أين اختفى الرئيس الصيني.. ولماذا دعت بكين مواطنيها لتخزين المواد الغذائية؟
خالد الجيوسي:
لم تستطع الولايات المتحدة الأمريكيّة، أن تُؤكّد للعالم منشأ فيروس كورونا القاتل، حيث كان الاتهام الذي وجّهه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومن بعده شُكوك جو بايدن، نحو الصين، وأن الفيروس خرج من مُختبراتها، أو ما جرى ترويجه بخُصوص الأكل الصيني للحيوانات والطيور غير الصّالحة للأكل، وهو ما تسبّب بتحوّل الإصابات إلى جائحة، لا يزال العالم يُعاني من آثارها حتى الآن، وتسبّب “كوفيد-19” بمقتل 5 ملايين مُنذ تسجيل أوّل حالة، وصولاً لمتحوّراته التي يبدو أنها لا تنتهي.
تعود الصين إلى الواجهة خلال الأيّام الماضية، بعد أن أعلنت السلطات الصينيّة خبر طلبها من الأُسر تخزين المواد الغذائيّة، والسّلع الضروريّة، وهو ما فتح باب التساؤلات، والتكهّنات حول الأسباب المُوجبة لذلك، وأن ثمّة سبب مخفي لم تُعلنه السلطات الصينيّة، خاصّةً أن بيان وزارة التجارة الصينيّة، أشار إلى تخزين الغذاء لتلبية “حالات الطوارئ”.
وسائل الإعلام المُعادية للصين، رفعت تكهّناتها حول أسباب ذلك الطّلب، وأنّ بكين تتحضّر لإعلان الحرب على تايوان، واجتياحها أو أنّ ثمّة حدث داخلي صيني مُرتَقب، سياسي أو صحّي، مع استمرار ترويج الشّائعات حول اختفاء الرئيس الصيني، وعدم مُغادرته بلاده مُنذ 21 شهرًا، إضافةً إلى عدم حُضوره قمّة مجموعة العشرين في روما، والمناخ في غلاسكو بريطانيا.
غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن قمّة المناخ، دفع بالرئيس بايدن إلى انتقاده، والقول بأن بلاده لا تهتم بالمناخ، والانبعاثات الكربونيّة، وهو غياب يبدو أنه مدروسٌ، وله أسباب ذات رسائل سياسيّة للعالم، مع تعاظم القوّة الصينيّة، عسكريّاً، وسياسيّاً.
صحيفة “نيويورك تايمز” أشارت إلى غياب الرئيس الصيني عن المحافل الدوليّة، وتحديدًا بعد تفشّي فيروس كورونا، وقالت إن الرئيس الصيني لم يعد يشعر أن بلاده مُضطرّة للتعاون مع الولايات المتحدة وحُلفائها، كما تقول الصحيفة أن السبب الآخر لغياب رئيس الصين، هو التركيز على قيادة بلاده لخمس سنواتٍ أخرى، حيث الطّموح الصيني تقديم نفسه كقائد بديل للعالم عن أمريكا.
ويبدو أن السلطات الصينيّة لم تكثرت بالتأويلات والمُبالغات التي جرى تقديمها بعد بيانها حول تخزين المواد الغذائيّة، دون شرح لأسباب تلك الطوارئ، فلم يصدر عنها أيّ بيان رسمي توضيحي أقلّه تطميني للعالم، فيما تُواصِل جُهودها للقضاء على تفشّي فيروس كورونا من جديد.
وتُرِكَ الأمر لصُحف صينيّة، أوضحت أن الغرض من تخزين الطعام لا يتعدّى كونه التأكّد من أن المواطنين لن يَتورّطوا حال حُدوث إغلاق في منطقتهم، إذا زاد مُعدّل الإصابات بفيروس كورونا.
بكُل حال، الانشغال العالمي بالصين، والغُموض الذي يُحيط جبهتها الداخليّة، وتصرّفات قيادتها، يشي بأنها بدأت بالفعل تأخذ حيّزها من قيادة العالم، فغياب الرئيس الصيني بات يشغل نظيره الأمريكي أكثر من حُضوره، وبالرّغم أن بعض الآراء ترى أن الغياب الصيني عن المُشاركة في المحافل الدوليّة، ساهم في انغلاق الصين عن العالم، وشوّه صُورتها بعد مسؤوليّتها المُفتَرضة عن انتشار فيروس كورونا، لكن يبدو أنه وقع العكس، إضافةً إلى الجدل الذي تُحدثه صواريخها الأسرع من الصّوت، والتي تُقلِق واشنطن بالأكثر.
ومع تفشّي كورونا في بعض المُقاطعات الصينيّة، انتشرت الأنباء حول انتشار فيروس “هيهي” السّلالة سريعة الانتشار من متحوّر دلتا، وجرى تسمية ذلك الفيروس على المنطقة التي انتشر فيها بالصين، ومع تناسل الشائعات حول “هيهي” ذهبت المواقع الإخباريّة إلى القول بأن هذا المتحوّر أخطر المتحوّرات التي تُهدّد الشعب الصيني في الشتاء، ويتسبّب في السّقوط وثمّ الوفاة مُباشرةً، وسيصل أوروبا فبراير القادم.
ولم تُعلِن السلطات الصينيّة من جهتها ما يُؤكّد هذه الأنباء التي تحوّلت إلى مُبالغات في بعضها، مع تأكيد بعض الأطباء المُتواجدين في الصين، أن متحوّر “هيهي” لم يُسجّل أعراضاً مُختلفةً تستدعي الهلع والخوف والرعب، التي وصلت لتنبؤات أن يتسبّب هذا المتحوّر الجديد، بمقتل 5 ملايين إنسان.
وربط البعض دعوة السلطات الصينيّة إلى تخزين الغذاء، بانتشار المتحوّر الجديد، لكن يبدو بكُلّ الأحوال أن دعوة تخزين السّلع الأساسيّة للمُواطنين في مُقاطعات الصين، روتينيّة بالأكثر، وتحديدًا مع قُرب فصل الشتاء، وشحّ الخضار في هذه الفترة من السّنة، وارتفاع أسعارها مع سُقوط الثلوج.
رأي اليوم