رفة العين اليمنى للفرح.. واليسرى للحزن
في الوقت الذي حدد فيه الطب الحديث أسباب رفة العين، وحصرها في وجود بعض الأمراض، أو الشد العضلي للجفن، أو الإجهاد والإرهاق، كان للخرافة الشعبية تفسير مغاير لهذه الرفة، حيث شخصتها بمدلولات ميثولوجية، فجعلت رفة العين اليمنى محل بشارة وسعادة ستحل على صاحبها، وخلال أيام سيرى أمرا سعيدا لم يخطر له على البال.
وفي المقابل تكون رفة اليسرى نذير شؤم كالغراب الناعق، وتنبه الشخص لفراق حبيب أو وفاته أو مرضه، وكما هي العادة يصاحب ذلك تطير موسع من الجهة اليسرى في كل خرافة، رغم أن الأمر لا يعدو اختلاجا نجح الطب في علاجه.
ولا تقتصر هذه الخرافة على منطقة أو بلد معين، بل تعدت أقاليم كثيرة، ويدخل التطير عاملا مهما في مساندتها، إذ من الصعب الوصول إلى تفسير منطقي لها، غير تعلقها بالجهتين، إذ دأب الناس منذ القدم على التفاؤل بالجهة اليمنى، والتشاؤم من اليسرى، وكان العرب قديما يتطيرون من الرجل الأعسر.
وينطبق الشيء نفسه على طنين الأذن والنتيجة نفسها كما هي للعين، فطنين اليمنى يعني أن هناك شخصا ما ذكرك بالخير في مجلس عامر بالرجال، أو حتى في خلوة، فيشعر صاحبها بنداء الحبيب له، وأنه على باله دائما، فترتاح نفسه حتى إذا ما التقيا راجع هو ذاك الطنين في اليوم الفلاني
والساعة الفلانية، وتبدأ معه خرافة جديدة، على العكس من اليسرى التي تنبئ بغيبة الشخص من قبل من يكرهه، أو من ينال منه، ويأتي الطب ليفسر ذلك الطنين بالتهابات الأذن، أو ارتفاع ضغط الدم، والتعرض الطويل للضوضاء، لكن هذا التشخيص لا تعترف به الجدات اللاتي تعودن تفسيره بالخير والشر على مدى عصور خلت، مع إيمانهن القديم بأن العالم المحيط بهن تسكنه أرواح شريرة لا تعد ولا تحصى.
اقرأ ايضاً:قدرات خارقة عبر التاريخ.. زرقاء اليمامة