الدفاع السورية: علاج 50 جريح حرب سنويا في المشافي العسكرية الروسية
في أول لقاء لها مع وسائل الإعلام، عقدت اللجنة المشتركة لمشروع “جريح الوطن” مؤتمرًا صحفيًا، اليوم، في قاعة المؤتمرات في نادي الضباط بدمشق أحاطت خلاله بخدمات الرعاية والدعم التي يقدمها مشروع “جريح الوطن” لجرحى الجيش والقوات المسلحة السورية منذ انطلاقته عام 2014.
وأشار نائب وزير الدفاع السوري رئيس اللجنة المشتركة لمشروع “جريح الوطن”، العماد محمود الشوا، إلى الدور الوطني المهم للمشروع في دعم وخدمة جرحى الجيش السوري في الفترات السابقة وما يتطلع إليه في المرحلة القادمة مؤكداً أن “رعاية الجرحى هي مسؤولية المجتمع بجميع مكوناته الحكومية والأهلية والخاصة كي يكونوا قادرين متمكنين في المجتمع”.
ويستهدف مشروع “جريح الوطن” الذي أطلقته رئاسة الجمهورية العربية السورية عام 2014 كل جرحى الجيش والقوات المسلحة والقوات الرديفة ويهدف إلى دعم الجرحى وعلاجهم وبلوغهم حقوقهم وتأهيلهم لتمكينهم من العودة إلى حياتهم اليومية والاندماج في المجتمع بالاعتماد على أنفسهم.
وخلال المؤتمر، لفت الشوا إلى أن “مشروع “جريح الوطن” لم يكن خطوة عاطفية أو ردة فعل واكبت ازدياد عدد جرحى الجيش والقوات الرديفة أثناء القتال، إنما هو خطوة تعبر عن رؤية متقدمة انطلقت من عقيدة المؤسسة العسكرية تجاه أفراد القوات المسلحة من خلال مصفوفة من القوانين والأنظمة النافذة لتكريم الشهداء والجرحى”.
وأوضح أن “مشروع “جريح الوطن” جاء بمبادرة من وزارة الدفاع والأمانة السورية للتنمية لتأسيس شراكة استراتيجية انتقلت بقضية الجرحى من نطاق ضيق إلى نطاق وحيز واسع للاهتمام بالجرحى وتأمين متطلباتهم الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية”.
بدوره، بيّن مدير إدارة الخدمات الطبية في الجيش السوري، اللواء الطبيب عمار سليمان، أن “المشروع يهدف إلى الوصول إلى كافة شرائح الجرحى وفق مختلف نسب العجز التي تتراوح بين 1% – 100% وتتفاوت بين عجز كلي يتراوح بين 80%- 100% وعجز جزئي بنسبة بين 40- 79% إضافة إلى عجز يتراوح بين 1-40% ومعرفة متطلبات واحتياجات كل شريحة من شرائح الجرحى وفق مستويين الأول يتعلق بالشرائح الأكثر احتياجاً للعلاج المستدام والثاني الشرائح الأقرب إلى نسبة عجز 1% والتي لا تحتاج إلى معونة الغير وعلاجها يقود إلى الشفاء الكامل وذلك ضمن مصفوفة من الحقوق تتناسب مع احتياجات كل شريحة”.
ورداً على سؤال مراسل “سبوتنيك” في دمشق حول جهود ومشروع “جريح الوطن” لإيفاد جرحى سوريين للعلاج في روسيا، أوضح مدير إدارة الخدمات الطبية في الجيش السوري أن “هذه الأمر يتم وفق اتفاقية موقعة بين وزارتي الدفاع في البلدين الصديقين سوريا وروسيا وفق أسس محددة من الجانب الروسي وبسقف 50 جريحاً كل عام لكن هذا العدد تأثر بجائحة كورونا”.
وأضاف أن “نوعية الإصابات محددة ويتم التركيز على الإصابات العظمية والعينية والترميمية ويكون الجريح لديه القدرة على التداخل الجراحي، مشيراً إلى أن هناك وفد طبي روسي يأتي إلى سوريا لمعاينة حالات الجرحى ويضع لائحة أولية يناقش بها الجهات الروسية صاحبة القرار في المشافي الروسية وبعد عودة الوفد إلى روسيا يقوم بإرسال لائحة نهائية إلى الجانب السوري لمتابعة إجراءات سفر الجرحى إلى روسيا”.
وأشار مدير العمليات في مشروع “جريح الوطن”، رشاد علي، إلى “أن مشروع “جريح الوطن” انطلق منذ 7 سنوات لتوفير الرعاية اللائقة للجرحى وتأمين حياة كريمة لهم من خلال تسخير كل الموارد والكوادر ليكون الجريح قادراً ومتمكناً من خلال استعادة القدرة وتعزيز الحالة الحركية والنفسية للجريح وتقديم الرعاية الطبية التي تبدأ منذ اللحظة الأولى للإصابة وتستمر طيلة الحياة”، موضحاً أن “جميع جرحى العجز الكلي مؤمنين صحياً من خلال المشافي العامة والخاصة حيث تم تأمين 1900 محفظة تأمينية لجرحى العجز الكلي إضافة إلى تأمين أعمال الدعم الطبي في المنزل وفق احتياجات كل جريح من خلال تأمين 1500 مرافق للجريح”.
ولفت علي إلى أن “94% من الجرحى مشمولون بالرعاية الطبية و6% المتبقية هي نتيجة وجود جرحى جدد لازالوا في طور التشميل بهذه الرعاية”، مشيراً إلى تجربة المشروع في “بناء منظومة كاملة لتركيب الأطراف الصناعية من خلال أربعة مراكز في مدن دمشق وحماة وطرطوس واللاذقية مجهزة بأحدث التقنية والكوادر المؤهلة تأهيلاً عالياً (180 أخصائياً من مختلف الاختصاصات الطبية والفنية)، حيث يتم تأهيل الجريح فيها قبل التركيب من خلال العمليات الجراحية وتقديم خدمات الدعم النفسي ثم تدريبه على استخدام الطرف الصناعي وتقديم الصيانة الدائمة في المراحل اللاحقة لتركيب الطرف”.
وأردف: “تم تركيب 2800 طرف صناعي وبذلك استعاد هؤلاء الجرحى القدرة على ممارسة حياتهم الطبيعية إلى جانب تقديم معينات الحركة والتجهيزات التي تلبي احتياجات الجريح وتعزز اعتماده على نفسه في حياته اليومية، إضافة إلى تدريب الجرحى على الهاتف الناطق في الإصابات التي أثرت على النطق ومواءمة المرافق العامة والمنزلية مع إصابات الجرحى”.
وأشار الرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية، شادي الألشي، أن مؤسسة الأمانة السورية للتنمية هي جزء أساسي من مشروع “جريح الوطن”، لافتاً إلى الجهود المبذولة لدعم المشاريع الاقتصادية الخاصة بالجرحى وفي تدريبهم مهنياً لتعزيز قدرتهم على ممارسة المهن وعلى تحصيلهم العلمي.
ولفت إلى الجهود المبذولة في استكمال التحصيل الدراسي للجرحى وتأمين كافة المتطلبات المدرسية والجامعية، فضلاً عن تقديم منح متساوية بقيمة 6 مليون ليرة سورية لتنفيذ مشاريع إنتاجية خاصة بهم لجعل الجريح شخص فاعل وقادر على إعالة نفسه وأسرته ولتحقيق استقلالية مالية.
وأضاف الألشي أن “المشروع بنى أكثر من 1500 مشروع اقتصادي (زراعي- صناعي- تجاري- تراثي- تعليمي) نجح الكثير منها وأمنت دخلاً مهماً للجرحى إلى جانب دعم المشاريع المتعثرة لأكثر من مرة بما يفتح آفاقاً أوسع للمشروع”.
سبوتنيك
اقرأ أيضا: لافروف: نأمل في استئناف اللجنة الدستورية السورية عملها في القريب