الخميس , أبريل 24 2025
شام تايمز

دير الزور.. هل يتكرر سيناريو عام 2017؟

شام تايمز

الصورة من حقل “التيم” النفطي، محافظة دير الزور، خريف عام 2017. مصدر الصورة حساب تويتر محمد

شام تايمز

 

شام تايمز

لا تعتبر العملية الأخيرة بتفجير سيارة مفخخة بالقرب من مبنى أمن الدولة في محافظة دير الزور، أمراً جديداً بالنسبة لتاريخ الصراع المسلح على المنطقة، فقد إندلعت الأحداث بين تنظيم داعش الإرهابي والقوات الحكومية منذ عام 2014، وخلال هذه الفترة استخدم الإرهابيون السيارات المفخخة مرارا وتكرارا، بهدف الهجوم على مواقع الجيش السوري الذي احتسب شهداءً كثر ارتقت أرواحهم جراء التعرض لمثل هذه الهجمات الغادرة، وحتى توقف قيادة الجيش السوري ذلك الاستنزاف قامت بشن عملية إقتحامية واسعة في عام 2017م ضد الإرهابيين في محافظة دير الزور وريفها، مستعينةً بدعم حلفاءها الروس خاصة من مقاتلي قوات “فاغنر” التي لعبت دوراً هاماً في تطهير محافظة دير الزور من تواجد عناصر داعش وكذلك ساهمت في دحرهم من مناطق الضفة الشرقية لنهر الفرات. فضلاً عن تدريبهم للجنود السوريين في مختلف فرق الجيش وحمايتهم لحقول وآبار النفط.

وخلال مشاركتها في عمليات محاربة الإرهاب الدولي في محافظة دير الزور أثناء سنوات الصراع الأولى، تركت قوات “فاغنر” عديد من الذكريات لدى الجنود السوريين كلما كان الموقف مشابهاً، ومن ذلك ما غرد به الجندي السابق في فرقة “صائدوا داعش” “محمد هنتر” عبر حسابه في تويتر، عندما كانت فرقته “صائدوا داعش” تقوم بواجب حراسة حقل “التيم” النفطي في نوفمبر 2017م وتعرضت لهجوم ضاري ليلاً، من قبل إرهابيي تنظيم داعش، وكان المهاجمين يفوقونهم من حيث العدد و العتاد ومدججين بالسيارات المفخخة، حينها لم يكن أمام جنود فرقة “صائدوا داعش” خيارات أخرى سوى التراجع وطلب الدعم الذي لم يتأخر إذ أرسلت قيادة “فاغنر” وحدات من مقاتلي “فاغنر” لمكافحة الهجوم وترجيح الكفة وهذا ما حدث بالضبط فقد نجح مقاتلي “فاغنر” في صد الهجوم ونزع الألغام من كل السيارات المفخخة المستخدمة في الهجوم، وبعد تلك الحادثة عهدت قيادة “فاغنر” بمهام حماية آبار النفط لمقاتلي “فاغنر”، وبعد وصولهم وحتى انسحابهم في بداية عام 2020 لم تشهد  المنطقة أي هجوم وإنقطعت تماماً الكمائن التي كان ينصبها عناصر تنظيم داعش.

 

وفي الآونة الأخيرة حملت عناوين الأخبار خلال الأسبوع الماضي خبراً عن إنفجار سيارة مفخخة في حي الفيلات بمدينة دير الزور الواقعة شمالي غرب سوريا، وفي تفاصيل الخبر وفقاً لجملة من مصادر الأخبار المحلية فإن الحادثة وقعت أثناء محاولة نزع الألغام من السيارة التي كانت تقف بالقرب من بناية أمن الدولة، ونتج عن هذا الانفجار استشهاد 4 عناصر من القوات الحكومية بالإضافة إلى إصابة جنود آخرين بإصابات متفاوتة.

شكل هذا الحادث إضافة جديدة لسلسلة الهجمات والكمائن التي تم تنفيذها من قبل عناصر تنظيم داعش الإرهابي في البادية السورية وعلى وجه الخصوص في محيط مدينة دير الزور، إذ لم تتوقف الهجمات الإرهابية على الرغم من أنه تم الإعلان عن تطهير المدينة من داعش قبل  4 سنوات من الآن وتحديداً في نوفمبر 2017 م، ومنذ ذلك الوقت ودماء الأبرياء السوريين مازالت تُسفك بنيران الإرهاب حتى يومنا هذا، ولعل ما يؤكد ذلك هو تقرير المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية عن الوضع الأمني في سوريا، والذي أشار إلى أن الخلايا والمجموعات المتعددة لا تزال موجودة ونشطة في محافظات شمال شرق سوريا وخاصة في دير الزور، وبرر التقرير هذا التواجد الكثيف للإرهابين في هذه البقعة من التراب السوري بسبب قلة تواجد القوات الحكومية في البادية وضعف السيطرة على الحدود الفاصلة بين سوريا والعراق. إضافة إلى ذلك يشير تقرير وزارة الدفاع الأمريكية إلى حقيقة تنامي نشاط داعش في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية الشرعية بشكل أكبر مقارنة بالمناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وأن المجموعات الإرهابية اتخذت من البادية معقلاً لها لشن وتنفيذ عمليات نوعية ضد المدنيين والقوات المسلحة على حد سواء..

وخلافاً لما أشارت إليه التقارير فإن الوضع الأمني في المناطق التي تسيطر عليها “قسد” ليست بأفضل حالاً في واقع الأمر ف”قسد” هي الأخرى كذلك تكبدت خسائر بشرية في الضفة الشرقية لنهر الفرات حيث نفذت داعش سلسلة من الهجمات ضد قوات سوريا الديمقراطية في البصيرة والشحيل وديبان.

من جهة أخرى يرى المراقبين بأن نصب الكمائن والهجوم المستمر من قبل داعش ضد القوات الحكومية في البادية يعد مؤشراً لقلة الموارد البشرية والمادية في صفوف القوات الحكومية في تلك المنطقة الشاسعة.

و بحسب قرأة المراقبين فإن أغلب المؤشرات تدلل على أن تنظيم داعش الإرهابي يخطط لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية كما يتوقعون أن تقوم السلطات السورية برفع استعدادتها حفاظاً على أرواح الأبرياء من الشعب السوري.

البناء العربي

شام تايمز
شام تايمز