أصيب “صابر” بمرض تشمع الكلى، أو ما يسمى بالداء النشواني (renal amyloidosis)، وهو يسبب زيادة في طرح الزلال في البول، ونقص البروتينات في الدم، وبالتالي تحصل تورمات في الوجه والقدمين، كما يقول ويضيف لـ”سناك سوري”: «أصبتُ بالفشل الكلوي وهو آخر مراحل مرض الكلى، حيث فقدتْ الكلى لدي حوالي 90% من قُدرتها على العمل بشكلٍ طبيعي، لهذا أخبرني الأطباء أني بحاجة لمتبرع».
حاول “صابر” البحث عن متبرع في “الأردن” لكن لا جدوى، وفي إحدى مشافي “عمّان” التقى صابر بـ “خالد” 33 عاما من بلدة “المفرق” شمال المملكة، مريض آخر بالفشل الكلوي، فاتفقا أن يبحثا سوياً عن متبرع، حيث شراء كلية في “الأردن” أمر بالغ الصعوبة ويعرّض صاحبها لمساءلة قانونية، فقررا البحث عنها في “سوريا”.
يقول “صابر” :«هذا المرض لا علاج له حتى في “أميركا” وعلاجه الوحيد بزراعة كُلية، وفي “الأردن” الحصول على متبرع حي أو ميت هو أمر بالغ الصعوبة، وإن وجد فهو مكلف جداً وقد يسبب للمتبرع ملاحقة قانونية، لهذا اتفقت مع “خالد” التوجه إلى “سوريا” حيث أخبرنا طبيب أردني أن الأمور ستجري بشكل جيد في “سوريا” دون أي مساءلة».
بعد عدة أشهر تمكن “صابر” وصاحبه من التوصل إلى متبرعين أحياء لقاء مبلغ مالي، المتبرعين هما شابين من “عربين” من سكان دمشق، الأول (م.ي) 38 عام والآخر (أ.ب) 39 عام، وكلاهما متزوجان ويعملان في سوق “المناخلية” كحمّالين.
اتفق “صابر” مع متبرعه على مبلغ 30 مليون ليرة، وقد علّق “صابر” بالقول “لم أتوقع أبداً أن يكون الأمر بهذه البساطة”. أما عن المتبرع الآخر فقد وضع شروطاً مختلفة، وهي مبلغ 30 مليون ليرة وأن يقوم المريض بإجراء العملية له في المشافي الأردنية ونقله هو وعائلته إلى “الأردن” ليستقر بها.
احتلت “سوريا” ضمن جميع المؤشرات العالمية في السنوات الأخيرة مراتب متأخرة جداً للجودة، وتربعت على المراتب الأولى كدولة ضعيفة هشة، كهشاشة التعليم والصحة والاقتصاد وفي معدلات خط الفقر والبطالة وسوء البنى التحتية وغيرها. وهو أمر دفع قسم من السوريين ممن أتت الحرب على أصولهم وممتلكاتهم على بيع أعضائهم لاستمرار أطفالهم بالحياة.
سناك سوري
اقرأ أيضا: روز حمراء.. دكتورة سورية تذهب للدوام الجامعي على موتور كهربائي