الجمعة , نوفمبر 22 2024

فنزويلا تشطب ستة أصفار من عملتها

فنزويلا تشطب ستة أصفار من عملتها

أزالت فنزويلا اليوم ستة أصفار من عملتها، معدلة قيمة البوليفار للمرة الثالثة في غضون 13 عاماً، في سياق تضخم مفرط تواجهه البلاد، هو الأعلى في العالم.

في إطار هذا الإجراء، ستقوم الدولة التي تواجه أسوأ أزمة في تاريخها الحديث، بطباعة أوراق نقدية بفئات جديدة، يُستبدل فيها المليون بوليفار ببوليفار واحد، في حين لم تعُد هذه الأوراق متداولة في البلاد.

ويُعزى الهدف من التعديل، وفق ما أعلن المصرف المركزي الشهر الماضي، إلى «تسهيل» المعاملات اليومية لنحو 30 مليون فنزويلي.

قبل تعديل قيمة العملة، كان سعر رغيف الخبز يعادل سبعة ملايين بوليفار، في بلد كان يُعتبر من أغنى بلدان أميركا الجنوبية بفضل نفطها، حيث شهد الناتج المحلي الإجمالي انخفاضاً بنسبة 80% منذ عام 2013، ولا سيّما بسبب انخفاض إنتاجها النفطي وتراجع أسعار الذهب الأسود، ولكن أيضاً بسبب الحصار الأميركي الشديد على هذه البلاد.

تعيش 94,5 % من الأسر تحت خط الفقر (1,9 دولار في اليوم)، بحسب دراسة جامعية حديثة.

ووفقاً للدراسة، يبلغ عدد سكّان فنزويلا الآن حوالى 28,8 مليون نسمة، ما يعني أنّ حوالى 5 ملايين شخص غادروا البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية.

منذ عام 2008، تم حذف أربعة عشر صفراً. وسيعادل البوليفار الجديد 100 مليار بوليفار في عام 2007، ما يعكس التراجع المذهل للعملة الفنزويلية. وأدى ذلك، بطبيعة الحال، إلى انعدام القوة الشرائية للأجور.

وقالت مارليس غيريرو (43 عاماً)، وهي معلمة تتقاضى أجرها بملايين البوليفارات لوكالة «فرانس برس»: «نتسلّم راتبنا كل أسبوعين وهو يعادل أقل من ثلاثة دولارات».

لمواجهة أعلى معدل تضخم في العالم يقدره مركز الدراسات «ايكو اناليتيكا» بنحو 1600% في عام 2021، يجري أكثر من ثلثي المعاملات في البلاد بالدولار، عملة الولايات المتحدة، العدو اللدود للنظام.

يبدأ بدل إيجار شقة في حي متواضع من العاصمة من 150 دولاراً، وتبلغ تكلفة السلة الغذائية لعائلة مكونة من خمسة أفراد 220 دولاراً تقريباً.

ويتم اللجوء إلى التعامل بالبطاقات الائتمانية والتحويلات المصرفية بدلاً من التبادلات النقدية، وأصبحت المدفوعات اليومية بالبوليفار مربكة للغاية.

ولمنح إكرامية لعامل يتولى ركن السيارة في مرآب مطعم، يتعين الدفع بالبطاقة حيث يتلقى مقدم الخدمة إيصالاً بدلاً من النقود.

وتحولت مواقف الحافلات إلى مكاتب صرافة في العراء، لمواجهة نقص السيولة، من أجل ركوب وسيلة النقل هذه التي لا يُقبل الدفع فيها إلا بالبوليفار.

قال ويليام هيرنانديز، وهو سائق يبلغ من العمر 56 عاماً: «نبدّل الدولار لقاء أربعة ملايين بوليفار. ويبلغ سعر تذكرة (الحافلة) مليوني بوليفار».

في الشارع، يلعب الأطفال مع حزم من الأوراق النقدية الحقيقية التي لم تعُد لها قيمة تُذكر منذ مدة طويلة.

تتذرع الحكومة بالعقوبات الدولية المفروضة منذ عام 2019، ولا سيّما من جانب واشنطن التي تسعى للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو منذ أعيد انتخابه لولاية ثانية في 2018 في انتخابات رفضت «المعارضة» نتائجها.

وتجري مفاوضات بين الحكومة التشافية بزعامة الرئيس الاشتراكي مادورو، والمعارضة بقيادة خوان غوايدو الذي تعتبره حوالى خمسين دولة من بينها الولايات المتحدة رئيساً مؤقتاً للبلاد.

وفنزويلا، العملاق النفطي السابق، أنتجت في شباط الفائت وفقاً لأرقام منظمة الدول المصدّرة للنفط «أوبك» 520 ألف برميل نفط في اليوم، أي أقل بكثير من ثلاثة ملايين برميل كانت تنتجها يومياً في 2013.

وفيما يخشى بعض سكان كاراكاس من أن يؤدي التعديل الجديد لقيمة العملة إلى تخفيض القوة الشرائية، رحب آخرون بتبسيط التعاملات.
أ ف ب