الإثنين , ديسمبر 23 2024
شام تايمز
كيف تعرف أنك مصاب بكورونا

إليك الفرق: كيف تعرف أنك مصاب بكورونا أم بالإنفلونزا أم بنزلة برد؟

شام تايمز

من دخول فصل الشتاء في العالم يعاني أغلب البشر من نزلات برد حادة وحالات الإنفلونزا الموسمية، لكن من دخول ضيف جديد وهو فيروس كورونا بات الأمر في غاية الخطورة على المرضى فلا يمكن أن يعرف هوية المرض الذي تعاني منه إلا بعد التواصل مع طبيبك الخاص.

شام تايمز

الأعراض بين الأمراض الثلاثة تبدو واحدة لكن تظل هناك فوارق يمكن المصاب من خلالها تحديد طبيعة المرض الذي يعاني منه، كما يقول خبراء صحة لصحيفة The Times البريطانية.

شام تايمز

أعراض الإنفلونزا

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن أعراض الإنفلونزا ستُرقدك في الفراش وستُصيبك بارتفاع في درجة الحرارة وسعال، لكنها لن تصيبك بنزيف في العينين.

والإصابة بفيروس كورونا كذلك، لكن بعض أعراضه المبكرة كانت مميزة: فإلى جانب السعال المتواصل، أشار المرضى إلى إصابتهم بآلام في العضلات وفقدان حاستي التذوق والشم. ومع عودة الفيروسات الأخرى، من “البرد الشديد” إلى الإنفلونزا الموسمية، تتزايد صعوبة تحديد الفيروس الذي نصاب به.

كوفيد

يتتبع بروفيسور جامعة كينغز كوليدج لندن، تيم سبيكتور، الأعراض التي يُصاب بها الملايين من مستخدمي تطبيق Zoe Covid منذ بداية انتشار الجائحة. ويقول: “لا نرى الأعراض التقليدية كما في السابق. وأصبح من الصعب كثيراً التمييز بين البرد وكوفيد الآن”.

وهذا يثير قلق الأطباء أمثال سيمون هودز في واتفورد. يقول هودز: “كان يوم الإثنين أحد أكثر الأيام ازدحاماً في حياتي المهنية. كان حرفياً عبارة عن: سعال، وبرد، وسيلان في الأنف، ودرجة حرارة، وحمى. ولا أعرف ما الذي نتعامل معه حين يأتونني”.

ومن الخطأ افتراض أن فيروس كورونا لم يعد يسبب مرضاً خطيراً؛ إذ يموت أكثر من 1,100 شخص في بريطانيا بسببه كل أسبوع.

ومتحور دلتا، الذي يصاب به الآن حوالي واحد من كل 50 شخصاً، مُعدٍ بمقدار الضعفين عن نزلات البرد وبثلاثة أضعاف عن الإنفلونزا الموسمية: وتشير أبحاث إمبريال كوليدج لندن إلى أن احتمال الإصابة به من ملامسة شخص مُصاب واحد من كل عشرة. والفيروس ينتشر بسرعة بين الأسر التي تضم أطفالاً.

على أن أغلب الحالات المصابة خفيفة. ومعظم من يصابون به من صغار السن؛ إذ يشكل الأشخاص دون سن العشرين نصف عدد الحالات، وأداء أجهزة المناعة في الأطفال أفضل في محاربته. ومعظم البالغين الذين يصابون به تلقوا اللقاح، ولذا تكون إصاباتهم بشكل عام أقل حدة أيضاً.

ما هي أعراض نزلات البرد العادية؟ وكيف تحدث؟

وبحسب الصحيفة البريطانية، تحدث أعراض نزلة البرد العادية حين يتفاعل جهاز المناعة في الجسم مع واحد من عدد من الفيروسات، وفقاً لما يقوله الدكتور جوليان تانغ، عالم الفيروسات في جامعة ليستر. وتحدث أعراض مثل السعال والعطس وسيلان الأنف بسبب السيتوكينات، التي تفرزها الخلايا البائية المقاومة للفيروسات (التي تصنع الأجسام المضادة) والخلايا التائية (التي تهاجم الخلايا المصابة).

ولكن في السنوات المقبلة، مع استمرار ظهور متغيرات جديدة، يعتقد خبراء مثل تانغ أن أعراض كوفيد قد تصبح أكثر اعتدالاً. وقال: “سنشهد تراجعاً في الأعراض العصبية المميزة مثل فقدان حاستي الشم والتذوق وطنين الأذن والمشكلات النفسية، رغم أنه، كما هو الحال مع الإنفلونزا، قد تستمر آلام العضلات والتعب والحمى والسعال والصداع”.

على أن ما يظل غريباً في كوفيد هو تنوع أعراضه. يقول جون ماكولي، مدير مركز الإنفلونزا العالمي في معهد فرانسيس كريك في لندن، وأحد خبراء الإنفلونزا الرائدين في العالم: “تشابه الأعراض بين المرضى ليس بسيطاً كما هو في الحصبة مثلاً، التي لها أعراض واضحة ومحددة.؛ إذ يعد فقدان حاسة التذوق والشم في بعض مرضى كوفيد من الأعراض المميزة، لكن كثيرين لا يصابون به”.

وهذا الاختلاف ليس غريباً، فحين أصيب المرضى بإنفلونزا الخنازير عام 2009، كان العرض الوحيد الذي شعروا به هو آلام في العضلات.

نزلات البرد

رغم أن نتائج فحوصات كوفيد تأتي إيجابية لـ38 ألف شخص يومياً (وكثيرون غيرهم لا يدركون إصابتهم به)، يقول سبيكتور إن عدد الأشخاص الذين يصابون بنزلات البرد قد يكون أعلى بأربعة أو خمسة أضعاف. ونزلات البرد، التي يسببها عدد من الفيروسات مثل الفيروسات الأنفية وفيروسات كورونا الموسمية والفيروس التنفسي المخلوي RSV، تنتشر في البشر منذ فترة طويلة. يقول تانغ: “يتعرض حديثو الولادة والأطفال لكل هذه الفيروسات منذ الصغر. ولكن لأن هذه الفيروسات تكيفت مع البشر إلى حد ما، أصبحت الأمراض التي تسببها أخف بشكل عام من كوفيد الذي هو فيروس جديد”.

ومنذ “يوم الحرية” (يوم رفع معظم قيود كوفيد في بريطانيا) في 19 يوليو/تموز، عدنا للتواصل مع أعداء قدامى يستغلون سكون أجهزتنا المناعية. ومنذ شهر سبتمبر/أيلول، يتحدث رواد الشبكات الاجتماعية عن super-cold أو “برد شديد”، وهو ببساطة مصطلح مختلق لجميع الأمراض التي لم نصب بها منذ عامين. وتُظهر بيانات هيئة الأمن الصحي في المملكة المتحدة أن المكالمات الواردة لخدمة NHS 111 بخصوص أعراض البرد والإنفلونزا أعلى بكثير مما يكون متوقعاً في هذا الوقت من العام، لا سيما بين المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و44 عاماً.

الإنفلونزا

كانت معدلات الإنفلونزا أقل من المتوسط بالنسبة لهذا الوقت من العام. ولكن إذا ارتفعت مستوياتها، فقد تتداخل أعراضها مع أعراض كوفيد؛ فارتفاع درجة الحرارة والسعال وآلام العضلات من أعراض المرضين. ومن الضروري إجراء فحص سريع لمريض الإنفلونزا لمعرفة مدى استفادته من الأدوية المضادة للإنفلونزا مثل أوسيلتاميفير.

وقد أمضى ماكولي الأشهر الماضية في تطوير لقاح إنفلونزا للأشهر المقبلة. ومن المتوقع أن يكون استهلاكها مرتفعاً، حيث أصيب بها حوالي 63% ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاماً. ومع شُح الإنفلونزا في العالم، يصعب التعرف على أساس لقاح الإنفلونزا. يقول ماكولي: “من السابق لأوانه كثيراً معرفة مدى فعاليته هذا العام. وما يمكننا قوله هو أننا احتطنا للفيروسات جيداً”.

يعتمد مدى سوء تفشي الإنفلونزا في عام معين بشكل أساسي على السلالة المنتشرة. يقول ماكولي: “ربما تكون فيروسات الإنفلونزا أ H3N2 هي الأسوأ بشكل عام، وكبار السن على وجه التحديد عرضة للإصابة بها”. وقد خرجت هذه الفيروسات من تفشي الإنفلونزا في هونغ كونغ عام 1968، الذي أودى بحياة ما يقدر بمليون شخص على مستوى العالم.

ومع الإنفلونزا أو بدونها، يبدو مرجحاً أن تهيمن مجموعة من فيروسات الجهاز التنفسي هذا الشتاء، وللتمييز بينها، تسجل بلدان عديدة مجموعة واسعة من الأعراض التي يسببها كوفيد. ومنظمة الصحة العالمية تسجل 13 عرضاً.

على أن بريطانيا لم تحذُ حذوها، واكتفت بتسجيل الثلاثة أعراض الرئيسية فقط: درجة الحرارة، والسعال، وفقدان حاسة التذوق أو الشم. يقول سبيكتور: “يرفضون إضافة الأعراض الشبيهة بأعراض الإنفلونزا والبرد. وربما يقلقهم حجم الفحوصات أو يرون أن إضافتها قد تسبب ارتباكاً”.

وهذا التداخل في الأعراض يشير إلى أن الطريقة الوحيدة للتأكد من أن مرضك ليس كوفيد هو إجراء الفحص. وفيروس كورونا يُعتبر نزلة برد لمعظم الناس، أما لحوالي 170 شخصاً في اليوم، فيعتبر حكم إعدام.

عربي بوست

اقرأ أيضا: القمر يخبئ كنزا” يبقي مليارات البشر على قيد الحياة تتسابق إليه الدول

شام تايمز
شام تايمز