لرفضه تسليم “دخيله”.. مسلحو “قسد” يطلقون النار على أحد وجهاء قبيلة البكارة بالحسكة
يشهد الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة حالة من الغضب العشائري مع قطع للطرق العامة والفرعية على أثر إصابة أحد وجهاء قبيلة البكارة العربية وشقيقه بجروح بليغة، بإطلاق الرصاص عليهم من مسلحين موالين للجيش الأمريكي على خلفية رفضهم تسليم شخص استجارواحتمى بهم (الدخيل).
وأفاد مراسل “سبوتنيك” في محافظة الحسكة بأن بلدة أم مدفع والقرى المحيطة بها، أقصى الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة، تشهد توتراً وغضباً عشائريا، اليوم الجمعة 10 سبتمبر/أيلول، مع خروج مظاهرات وقطع لطريق عام الحسكة – الرقة (طريق تل أبيض) على خلفية إصابة الشيخ علي أحمد الأحمد، أحد وجهاء عشيرة العبد الجادر- البكارة، بجروح بليغة مع شقيقه الأصغر محمود 14 عاماً.
وتقضي أعراف وتقاليد القبائل العربية في الجزيرة السورية، حماية المستجير (الدخيل ويسمى بعض الأحيان بــ”الطريد”)، وعلى من استجار به أن يدافع عنه ويحميه حتى لو خسر حياته بالحفاظ على سلامته، ويعتبر عاراً بحق الشخص أو المنزل الذي يسلم دخيله لمن يطارده.
وتابع المراسل بأن الوجيه علي أحمد الأحمد المعروف باسم “علي العراقي”، أصيب بجروح بليغة مع شقيقه محمود على أثر إصابتهم بعدد من الطلقات النارية في أنحاء متفرقة من الجسم على يد مسلحي دورية ما تسمى “الجمارك” وهي تابعة لتنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي، مساء الخميس 9 أيلول/ سبتمبر، وذلك بعد خلاف مع مسلحيها إثر رفض الشيخ علي الأحمد وأشقائه، تسليم سائق صهريج لنقل المحروقات كانت تطارده الدورية واستجار بمنزلهم في بلدة أم مدفع جنوبي الحسكة.
وقالت مصادر عشائرية ومحلية لمراسل “سبوتنيك” إن الوجيه علي العراقي وأشقائه حاولوا منع الدورية العسكرية التابعة لتنظيم “قسد” ومنعهم من اعتقال الشخص الذي احتمى بهم وفق الأعراف العشائرية العربية ويسمى (الدخيل)، وطلبوا منهم مغادرة منزلهم وأنهم سيقومون بحل الإشكال مع قيادة التنظيم.
وأشارت المصادر إلى أن مسلحي الدورية رفضوا عرض الوجيه علي وأشقائه وفتحوا رصاص أسلحتهم عليهم ما أدى لإصابة الشيخ علي الأحمد، تولد عام 1988، وشقيقه الفتى محمود 14 عاماً، بجروح بليغة في أنحاء الجسم، حيث تم إسعافهما إلى مشفى الحكمة الخاص وسط مدينة الحسكة لتلقي العلاج وهما الآن يرقدان في العناية المركزة بعد إجراء عدة عمليات جراحية لهما.
وأدانت المصادر العشائرية هذا العمل الجبان من قبل مسلحي تنظيم “قسد” الموالين للجيش الأمريكي ممن لا يعتبرون أي وزن وقيمة للأعراف العشائرية العربية والاجتماعية السائدة في الجزيرة السورية.
وفي السياق نفسه، أكدت مصادر محلية لمراسل “سبوتنيك” أن العشرات من سكان بلدة أم مدفع والقرى المحيطة بها من أبناء القبائل والعشائر العربية خرجوا بمظاهرات شعبية، وقاموا بقطع طريق عام الحسكة – الرقة ( طريق أبيض ) وهو الطريق الوحيد حالياً الذي يربط محافظة الحسكة مع الداخل السوري، ويربط مناطق سيطرة تنظيم “قسد” بين بعضها البعض شمالي شرقي سوريا.
وأوضحت المصادر أن مسلحي تنظيم “قسد” قاموا بقطع الطريق من جهة محافظة الرقة لعدم مرور سيارتهم ودورياتهم العسكرية من الطريق خوفاً من غضب أبناء منطقة أم مدفع.
ورصدت “سبوتنيك” عبر صور ومقاطع فيديو تجمع مجموعة كبيرة من وجهاء وشيوخ قبيلة البكارة العربية والقبائل الأخرى أمام مبنى مشفى الحكمة الخاص ضمن مدينة الحسكة، حيث تسود حالة من التوتر والغضب بينهم، متابعين الحالة الصحية للشيخ علي الأحمد وشقيقه مع غياب كامل وعدم تواجد لمسلحي تنظيم “قسد” في المنطقة.
يشار أن مناطق سيطرة الجيش الأمريكي شرقي سوريا تشهد حالة من الانتفاضة العشائرية والغضب الشعبي نتيجة ممارساته مع تنظيم “قسد” الموالي لها والتي تتركز على سرقة النفط والثروات الباطنية والقمح واختطاف المدنيين ومنع التعليم والاعتداء على حرمة والأعراف الاجتماعية والعشائرية السائدة دون أي رادع.