خبراء: مكاسب سوريّة متوقعة من الحكومة اللبنانية الجديدة
تشير المعلومات المتناقلة من دمشق، إلى حالة ارتياح تسود أوساط القيادة السورية، على خلفية الإعلان أخيراً عن تشكيل الحكومة في لبنان، بعد عام من الفراغ والتعطيل.
وذهبت أوساط لبنانية إلى أن الحكومة الجديدة التي يترأسها نجيب ميقاتي ما كانت لتشكل، لولا حجز حصة لدمشق فيها.
وينتظر الأسد من الحكومة اللبنانية الجديدة، تطبيع العلاقات السياسية معه، ومساعدته على تخفيف وطأة العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على اقتصاده.
حكومة غير معادية
وقال أستاذ العلاقات السياسية والدولية في جامعة باريس، الدكتور خطار أبو دياب، إن الرئيس السوري ينظر إلى الحكومة الجديدة، على أنها حكومة غير معادية على الأقل، وخصوصاً أن لرئيسها (ميقاتي) علاقات مميزة مع آل الأسد.
وأشار أبو دياب في حديث لـ”عربي21″، إلى العلاقة القوية التي تربط ميقاتي بالعاهل الأردني، عبد الله الثاني، وكذلك بالفرنسيين، وعلّق بقوله: “هي حكومة تقاطع المصالح”.
واعتبر أن مشروع تمرير الغاز المصري نحو لبنان مروراً بالأردن وسوريا، الذي بدأ قبل الإعلان عن الحكومة اللبنانية، يُعطي مؤشراً على إعطاء إشارة أمريكية معينة للجانب الروسي، بتخفيف الضغط على الأسد، بعد قبول طلب العاهل الأردني من واشنطن خلال زيارته الأخيرة لها، بممارسة دور لرعاية حل للوضع السوري.
وقال أبو دياب، إن سيطرة الثنائي المكون من “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، على اللعبة السياسية في لبنان، لا تزعج السوريين على الأقل.
أكثر ميلا لتعويم الرئيس الاسد
من جانبه، قال الباحث في مركز “الحوار السوري” الدكتور محمد سالم، إن لبنان عموماً، بحكم وجود نفوذ كبير لـ”حزب الله” كان أقرب لدمشق عموما، إلا أن سمة الحكومات اللبنانية السابقة كان الحياد رسميا.
واستدرك في حديثه لـ”عربي21″ بقوله: “لكن هذه المرة الحكومة الحالية يمكن أن تكون أكثر ميلا لتعويم الأسد، خاصة في ظل التغيرات في المواقف الأردنية والمصرية بهدف تمرير صفقة الغاز المصري إلى لبنان، ومع وجود تراجع خليجي وفرنسي في لبنان”.
ومع ذلك، بحسب سالم، لا يُتوقع وجود أثر كبير على المسار العام للموقف الدولي من سوريا باعتبار عدم وجود ثقل كبير للبنان عموما، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية الكبيرة فيه، لافتاً إلى عدم حضور الوفد السوري لمؤتمر بغداد الأخير، وقال: “هناك نوايا بعدم تخفيف العزلة عن سوريا، وفي ظل عدم ترجيح وجود أي تغيير جذري في الموقف الأمريكي”.
ومتفقاً مع أبو دياب، أشار الباحث والكاتب، الدكتور باسل المعراوي، إلى العلاقة القوية والتاريخية التي تربط ميقاتي بالقيادة السورية.
وقال لـ”عربي21″، حتما سيستفيد الأسد من الحكومة الجديدة.
وأضاف المعراوي، أن دمشق ستستثمر سياسيا في المفاوضات مع الحكومة اللبنانية التي تخص الغاز، ولن تكتفي بالجوانب التقنية بل ستحاول تظهيرها سياسيا، عن طريق إشراك وزراء الخارجية والداخلية وغيرها من الوزارات السيادية في المفاوضات، ولن يعترض على ذلك لا مصر ولا الأردن.
عربي 21 بتصرف