السبت , أبريل 20 2024
كرنفال "مشوار ع العالم

كرنفال “مشوار ع العالم”.. رحلة إلى حضارات 22 دولة في سوريا

كرنفال “مشوار ع العالم”.. رحلة إلى حضارات 22 دولة في سوريا

شام تايمز

بين التُحف والأزياء الفلكلورية والصناعات النحاسية والخزفية، وبين العطورات الطيبة والماركات المشهورة، وبين الروحانيات والأحجار والثقافات الفلسفية، يعبر زائر كرنفال “مشوار ع العالم 2021” المقام في محافظة اللاذقية، الحدود، افتراضيًا، من دون جواز سفر ولا “فيزا”، ليزور بلدانًا عدة وهو يتجوّل داخل المتحف الوطني الذي تحوّل لصورة مصغرة عن الحضارات المتنوعة.

شام تايمز

ويندرج كرنفال “مشوار ع العالم” تحت النطاق الدولي للغرفة الفتية الدولية، في إطار الحملة العالمية “آمن بسوريا” التي تتبناها الغرفة الفتية الدولية في سوريا، وتسعى لنشر قيمها في الفعاليات المحلية والإقليمية والدولية.

حضارات وثقافات مختلفة حول العالم مثلتها مراكز ثقافية لدول صديقة وجاليات أجنبية، بينها روسيا، اليابان، كوريا الشمالية، الهند، الصين، الأرجنتين، فرنسا، إيطاليا. وسط عزف عود وكمان، وأسطوانات موسيقية كلاسيكية. ناهيك عن الرسوم والمنحوتات وعروض الرقص الشعبي والكلاسيكي واللاتيني التي تحاكي الثقافات والموروث الشعبي في البلدان الممثلة بالكرنفال الثقافي.

انعكاس لثقافة السلام

الهدف من كرنفال “مشوار ع العالم” أوجزته رئيس مجلس إدارة الغرفة الفتية الدولية في اللاذقية، داليا سليمان، بالحديث لـ”سبوتنيك”، بأنه يأتي لتسليط الضوء على ثقافة السلام، وعلى الشباب السوري الفاعل ضمن حملة “آمن بسوريا” العالمية والتي انطلقت من الغرفة الفتية سوريا.

وأضافت سليمان: “نحن في أرض الثقافات والحضارات في سوريا، اللاذقية التي انطلق منها الحرف الأبجدي الأول إلى العالم، ومنها انطلقت المعزوفة الموسيقية الأولى، وعليه كان من الطبيعي أن نجمع كل الحضارات والثقافات هنا على أرض المتحف الوطني للإضاءة عليها والتأكيد على أهمية الوحدة الثقافية والتنوع الثقافي الموجود في العالم”.

وأعربت سليمان عن سعادتها بالمشاركة الواسعة التي حظي بها الكرنفال، مشيرة إلى مشاركة فعاليات مميزة بثقافاتها وحضاراتها، كالجمعية الروسية في اللاذقية، المركز الثقافي الإيراني في اللاذقية، جمعية الأرمن، مبينة أن “مشوار ع العالم” فرصة للتعريف بتراث الشعوب، والتعريف بالحضارة السورية والمشرقية عمومًا من خلال التركيز على التراث اللامادي كما يمثل فرصة لتعزيز قيم السلام وتلاقي الحضارات، بما يصب في إطار توجهات الغرفة الفتية الدولية.

رحلة عالمية بدون “فيزا”

مدير مشروع “مشوار ع العالم” جونيور مخول (طالب طب بشري سنة سادسة وعضو في الغرفة الفتية)، قال لـ”سبوتنيك”: “مشوار ع العالم هو رحلة واكتشاف ومغامرة، حيث يستطيع الزائر بمجرد دخوله إلى المتحف الوطني أن يشارك برحلة مثيرة عبر الحضارات والثقافات بدون فيزا”.

وأشار مخول إلى أن أهم أركان “المشوار” المعرض الثقافي الذي يقدم حضارات متنوعة لـ22 بلداً، حيث يقدّم كل بلد حضارته ويستعرض ثقافاته من خلال ما يعرضه من رسوم وصور وتحف ومنحوتات، بالإضافة للأزياء الفلكورية والأكلات التراثية المميزة.

الرحلة السريعة عبر الحضارات المختلفة يقودها الأشخاص الموجودون أمام جناح بلادهم، يرتدون الزي التقليدي ليشاركوا الزائر تجربتهم الشخصية، ويقدموا له المعلومات كافة والإيجابيات والسلبيات.

ينقسم “مشوار ع العالم” حسب مخول إلى قسمين، ثقافي وفني، حيث يضم في نشاطاته المميزة والمعد لها بعناية، مدرسة نحت تجمع بين شباب موهوبين وأساتذة كبار قدموا منحوتات مميزة، بالإضافة لمعرض كهرمان للفنون التشكيلية الذي يضم لوحات وفنون متنوعة. ناهيك عن معرض الكتاب الذي يجمع بين الآداب العالمية، وورشة الرسم للأطفال، ورشة الخط العربي، فضلاً عن الأغاني الفلكورية السورية، ومعزوفات عن الحضارة السورية.

ويرى مخول أن “مشوار ع العالم” ثقافي عالمي بامتياز، إذ يمنح فرصة للتعرف على جوانب من حضارات الشعوب، وبناء الجسور بين الثقافات المختلفة، فضلاً عن التعريف بالتنوع الثقافي ضمن المجتمع السوري، وتشجيع الشراكات الاجتماعية مع الجاليات الصديقة لتعزيز النظرة الإيجابية نحو الثقافات العالمية ودورها في الحضارة الإنسانية، والتصدي للنظرة النمطية والأحكام المسبقة.

حضارات وثقافات

رحلة مثيرة يودع الزائر على عتباتها كل ما سمع عنه من قصص عن حضارات وثقافات لدول لم تطأها قدمه يوماً، ليزورها على مهل ويستخلص أهم المعالم والثقافات والأشياء التي تمتاز بها من خلال جولة على جناح الدولة المشاركة التي يستقبله الشخص الذي يقف على باب الجناح ليعبر به إلى بلاده افتراضياً مستعيناً بكل ما يزخر به الجناح من بطاقات تعريفية.

الجناح الروسي داخل المتحف يزخر بأبرز ما يخص روسيا ويميز حضارتها وثقافتها، من تحف، صور، أزياء فلكلورية تحاكي عادات وتقاليد غارقة في حضارة عتيقة، ناهيك عن الآلات الموسيقية العتيقة التي كان يستخدمها أهالي القرى في سالف السنين، والدب الروسي المشهور بأكل العسل.

وما يميز الجناح الروسي هو مشاركة الشابة الموجودة في الجناح للزائر تجربة تناول البيض على الطريقة الروسية التي تعتبر تقليداً شعبياً.

إلى الجناح الفرنسي حيث تفوح رائحة العطور الفرنسية التي تصطف إلى جانب الاكسسوارات، وتقول فاطمة محمود: “العطور الفرنسية مشهورة حول العالم، وهي أكثر شيء يمكن تعريف السوريين به على اعتبار أن فرنسا كانت بلد الصالونات منذ القديم وفيها الجمال والفن”.

القصة مختلفة في الجناح الفلسطيني، حيث قال محمد زعرور مسؤول الجناح، ومسؤول القسم الثقافي في لجنة التنمية بمخيّم العائدين: “هذه مشاركتنا الأولى في “مشوار ع العالم” الذي يشكل معرضاً للحضارات والتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة”، ويضيف: “شاركنا في الكرنفال لتسليط الضوء على الحضارة الفلسطينية، والتأكيد على هويتنا الفلسطينية وحقنا في العودة واستمرار نضالنا إلى جانب الشعب السوري ومحور المقاومة”.

تأسست الغرفة الفتية الدولية سورية “JCI Syria” عام 2004 تحت إشراف غرفة التجارة الدولية “ICC”، وفي عام 2008 تأسست الغرفة الفتية الدولية في اللاذقية “JCI Lattakia” وتضم نحو 200 عضو، وتقوم بمشروعات مختلفة ضمن نطاق الأفراد والمجتمع والأعمال والدولي.

اقرأ أيضا: وزير خارجية الهند يؤكد لـ المقداد استمرار بلاده بتقديم المساعدة لسورية

شام تايمز
شام تايمز