الخميس , ديسمبر 26 2024
شام تايمز
أمن إسرائيل

خالد العبود: الجولان.. و”أمن إسرائيل”..هل يرسِّم الروس خارطةَ استقرار المنطقة؟!

شام تايمز

خالد العبود: الجولان.. و”أمن إسرائيل”..هل يرسِّم الروس خارطةَ استقرار المنطقة؟!

شام تايمز

-ليس بمقدور الولايات المتحدة أن تقوم بالدور الذي كانت تتطلّع إليه، قبل عدوانها على سوريّة، نتيجة فشلها في تحقيق أهدافها الرئيسيّة التي عوّلت عليها، من وراء هذا العدوان..

شام تايمز

-تماماً مثلما حصل مع كلّ من بريطانيا وفرنسا، بعد فشلهما في عدوانهما على عبد الناصر، في عام 1956م..

-ففي عام 1956م ألحق عبد الناصر هزيمة نكراء، بقوى تقليديّة استعماريّة، خلال عدوانها الثلاثيّ على مصر، وثورتها، وهو أمرٌ مهّد لصعود خارطة قوى نافذة وأساسيّة، على مستوى المنطقة..

-هذه القوى تتمثّل في قوّتين رئيسيّتين، وهما: الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، غير أنّ هذا الشكل من النفوذ، وبعد سنوات، تراجع من جديد، لصالح نفوذٍ أمريكيّ مخيف جدّاً، تمثّل في اختطاف مصر بفضل “السادات”، وفي هزيمة وتفكيك الاتحاد السوفييتيّ!!..

-بعد عقودٍ قليلة جدّاً، على هذا الاستفراد، غامرت الولايات المتحدة بهذا النفوذ، أو دعونا نقول: بأنّها أرادت أن تصرف هذا النفوذ، بسعر، أو شكل، أكبر، خاصة بعد غزوها واحتلالها للعراق، فقامت بغزو سوريّة، لكن بأدوات أخرى..

-لقد أخفقت الولايات المتّحدة في تحقيق أهدافها، تماماً مثلما أخفقت، كلّ من بريطانيا وفرنسا، في تحقيق أهدافهما، خلال عدوانهما الثلاثيّ والمشار له أعلاه!!..

-خلال عدوان 1956م كانت “إسرائيل” رئيسيّة في خارطة القوى – رغم هزيمتها وفشلها – من خلال ثقلها الدوليّ، باعتبارها أصلاً أداة النظام الرأسماليّ العالميّ في المنطقة، فسرعان ما نجحت في انخراطها كليّاً إلى جانب الولايات المتحدة، دفاعاً عن “أمنها” و”مستقبل وجودها”!!..

-واليوم..
وبعد عدوان الولايات المتحدة الدوليّ على سوريّة، وفشلها في تحقيق أهدافها، تبدّلت خرائط واسعة، وتداخلت مصالح كبرى، وتعقّدت مسائل هامة وأساسيّة، إقليميّاً ودوليّاً..

-لقد عادت “إسرائيل” لتلعب ذات الدور الذي لعبته، بعد عدوانها إلى جانب فرنسا وبريطانيا، عام 1956م، دفاعاً عن “أمنها” و”مستقبل وجودها”!!..

-لقد تحرّكت لوبيّات كبرى، على مستوى العالم، ونشطت حركات داعمة لهذا الكيان، ذات إمكانيّات هائلة، وقوى كونيّة ما فوق حكوميّة، سعياً للدخول على حسابات ومصالح خرائط القوى الصاعدة، دفاعاً عن “أمن إسرائيل”!!..

-لم يكن أمام الدبولماسيّة الروسيّة إلا التعبير عن موقفها حيال ذلك – باعتبار روسيا قوّة صاعدة جديدة، تحاول أن تملأ الفراغ الذي أحدثه الفشل الأمريكيّ – حين أكدت في أكثر من مرّة، على أنّها جزء من مجتمع دوليّ، وعضو دائم في مجلس الأمن، وملتزمة بكلّ القرارات والمواثيق الدولية، ولم يكن يضيرها أن تضيف على لسان أحد مسؤوليها، أنّها حريصة على “أمن إسرائيل”!!..

-إنّ قوى النفوذ والتأثير تلك، والتي طالبت روسيا وغيرها بضمان “أمن إسرائيل”، تعني بالضبط، أنّ هناك حلفاً صاعداً جديداً، قاعدتاه: دمشق – طهران، سجّل تقدّماً كبيراً على خارطة نفوذ المنطقة، وهو حلفٌ طالما كنّا نؤكّد لكم، على أنّه راكم إنجازاً كبيراً، عسكريّاً وأمنيّاً، وتحديداً خلال سنوات العدوان على سوريّة..

-صحيحٌ ما تحاول أن تقوم به روسيا، خاصة وأنّ دائرة نفوذها على مستوى المنطقة يتّسع كثيراً، وصحيحٌ ما قاله بعض مسؤولي الأصدقاء الروس، حول دور روسيا، وموقعها على خارطة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وموقفها ودورها في تطبيق مواثيق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن!!..

-نحن مع الدور الذي يتطلّع له الأصدقاء الروس، إقليميّاً ودوليّاً، والذي نتمنى القيام به، لكنّه يجب أن يكون دوراً مختلفاً، عن دور قوى استعماريّة قديمة وحديثة، مرّت على المنطقة، نهبت خيراتها، وظلمت شعوبها، ونكّلت بحاضرها ومستقبلها!!..

-نعتقد أنّ أمام أصدقائنا الروس، فرصة تاريخيّة كبيرة جدّاً، للقيام بدور يضع لبناتٍ هامةً في معادلة استقرار المنطقة، وإخراجها من دائرة تجاذبات النهب والسلب والاحتلال الذي يطحنها، نتيجة دورٍ لعبته “إسرائيل”، خلال أكثر من ثمانين عامٍ ماضيّة، ونتيجة انحياز قوى استعماريّة غاشمة، للدفاع عن “إسرائيل” واحتلالها وغطرستها وعدوانها على شعوب المنطقة..

–نعم من حقّ روسيا، أن تلعب دورها الطبيعيّ، وأن تستثمر في إنجازها الكبير، إقليميّاً ودوليّاً، وأن تمارس دورها الدوليّ، من خلال موقعها وإنجازها، لكنّه عليها الانتباه هنا، إلى أنّ دورها الدوليّ يعني قيامها بواجبها الميثاقي الأمميّ الذي لا يتجزأ، والواجب الميثاقي الأمميّ يقول، بأنّ هناك حقّاً وطنيّاً وإنسانيّاً لبعض شعوب المنطقة، غير “أمن إسرائيل”!!..

-إنّ مفهوم “الأمن” الذي تتطلّع إليه “إسرائيل”، تتطلع إليه شعوبٌ وحكوماتٌ كثيرةٌ على مستوى المنطقة، وهذه الشعوب والحكومات عانت من عدوان “إسرائيل” واحتلالها واغتصابها لحقوق كثيرٍ من أبناء المنطقة، وبالتالي فإنّ مفهوم “الأمن” الذي تطالب به “إسرائيل”، تطالب به كثيرٌ من شعوب وحكومات المنطقة، ومنها الشعب العربي، في أكثر من دولة..

-لا نستطيع أن نقول للأصدقاء الروس، أنّه ممنوع عليكم أن تدافعوا عن “أمن إسرائيل”، لكن باستطاعتنا أن نقول لهم، بأنّ كلّ المواثيق والقرارات الأمميّة، تضمن لنا حقّ الدفاع عن أمننا، وتلزمكم أيضاً بالدفاع عن هذا الأمن، باعتبار أنّ هناك قرارات دولية محدّدة بهذا الخصوص، خاصة وأنّ هذا الأمن مهدّد من قبل “إسرائيل” ذاتها، من خلال احتلالها لأجزاء واسعة من الأراضي العربيّة، في سوريّة وفلسطين ولبنان..

-إنّ الدور الروسيّ، إقليميّاً ودوليّاً، والذي يتطلع له الأصدقاء الروس، نراه دوراً متوازناً، وليس مستنسخاً عن أدوارٍ لعبتها قوى وحكومات أخرى، وعلى مدار عقودٍ طويلةٍ، من عمر المنطقة..

-إنّ احتلال الجولان العربيّ السوريّ، نرى به تهديداً كبيراً للأمن الدوليّ وأمن المنطقة، ونجزم أنّه تهديدٌ صارخ لأمن سورية واستقرارها، ونتطلّع إليه باعتباره حقّنا الوطنيّ الثابت، الذي أكدته كلّ القرارات والمواثيق الأمميّة والدوليّة..

اقرأ أيضا: روسيا: اصدار مذكرة اعتقال دولية بحق سوري لتورطه في مقتل عسكريين روسيين

شام تايمز
شام تايمز