الفصائل المسلحة تشن هجوم النفس الأخير في ريف حماه الشمالي الغربي
نضال حمادة
شنَّ عدد من الفصائل المسلحة هجوما في ريف حماه يمكن وصفه بهجوم “النفس الأخير” قبل الاختناق الكامل، وأعلنت فصائل “جيش العزة”، “جيش الملاحم” الذي يضم كل عناصر “جند الأقصى” سابقا الذي كان مبايعا لـ”تنظيم داعش”، “الحزب الإسلامي التركستاني”، “جيش إدلب الحرب”، “جيش النصر”، “جيش الشعب” و”فيلق الشام”، عن بدء هجوم كبير في ريف حماه الشمالي والغربي أطلقت عليها اسم (الغضب للغوطة).
مصادر مقربة من المعارضة السورية قالت في حديث لـ”موقع العهد الاخباري” أن “الهجوم الحالي أتى غداة زيارة قام بها وفد عسكري تركي إلى المواقع التي يسيطر عليها المسلحون في ريف حماه الغربي الواقعة في مواجهة مواقع الجيش السوري”.
وأوضحت المصادر أن “المعلومات التي حصلت عليها الفصائل المسلحة في تلك المنطقة تفيد بذهاب غالبية قوات الجيش السوري التي كانت مرابطة في المنطقة الى جبهات الغوطة الشرقية لدمشق”، وأشارت المصادر إلى “هذا الأمر الذي شكل الدافع الأول لشن الهجوم والذي بدت عليه علامات الفوضى وعدم التنظيم، فضلا عن كونه غير مدروس وقد ظهر هذا الأمر في خط الهجوم الذي اعتمد فيه المهاجمون تكتيكا إلتفافياً على مواقع الجيش السوري في منطقة المغيرة الحصينة وذلك عبر التوغل في منطقة كرناز والحماميات الواسعة والمكشوفة للطيران والسهلة الإستهداف بالقصف المدفعي وهذا ما جعل الهجوم بحكم الفاشل منذ الساعات الأولى لبدئه، بعدما تعثر المهاجمون في كرناز وتوقف زخم الهجوم في الحي الشرقي من البلدة”.
وقالت المصادر أن “هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام، وهما أكبر وأقوى فصيلين في المنطقة لم يشاركا في الهجوم وبالتالي تحوّل الهجوم الى عمل عسكري محدود الإمكانيات والتأثير وبالتالي كان محكومًا بالتوقف والانتهاء خلال أيام عديدة”، وأشارت المصادر الى أن “حركة احرار الشام بقيت في مواقعها عند قلعة المضيق غير البعيدة عن محاور الهجوم وهي تقع غرب محور كرناز دون أي تحرك عسكري”.
واشارت المصادر الى “عملية استدراج قامت بها وحدات الجيش السوري للقوات المهاجمة الى داخل بلدة كرناز وفي محيط تل حماميات حيث الأرض مكشوفة كليا للقصف الجوي، وكل ما فعله مسلحو المعارضة انهم خرجوا من تحصيناتهم و”مناطق رباطهم” إلى أرض مكشوفة جعلتهم فريسة القصف الجوي والمدفعي الكثيف ما اضطرهم مع ساعات المساء الأولى إلى الإنسحاب من المناطق القليلة التي سيطروا عليها بعد ظهر يوم الأربعاء وهي الحي الشرقي من كرناز وقرية حميمات ومحيط تل حميمات الذي فرضوا عليه حصارًا لمدة ساعتين”.
وقالت المصادر أن “الهجوم على تل حميمات المرتفع في ظل غياب التغطية الجوية مغامرة وانتحار بالمعنى العسكري وبالتالي من المرجح أن يكون قرار الهجوم من هذا المحور قد اتخذته تركيا وضغطت على الفصائل لتنفيذه، لأن جميع الهجمات التي تمت خلال السنوات الماضية كانت تتم عبر محور المغيرة الى الغرب من حميمات وذلك يعود الى المساحات الكبيرة المكشوفة في جبهة حميمات وإلى وجود تل حميمات المرتفع والكاشف لكل ما حوله”.
وتكشف المصادر نفسها أن “ما حصل هو هجوم هواة وغير محترفين، فلم يكن هناك تنسيق كاف بين الفصائل المهاجمة في القصف التمهيدي ولم يكن هناك غرفة عمليات موحدة تنسق مراحل الهجوم وكان كل فصيل يدير مجموعاته على الأرض كيفما استطاع، وبالتالي فشل “هجوم الغضب للغوطة” ومنيت الفصائل بانتكاسة عسكرية ومعنوية كبيرة سوف تظهر ارتداداتها على أرض الواقع ومناطق السيطرة خلال الأسابيع القليلة القادمة”.
العهد