مناطق الجفاف فكلما اشتد الحر صيفا تواجدت هذه الشجيرة بشكل أكثف، وتبدأ بالانتشار من شهر أيار إلى نهاية آب أو بداية أيلول”.
ويتابع عباس “بالنسبة لطريقة القطاف فهي باليد حيث يتم قطاف الأزرار التي هي أصغر من حبّة الحمّص أو قد تكون بحجم حبّة العدس تقريباً”.
ويضيف عباس: طريقة القطاف صعبة جدا ومرهقة بسبب انتشار الشوك ضمن هذه الشجيرة بالإضافة للحر الشديد ويستغرق الوقت أحيانا ثلاث ساعات لقطاف كيلو واحد فقط.
أمّا خبير الأعشاب جمال الأحمد، يقول عن فوائد “القبّار”: “القبّار” نبتة طبية في المقام الأول فأزراره تفيد في علاج تشنجات الكولون وما يرافقه من آلام معوية ومعدية كما يفيد في علاج الالتهابات الفطرية وبعض التشنجات الصدرية.
ويتابع الأحمد: أمّا جذور “القبّار” فهي تفيد عند سحقها وجعلها كمرهم في معالجة آلام الظهر على مبدأ لصاقات الألم ولكن يجب أن تكون هذه العملية بإشراف طبيب أو مختص لأن هذه الجذور تحوي مادة حارقة إذا استعملت بشكل خاطئ.
ويضيف الأحمد: أما عسل “القبّار” فله فوائد صحية كبيرة لذلك يعتبر من أغلى أنواع العسل فهو يفيد في علاج القرحة المعدية وتقوية القلب وتحسين التروية الدموية بالإضافة للمساعدة في علاج النقرس والروماتيزم.
ويقول صالح سليمان الذي يعمل بجمع “القبّار” عن طريقة التجارة الخاصة بنبات “القبّار”: بعد أن يتم جمع أزرار “القبّار” يتم فرزه حيث كلّ ما قلّ حجم الأزرار زاد ثمنهم ويتم الفرز باستخدام منخل خاص.
ويتابع سليمان: يقوم تجار محليين في القرى بشراء “القبّار” وغمره بالماء والملح ثم يقومون ببيع ما أمكن شراؤه إلى تاجر مركزي الذي يقوم بدوره بخزن قسم من المنتج أو تعليبه أو بيعه بشكل مباشر.
ويختم سليمان: “القبّار” هو إنتاج الصحراء للناس ومصدر مادي للكثير من العائلات الذين يداومون عدّة أشهر على قطافه وبيعه، لتأمين دخل إضافي يعينهم.
الخبر