مرة أخرى، ينتعش حضور السيارات القديمة في ”سورية“. فالإجراء الحكومي المتعلق بتعليق استيراد السيارات الحديثة نتيجة ظروف الحرب، وما رافق ذلك من ارتفاع كبير في أسعار جميع السيارات القديمة والحديثة أطال بعمر السيارات بمختلف أشكالها وموديلاتها. وبات منظر السيارات القديمة المتهالكة والقديمة جداً مألوفاُ في شوارع المدن والمناطق “السورية“. فالسيارة عادت لتتحول إلى حلم للمواطن صاحب الدخل المحدود كما كانت قبل العام 2003.
في سجلات وزارة النقل لعام 2021 ثمة ما يلفت الانتباه حيال أقدم السيارات التي لا تزال على قيد الحياة رسمياً. إذ تشير السجلات التي باتت مؤتمتة بالكامل بفضل جهود كبيرة بذلت خلال السنوات القليلة الماضية إلى أن أقدم سيارة في ”سورية“ لاتزال على قيود وزارة النقل يتجاوز عمرها 84 عاماً. وحسب ما يكشف مصدر خاص في وزارة النقل فإن “وجود قيود تسجيل للسيارات القديمة لا يعني أنها بحالة فنية جيدة، إذ أن وزارة النقل كانت ألغت منذ سنوات ما قبل الحرب إجراء تجديد ترخيص السيارات السياحية تخفيفاً للأعباء عن المواطنين، واستعاضت عنه برسم يستوفى مع سعر ليتر البنزين المباع”.
تظهر قائمة السيارات العشر الأقدم في ”سورية“ إلى أنها تنتمي إلى ست ماركات عالمية مشهورة موزعة على ست محافظات، وجميعها مصنوعة في فترتي الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، وهي مسجلة في عام الصنع نفسه باستثناء سيارة واحدة سجلت بعد مرور ست سنوات على تاريخ صنعها.
بالدخول في التفاصيل نجد أن أقدم سيارة سياحية خاصة لاتزال مسجلة في وزارة النقل موجودة في ”دمشق“، وتاريخ صنعها يعود إلى العام 1937، واللافت أنها سجلت في العام نفسه أيضاً، وهي من نوع “ستروين”.
أما السيارة الثانية من حيث القدم، فهي مسجلة في محافظة “السويداء”، ويعود تاريخ صنعها إلى العام 1939 وسجلت في العام نفسه أيضاً، وهي من نوع “كريسلر”.
في المرتبة الثالثة جاءت سيارتان يعود تاريخ صنعهما إلى العام 1940، الأولى مسجلة في محافظة “الحسكة” في عام 1940، ومن نوع “شيفروليه”، والثانية مسجلة في محافظة “ريف دمشق“ عام 1940 وهي من نوع “فورد”.
وتحتل أربع سيارات المرتبة الرابعة وجميعها صنع عام 1942، ومسجلة في العام نفسه لكن في أربع محافظات. الأولى في “السويداء”، وهي من صنع شركة “ويللس”، الثانية في محافظة “حماة” وهي من صنع “جيب ويللس”، الثالثة في ”دمشق“ وهي من صنع “فورد”، أما الرابعة فمسجلة في “ريف دمشق“ وهي من صنع “بلايموت”.
السيارة التاسعة، والتي يعود تاريخ صنعها إلى العام 1946، فهي مسجلة في “السويداء” في العام 1946ـ وهي من صنع شركة “ويللس”.
وأخيراً هناك سيارة سياحية خاصة تاريخ صنعها يعود للعام 1940، إلا أنها مسجلة في محافظة “حلب” في العام 1946 أي بعد ست سنوات، وهي من صنع شركة “سيتروين”.
أما بالنسبة للسيارات ما عدا السياحية، فإن وزارة النقل تشير إلى أن أقدم عشر سيارات غير سياحية مسجلة ضمن الفئة العامة في أربع محافظات فقط، يعود تاريخها صنعها إلى الفترة الممتدة بين عامي 1935 و1944، وهي من ثماني ماركات عالمية مشهورة.
أقدم سيارة عامة يعود تاريخها صنعها للعام 1935، وهي مسجلة كسيارة نقل صغيرة ضمن فئة العامة في محافظة “ريف دمشق“ وتاريخ تسجيلها في العام 1935، وماركتها “ستروين”.
وتكشف البيانات الرسمية وجود سبع سيارات نقل عامة صغيرة وكبيرة يعود تاريخها صنعها إلى العام 1942 ومسجلة في العام نفسه في محافظات: “حلب”، “حماة”، “حمص”، و”ريف دمشق“. وهي من ماركات مختلفة: “دودج”، “بيدفورد”، “ديا مونت”، “ماك”، “جي أم سي”.
السيارتان الأخيرتان في القائمة، الأولى يعود تاريخ صنعها إلى العام 1943، مسجلة كسيارة نقل صغيرة عامة في محافظة “ريف دمشق“ عام 1943، وهي من ماركة “فورد”. والسيارة الثانية والأخيرة في القائمة يعود تاريخ صنعها إلى العام 1944 ومسجلة في العام نفسه كسيارة نقل كيرة في محافظة “ريف دمشق“، وهي من ماركة “ويللس”.
في كتابه “تاريخ النقل في ”سورية“”، ينقل “خالد عمر كيكي”، والذي عمل لسنوات مستشار لوزير المواصلات، عن “محمد كردعلي” في كتابه خطط الشام أنه وعقب انتهاء الحرب العالمية “راجت في الشام سوق السيارات على اختلاف أنواعها حتى أصبح منها عدد غير قليل يستخدم لنقل الركاب والبضائع في عامة الأرجاء. وقد تبين من الإحصاء الرسمي حتى آخر أيلول سنة 1927 أن مجموع عدد السيارات التي سجلت رسمياً في الديار الشامية 6622 منها 653 في ”دمشق“، 629 في “حلب”، 101 في “حمص”،3 في “حماة”، 41 في “دير الزور”، و4890 في “لبنان”.
أما “عبد العزيز العظمة” فيذكر في كتابه (مرآة الشام-تاريخ ”دمشق“ وأهلها) ما يلي: الإحصاء الرسمي للسيارات في ”سورية“ ولبنان عام 1934 (883 سيارة)، وإحصاء السيارات في ”سورية“ عام 1938 (3739 سيارة).
زياد غصن
esyria
اقرأ أيضا: فيديو نادر لهتلر وهو يشاهد مباراة .. ماذا اكتشف المشاهدون؟