السبت , نوفمبر 23 2024

بعد تصريحات تبون.. هل ثمة اتفاق عربي على عودة سوريا للجامعة العربية؟

بعد تصريحات تبون.. هل ثمة اتفاق عربي على عودة سوريا للجامعة العربية؟

في وقت نجحت فيه سوريا من التطبيع مع العديد من الدول العربية والخليجية، اعتبر مراقبون أن حديث رئيس الجمهورية الجزائري عن حضور سوريا القمة العربية اتفاقا عربيا على عودة دمشق للجامعة.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن القمة العربية التي ستحتضنها بلاده في مارس/ آذار المقبل، يجب أن تكون جامعة وانطلاقة للم شمل العالم العربي الممزق، مشيرا إلى أن من المفروض أن تكون سوريا حاضرة.

وقبل أسابيع، السؤال بدا قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، إن مشاركة سوريا في القمة العربية مرتبطة بالمشاورات معبرا عن أمله أن تسود الإيجابية هذه المشاورات وتشارك سوريا في القمة.

قمة الجزائر
وأضاف الرئيس الجزائري “نحن عندما ننظم قمة عربية نريد أن تكون جامعة وانطلاقة للم شمل العالم العربي الممزق (..) نحن دولة تجمع الفرقاء دائما”.
وأشار تبون إلى أن قمة الجزائر القادمة ستشهد إعادة طرح ملف إصلاح جامعة الدول العربية دون تقديم تفاصيل أكثر حول طبيعة هذه الإصلاحات.
وأوضح أن “عدة منظمات دولية مثل الأمم المتحدة، وإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي، تم إصلاحها داخليا باستثناء الجامعة العربية، التي بقيت على حالها منذ تأسيسها”.
بدوره أكد الدكتور أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي السوري، أن “التطورات الأخيرة تبدو وكأنها تسير بالمنطقة باتجاه عودة سوريا للجامعة العربية، فالانفتاح الإماراتي والأردني والبحريني والعماني والمصري على سوريا أصبح مقروءاً في مناسبات ومفاصل مختلفة، وهو بلا شك يعني أن عودة سوريا باتت محققة إن كان عاجلاً أو آجلا”.
وأضاف في حديثه لـ “سبوتنيك”، أنه “في المقابل تشير التصريحات الأخيرة لأمين عام جامعة الدول إلى أن هناك من يعمل على فرملة هذا التوجه من ضمن منظومة الدول العربية، وهنا لا يبدو الحديث عن رفض قطر التي تحول دورها من فاعل أساسي إلى عنصر هامشي ضمن الجامعة، بل يبدو أن السعودية هي التي يمكن أن تلعب اليوم دوراً أساسياً في تغليب كفة العودة أو التأجيل”.

ويرى أن “حجم الأزمات التي تنخرط فيها المملكة على الصعيدين العربي والإقليمي يجعلها ترغب في الاحتفاظ ببعض الأوراق لمقايضتها ضمن سيناريو إقليمي لفض الاشتباك الاستراتيجي في المنطقة، أو الحد من مفاعيله وتبريد بعض ساحاته على أقل تقدير، فالحرب في اليمن والأزمة الأخيرة مع لبنان والوضع في العراق والبرنامج النووي الإيراني جميعها ملفات ضاغطة تثقل كاهل المملكة سياسياً وعسكرياً ومالياً، وهي تبدو اليوم بحاجة ماسة لتقوية أوراقها تحضيراً لموسم التفاوض على شروط فض الاشتباك”.
وتابع: “حيث يوحي موسم المفاوضات الجديد، الذي يوشك على الانطلاق بين مجموعة 4+1 وايران، وموسم المحادثات السعودية – الإيرانية المستمرة، بأن هناك أوراقا يتم إدخارها لاستخدامها في الوقت المناسب، وهو الأمر الذي يُعتبر من قبل كثيرين على أنه استراتيجية تفاوضية غير فعالة كونها تضع العربة أمام الحصان، فعودة سوريا إلى شغل مقعدها الفارغ في الجامعة، وعودتها للتواصل السياسي والطبيعي مع السعودية وسائر الدول العربية هو التحول الذي سيكون من شأنه استعادة التوازن إلى المنظومة الرسمية العربية، وإيجاد المقدمات الضرورية للحلول القائمة على مبدأ رابح – رابح، بدلاً من المراوحة حول استمرار صراعات لا نهاية لها وفق وضعية “لا غالب ولا مغلوب”.

موافقة عربية
من جانبه، أكد المحلل السياسي السوري غسان يوسف، أن تصريحات الرئيس الجزائري التي بشأن حضور سوريا القمة العربية المقبلة ليست الأولى من نوعها، وسبق وأن طالب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، “قرار الجامعة العربية بتجميد عضوية سوريا عام 2011 وقف خلفه قطر وتركيا، وبعض الدول التي كانت تسير في ركب ما يسمى بالربيع العربي، واليوم انكشف الوضع وزيف المؤامرات التي كانت تستهدف زعزعة الوضع العربي، وأن سوريا كانت ضحية”.
وتابع: “اليوم لا نقول إن سوريا ستعود للجامعة العربية، ولكن الجامعة هي التي ستعود لسوريا، ستعود لتصحيح الخطأ الذي حصل في ذلك اليوم”.
ويرى غسان أن الرئيس الجزائري لا يتكلم من فراع، ومن المؤكد أنه تشاور مع الكثير من البلدان العربية في مقدمتها مصر والإمارات والسعودية، خاصة أن الجميع يعلم أن لا قيمة للجامعة بدون سوريا، ولا قيمة للقرارات التي تتخذ في الجامعة بدون أن تكون سوريا موجودة لتوافق عليها خاصة القرارات التي تمس القضية الفلسطينية وقضية الجولان، وقضايا المنطقة بشكل عام.
وأكد أن أغلب الدول العربية موافقة على هذه العودة ولا ينقصها إلا بعض العراقيل التي تضعها بعض الدول في مقدمتها تركيا وقطر، لكنه أكد أن بعد تحسن العلاقات الإماراتية والسعودية والمصرية مع تركيا، سوف يوجه أردوغان قطر إلى عدم الممانعة من عودة سوريا للجامعة، مشيرًا إلى أن إعلان الرئيس تبون يأتي بعد زيارة ولي عهد أبوظبي لتركيا، ووزير الخارجية السعودي.
ويعتقد غسان أن في حال عادت سوريا ولم يحظ بإجماع سيمر القرار كما مر قرار التجميد والذي تحفظت عليه العديد من الدول منها العراق والجزائر، لذلك القرار كان باطلًا منذ البداية، لكن عقبة قطر يبدو أنها أزيلت، حيث تنسق تركيا مع قطر مثل تلك المواضيع.
يذكر أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، كشف عن ثلاث دول ترغب في عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مؤكدا أن هناك شرطا لحضور دمشق قمة الجزائر المقبلة.
وقال أبو الغيط، إن “الجزائر والعراق والأردن لديها رغبة في عودة سوريا، مؤكدا أن “سوريا قد تعود للجامعة خلال القمة المقبلة في حالة حدوث توافق عربي على مشروع القرار”.
وكان وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، قد قال في وقت سابق، إن قرار خروج بلاده من الجامعة العربية ليس بإجماع عربي، وهناك ظروف قادت البعض لاتخاذ قرار إخراجها من الجامعة.