كثر الحديث مؤخراً عن انتشار فيروس RSV وحالات التهاب القصيبات الشعري، وخاصةً في المدارس، في ظل ازدياد واضح بأعداد الإصابات استدعى إغلاق مدارس بالكامل، بحسب ما ذكر اختصاصيين لتلفزيون الخبر، كذلك طال الأطفال تحت سن المدرسة.
وبهذا الخصوص، مديرة الصحة المدرسيّة في وزارة التربية، الدكتورة هتون الطواشي، وفي توضيحها عبر تلفزيون الخبر، قالت: “فيروس RSV بالنسبة للأطفال في سن المدرسة يُبدي أعراض مشابهة تماماً للإنفلونزا العادية، وهو شائع حالياً في موسم الخريف والشتاء”.
وتابعت بالقول: “من النادر جداً ليظهر أعراض شديدة للأطفال في سن المدرسة، وهو أشد تأثيراً على الأطفال دون سن ثلاث سنوات، وقد يستدعي إدخالهم المستشفى”.
وأضافت: “هو من أشيع الفيروسات التي تؤدّي لإنتانات تنفسيّة عند الأطفال، وينتقل عن طريق الرذاذ، إضافةً إلى الأسطح الملوثة بالفيروس، ومشاركة الأدوات الشخصيّة، بالتالي للوقاية منه نتبع الإجراءات ذاتها المُتخذة للوقاية من فيروس كورونا”.
وحول كيفية تعامل الصحة المدرسيّة مع الفيروس، قالت: “نتعامل معه كمعاملة الإنفلونزا العادية والرشح، وبإمكان الطالب الراحة المنزليّة لمدة ثلاثة أيام، أو حتّى بإمكانه عدم الغياب عن صفّه، في حال الالتزام بالكمامة”.
وختمت الطواشي حديثها بالقول: “لا داعي للقلق حول هذا المرض بالنسبة للأطفال في سن المدرسة، أو حتّى بالنسبة لفئة المعلمين والمدرسين”.
من جهته، الاختصاصي وعضو الفريق الاستشاري لمكافحة فيروس “كورونا” في سوريا، الدكتور نبوغ العوّا، وفي حديثه لتلفزيون الخبر، قال: “فيروس RSV موجود عند الأطفال، ويتجلّى بالسعال الشديد والسيلان بشكلٍ عام”.
وأضاف العوا ” حالياً نشهده بشكله الشرس نتيجة الاختلاطات بينه وبين حالات كورونا الموجودة في المدارس، في ظل غياب للإجراءات الاحترازيّة والوعي الصحي”.
وأوضح العوا “كان من المفروض على وزارة التربية التشديد أكثر على الناحية الصحيّة في المدارس، وإيجاد آليّة لمنع أي طالب تظهر عليه أعراض المرض من الدخول إلى حرم المدرسة”.
وحول تصريح مديرة الصحة المدرسيّة بأن مُصاب RSV بإمكانه التواجد في الصف في حال التزم بالكمامة، قال العوّا: “أعارض هذا الكلام بشدّة، من يضمن التزامه بالكمامة، عطسة واحدة من المُصاب كفيلة بنقل العدوى إلى كامل الشعبة الصفيّة”.
وتابع: “عليه الالتزام بكمامته والجلوس في المنزل، بينما تذهب عنه الأعراض والسعال، وحينها يمكنه العودة إلى المدرسة، بموجب تقرير طبّي، وذلك بمدة تتراوح من أسبوع إلى عشرة أيام، وهي تختلف من طفل لآخر”.
وحول شدة حلقة العدوى وبأن إصابة RSV واحدة كفيلة بإصابة المدرسة بالكامل، أجاب: “هذا دقيق، لا يقل عن كوفيد-19 من ناحية شدّة انتقال العدوى، وهذا حال كافة الأمراض التي تنتقل عن طريق السعال والعطاس”.
وأكّد العوّا: “نشهد ازدياد شديد بإصابات هذا الفيروس، هناك مدارس أغلقت بالكامل، آخرها وبعيداً عن ذكر اسمها وهي مدرسة خاصة، ومعروفة للجميع”.
وحول ما ذكره بعض الاختصاصيين وترجيحهم لسبب شراسة هذه الموجة من RSV نظراً لإجراءات الحجر الصحي بسبب كورونا العام الماضي، استبعد العوّا هذا الكلام جملةً وتفصيلاً.
وأشار العوّا إلى إنه: “على مديرية الصحة المدرسيّة التشدد، ومنع أي طالب عليه أي عارض وفي كافة المراحل العمرية حتى الثانوية منها من التواجد داخل الحرم المدرسي، وعدم عودته إلّا بموجب تقرير طبي، ولو كان هناك التزام بهذا الإجراء لما وصلنا لهذه الدرجة من الانتشار”.
وأوضح أنه: “من قال إن خطورته تتركّز فقط على الصغار والخدج، الأمر يعود لمناعة الطفل، إضافةً إلى ما يعانيه من أمراض أخرى”.
وعن آليّة العلاج، أجاب: “في ظل غياب التشخيص الدقيق لنوعيّة الإصابة، نعامل كافة الحالات على أنها فيروس كورونا، وفي حال إجراء مسحة والتأكّد، حينها يوجد بعض الفروقات البسيطة بين علاجي الإصابتين، ولغياب إمكانيّة التشخيص نلجأ للعلاج الأوسع، تجنّباً لتطوّر الحالات”.
ونوّه إلى أنه: “لطالما السعال موجود فإمكانيّة نقل العدوى قائمة، ولحظنا أن السعال هو أكثر الأعراض استمراراً بعد غياب بقيّة الأعراض كالحرارة والسيلان”.
وحول نسب الوفيات بـ RSV، ذكر العوّا: “لا يسبب وفيات، إلّا في حال كان المريض يُعاني من مشكلات صدريّة مزمنة أو حادة”.
وختم حديثه بالقول: “تنتقل العدوى إلى المعلمين والأساتذة والأهالي بذات الآليّة”، منوّهاً إلى: “ضرورة التشخيص الطبّي، وعدم تناول الأدوية بشكل غير مدروس، نظراً لخطورة هذا الأمر، وانعكاساته على المناعة”، مُشيراً إلى أنّ: “احتماليّة تكرار العدوى واردة، ولا يوجد لـ RSV أي لقاح”.
يُذكر أن هذه الموجة من الإصابات تحدث في بداية فصل الشتاء من كل سنة، لكن هذا العام الأعراض أقوى وأشرس، والسعال يستغرق وقت أطول حتّى يتماثل للشفاء.
تلفزيون الخبر
اقرأ أيضا: ارتفاع حركة الشاحنات من الأردن إلى سوريا بنسبة 850%