الجمعة , نوفمبر 22 2024
كيف كان مناخ الشرق الأوسط خلال «العصر الجليدي»؟

كيف كان مناخ الشرق الأوسط خلال «العصر الجليدي»؟

كيف كان مناخ الشرق الأوسط خلال «العصر الجليدي»؟

بعد قرابة عقدين من العمل البحثي، نشرت مجلة « كواتيرناري ساينس ريفيو» نتائج دراسة زراعية مناخية تاريخية، كشفت عن نتائج مذهلة حول المناخ والطقس والبيئة الزراعية في منطقة الشرق الأوسط طوال 20 ألف عام مضت.

وأظهرت الدراسة، الانتقال من البرودة الجافة للغاية، إلى الأمطار الغزيرة الرطبة، وصولاً للاعتدال الحراري، بعد نهاية العصر الجليدي وقتئذ. وأثبتت كيف أنّ هذا التحول المناخي كان حدثاً أساسياً خلال تلك السنوات، وسمح للبشر الساكنين في هذه المنطقة من التحول من نمط الصيد إلى نموذج الفلاحة والاستقرار الزراعي، وتالياً تأسيس البنية التحتية لتشكّل الحضارات الأولى في منطقة الشرق الأوسط.

وانطلقت الأبحاث العلمية التفصيلية من موقع أثري في منطقة وادي الحولة، في الضفة الغربية لنهر الأردن، حيث وجد علماء الآثار عام 1999 موقعاً لأقدم مصنع زراعي في التاريخ، حيث وجدوا تراكماً لأكثر من 60 نوعاً من الرسوبيات الزراعية، التي تعود كُل واحدة منها إلى فترات زمنية متراكمة، تعود لأكثر من 12 ألف عام.

وباستخدام الكربون المُشع، وبعد أخذ مئات العينات من تلك الرسوبيات النباتية، تمكن العلماء من تشكيل نموذج وتصور لكيفية تطور المناخ في هذه المنطقة، التي تقع وسط بلدان الشرق الأوسط، وتشكّل أداة لمعرفة الكثير من المعطيات عن التحولات المناخية التي جرت في هذه المنطقة.

وحسب معطيات الدراسة، التي شارك فيها عُلماء آثار من معهد TAU ومعهد «تل هاي» العلمي الإسرائيلي وجامعة مونبلييه الفرنسية، فأنّ فصل الشتاء في هذه المنطقة قبل 20 ألف عام كان أبرد مما هو عليه بحوالى 5 درجات مئوية، بينما كان فصل الصيف أبرد بـ10 درجات، لكن مستويات هطول الأمطار مماثلة لما هي عليه اليوم.

في ذلك الوقت، حيث كان العالم يشهد مرحلة «ذروة العصر الجليدي الأخير»، لم تكن منطقة الشرق الأوسط مغطاة بالجليد طوال شهور العام، كما كان الحال في القارة الأوروبية وأميركا الشمالية.

وقبل 12 ألف عام، انخفضت درجات الحرارة في أغلب أقاليم المنطقة، بحيث صار الجليد يُغطي أغلبها طوال شهور العام، في مطابقة لباقي مناطق العالم، مع تقلّبات مناخية وهطول كثيف للأمطار على مدار العام.

اقرأ ايضاً:يخت روسي عالق في وسط البحر..وهذا هو السبب