قصة سرقة دماغ أينشتاين بعد وفاته واللعنة التي أصابت سارقه
كانت وفاة العالم ألبرت أينشتاين في العام 1955 مجرّد بداية لرحلة غريبة خاضها الجزء الأكثر قيمة في جسده، وهو دماغه، الذي كان مصدر إلهام للعلماء في بحوثهم العلمية.
Let’s know few things About The All Time Genius Einstein’s BRAIN !!!
Picture 1:- Albert Einstein’s Brain
Picture 2:-Different parts of Einstein’s Brain,
Picture 3:-The Difference which was seen In His Brain, Against other Human Being.
Picture 4:- Slide Presentation pic.twitter.com/vIdJKcQ65P— Neurosurgery Cocktail (@BipinChaurasia_) June 19, 2020
دماغ أينشتاين وسرقته من قبل توماس هارفي
خلال 76 عاماً من عمره، لم يزر أينشتاين الأطباء كثيراً، سوى قبل وفاته بسنوات، عندما أجبرته الظروف على الخضوع لعملية شق بطن استكشافية بعد معاناته من آلام شديدة في البطن.
وأثناء تلك العملية اكتشف الأطباء أنَّه مصاب بتمدد الأوعية الدموية الأبهري، وبما أنه لم تكن هناك خيارات متعددة لعلاجه فقد لجأ الأطباء إلى لف تمدد الأوعية بمادة تشبه السلوفان، تماماً مثلما يلف السباك أنبوب ماء لمنعه من التسريب، وفقاً لما ذكرته شبكة أخبار الأطباء HCPLive.
عاش أينشتاين بعد تلك العملية 5 سنوات قبل أن يكتشف الأطباء مجدداً تمزقاً كبيراً، لكنّ العالم الفيزيائي رفض العلاج؛ لقناعته بأنه لا يوجد علاج لحالته.
في الساعة الـ01:15 من صباح يوم 18 أبريل/نيسان 1955، تمتم العالم الفيزيائي أينشتاين ببضع كلمات باللغة الألمانية، وأخذ نفسين، ثمّ مات، وبما أنّ الممرضة المُناوبة في مستشفى برينستون كانت لا تتحدث الألمانية فقد ضاع معنى الكلمات الأخيرة لأينشتاين إلى الأبد، وفقاً لما ذكرته شبكة BBC البريطانيّة.
كانت وصية أينشتاين واضحة تماماً، وهي أن يتم حرقته ونثر رماده في مكان خاص، وفعلاً تم في وقت لاحق من ذلك اليوم حرق جثته في نيوجيرسي الأمريكية، لكن في اليوم التالي علم ابنه هانز ألبرت أن الجثة في التابوت لم تكن كاملة، فقد ذكر في مقالة وضعت على الصفحة الأولى بصحيفة The New York Times، أن “الدماغ الذي وضع نظرية النسبية وجعل من الممكن تطوير الانشطار النووي قد أزيل؛ لدراسته علمياً”.
الذي حصل هو أنّ الطبيب المسؤول عن تشريح الجثة، توماس هارفي، راودته فكرة قد تبدو جنونية وهي سرقة دماغ أشهر عالم فيزياء في العالم وإجراء الدراسات عليها، وهذا ما حدث بالفعل.
كانت أسرة أينشتاين غاضبة في البداية، لكنَّ النجل الأكبر في النهاية أعطى مباركة العائلة لهارفي؛ من أجل إجراء بحث على الدماغ لأغراض علمية، بشرط نشر تلك الدراسات ونتائجها في دوريات علمية مرموقة.
كان هارفي يُعلّق بعض الآمال المهنية الكبيرة على هذا الدماغ، معتقداً على الأرجح أنَّ دراسة هذا العضو قد تعزز مسيرته المهنية في الطب، وذلك وفقاً لما ذكرته المؤلفة كارولين أبراهام بكتابها “Possessing Genius: The Bizarre Odyssey of Einstein’s Brain”.
ومع ذلك، لم يسرق هارفي دماغ أينشتاين فحسب، بل أزال عينيه أيضاً وأعطاها فيما بعد لطبيب العيون الخاص بأينشتاين، وفقاً لما ذكره موقع All That’s Interesting الأمريكي.
مضى هارفي قدماً في دراسة دماغ أينشتاين وتصويره بدقة من كل الزوايا الممكنة، فقد بلغ وزن الدماغ 1.230 غرام، ما يعني -وفقاً لعلماء وباحثين- أنَّها أخف وزناً من المتوسط بالنسبة للرجال في عمر أينشتاين.
أصر هارفي على أنَّ هدفه من فعل ذلك كان علمياً بحتاً، قطّع الدماغ إلى 240 جزءاً وأرسل عينات إلى مختبرات وباحثين في شتى أنحاء البلاد، وحتى الجيش الأمريكي حصل على عينات من دماغ أينشتاين.
هل دماغ أينشتاين مختلف عن الدماغ العادي؟
أظهرت أول دراسة لدماغ أينشتاين في عام 1985، نتائج مثيرة للجدل، حيث كشفت أنَّه يبدو مختلفاً بالفعل عن الدماغ الطبيعي من الناحية التشريحية.
خلايا دبقية أكثر
حسبما ورد في الدراسة التي نشرتها مجلة “Experimental Neurology” العلمية عام 1985، كان دماغ أينشتاين يحتوي على كمية أعلى من المتوسط من الخلايا الدبقية، التي تحافظ على تزويد الخلايا العصبية في الدماغ بالأوكسجين.
خلايا عصبية مختلفة
أكدت دراسة لاحقة أجرتها جامعة ألاباما الأمريكية في برمنغهام عام 1996، أنَّ هذه الخلايا العصبية مرصوصة معبأة بإحكام بشكل مغاير، الأمر الذي ربما سمح له بالتعامل مع المعلومات ومعالجتها بدرجة أسرع من غيره.
ويقول الباحثون الذين يقفون وراء هذه الدراسة، إن دراسة دماغ أينشتاين يمكن أن تساعد في الكشف عن الأسس العصبية للذكاء.
فصيص جداري سفلي أكبر
أفادت دراسة ثالثة أجريت بعد 3 سنوات لاحقة، أنَّ الفصيص الجداري السفلي لأينشتاين كان أكبر من المتوسط، ما قد يعزز لديه “التفكير المرئي”، أي القدرة على فهم وتفسير الرموز والأشكال البصرية بطريقة بديهية ومتزامنة.
فص جبهي مُختلف
وزعمت دراسة أجريت عام 2012 في أكاديمية Oxford، أنَّ الجزء الأوسط من الفص الجبهي المسؤول عن التخطيط والذاكرة في دماغ أينشتاين يتميز بتركيبة تشريحية مختلفة أيضاً عن الدماغ الطبيعي.
هل هي مجرد تخمينات؟
على الرغم من تلك الاكتشافات فإن كثيرين ينتقدون هذه الدراسات، مثل تيرينس هاينز، عالم النفس بجامعة “بيس” الأمريكية، الذي وصفها بأنَّها نوع من التخمينات، قائلاً: “لا يمكننا ببساطةٍ تشريح دماغ شخص مميز عن الآخرين في شيء أو مجال ما -ونحن جميعاً كذلك إلى حدٍّ كبير- لنعلن على نحوٍ حاسم أنَّنا وجدنا الشيء الذي أدَّى إلى تميُّز هذا الشخص”.
في حين قال الدكتور فريدريك ليبور، الطبيب المتخصص بالأمراض العصبية والذي عمل على الدراسة المنشورة عام 2012: “لا يمكن الجزم بأنَّ عبقرية أينشتاين سبّبها اختلاف في تركيبة دماغه من الناحية التشريحية”.
لعنة دماغ أينشتاين أصابت هارفي
هوس الطبيب توماس هارفي بدماغ أينشتاين أصابته بالعديد من اللعنات، أولاها أنه فقد وظيفته في مستشفى برينستون الذي قام فيه بتشريح جثة عالم الفيزياء الشهير.
فانتقل إلى فيلادلفيا رفقة زوجته التي كانت تعارض الاحتفاظ بدماغ أينشتاين في المنزل، فقام بتقطيعه إلى 240 قطعة ووضعه داخل مواد حافظة في قبو منزله.
وعندما علمت زوجته بالأمر هددته بالتخلص من الدماغ، لكنه فضّل الاحتفاظ بالدماغ على الاحتفاظ بزوجته، فتركها واتجه نحو الغرب الأوسط الأمريكي حيث عمل مشرفاً طبياً بمعمل اختبار بيولوجي في كانساس، وهناك قام بتخبئة الدماغ في صندوق عصير تفاح مبرد.
انتقل مرة أخرى إلى ويستون بولاية ميسوري، ومارس الطب أثناء محاولته دراسة الدماغ في أوقات فراغه، لكنه فقد رخصته الطبية في عام 1988؛ بعد إخفاقه في امتحان الكفاءة لمدة 3 أيام.
يذكر أنّ توماس هارفي تبرع قبل وفاته في عام 2007، بالأجزاء المتبقية من دماغ أينشتاين لـ”المتحف الوطني للصحة والطب” الأمريكي، إضافة إلى وجود أجزاء من الدماغ في متحف The Mütter بمدينة فيلادلفيا الأمريكية ولاتزال تُعرض حتى يومنا هذا.
لمحة سريعة عن حياة أينشتاين
وُلد أينشتاين في 14 مارس/آذار 1879، لأسرة يهودية بمدينة أولم الألمانية حيث عاش فيها طفولته قبل أن يبدأ دراسته الابتدائية في العاصمة برلين.
بعدها بسنوات قررت عائلته الهجرة إلى ميلان الإيطالية، فعاش هناك عاماً واحداً فقط قبل أن يعود عند أقاربه في ميونيخ، ومن ثم اتجه نحو سويسرا في العام 1895، إذ تمكن هناك من الحصول على قبولٍ في المعهد الفيدرالي السويسري للعلوم التطبيقية.
وفي مطلع القرن العشرين تخلى أينشتاين عن الجنسية الألمانية ليحصل على الجنسية السويسرية.
في عام 1905 نشر أينشتاين أربع أوراق بحثية بمجلة Annalen der Physik إحدى أشهر المجلات الفيزيائية، إحداها كانت عن النظرية النسبية التي توصل من خلالها إلى المعادلة الشهيرة E=mc2 والتي فتحت له أوسع أبواب المجد.
وفي العام 1921 فاز العالم الفيزيائي بجائزة نوبل للفيزياء، قبل أن يهاجر نحو الولايات المتحدة في العقد التالي بعد تهديدات بالقتل تلقاها من النازيين، حيث نال جنسيتها وعاش فيها إلى حين وفاته.
عربي بوست