ضغط روسي على «قسد» للانسحاب من تل تمر وعين عيسى وصولاً إلى منبج
خالد زنكلو
أثمرت الجهود الروسية على أكثر من صعيد لوقف التدهور الأمني وتطويق التهديدات التركية بشن عدوان على الأراضي السورية شمال وشمال شرق البلاد، بتراجع حدة تهديدات المسؤولين الأتراك التي درجوا بالتناوب على إطلاقها، على الأقل في الأيام الأخيرة من عمر مساعي التهدئة الروسية، حيث تركز القيادة الروسية جهودها حالياً على إيجاد «حلول وسط» تضمن مصالح جميع أطراف النزاع لسحب فتيل المواجهات المفترضة.
وكشفت مصادر مطلعة على ما يدور في دهاليز المفاوضات والوساطة الروسية لمنع تأزيم الوضع في مناطق شمال وشمال شرق سورية لـ«الوطن»، أن المبادرات الروسية تتجلى في إقناع قيادات المكون الكردي في تلك المناطق بسحب مقاتليهم من المواقع محل الخلاف مثل تل تمر وعين عيسى وربما منبج وعين العرب، مقابل تمركز الشرطة العسكرية الروسية فيها لتثبيت تهدئة مستدامة لحين نضج ظروف الحل المستدام، وفي إطار الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ورفضها التدخل في شؤون البلاد الداخلية، وهو ما تشدد عليه موسكو بشكل دائم وفي جميع المناسبات التي تخص سورية.
وبينت المصادر أن موسكو كثفت جهودها أخيراً للحفاظ على خريطة المنطقة التي ينوي النظام التركي إعادة رسمها من جديد لمصلحته، ففي مقابل جهود الوساطة التي تبذلها الشرطة العسكرية الروسية لتفعيل الاتصال المباشر بين الجيش العربي السوري وقياديين لدى «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، تنتظر موسكو وصول وفد من «مجلس سورية الديمقراطية- مسد»، الذراع السياسية لـ«قسد»، برئاسة إلهام أحمد إليها غداً الثلاثاء لإجراء مشاورات على أمل التوصل إلى توافقات تعيد حسابات نظام رجب طيب أردوغان بوقف التدخل العسكري، في انتظار اللقاء العسكري الروسي التركي المرتقب في أنقرة خلال الأسبوع الجاري، وللغاية ذاتها.
ورأت المصادر أن جهود روسيا خلال الفترة المقبلة، تستهدف كبح لجام التصعيد العسكري التركي حتى لقاء ممثلي روسيا وإيران وتركيا، وهي الدول الضامنة لوقف إطلاق النار وفق صيغة «أستانا»، في العاصمة الكازاخية نور سلطان منتصف الشهر القادم لعقد جولة جديدة من المفاوضات ولتثبيت التفاهمات وفق صيغ جديدة تراعي الأولويات ومستجدات الوضع الميداني في سورية.
ميدانياً، أفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الهدوء خيم أمس على جبهات شرق وغرب الفرات باستثناء جبهة ريف تل تمر الشمالي بريف الحسكة الشمالي الغربي، إذ واصل الاحتلال التركي قصفه المدفعي، لليوم الثالث على التوالي باتجاه بلدتي الدردارة والمجيبرة، الأمر الذي دفع من تبقى من سكانها إلى الفرار نحو المناطق القريبة الأكثر أمناً بعد إصابة عدد من المدنيين بجروح في اليوم السابق.
الوطن