الإثنين , أبريل 21 2025
شام تايمز

«الجارديان»: الأمر ليس كما تظن.. هناك أسرار أخرى لممارسة الجنس بطريقة رائعة

شام تايمز

«الجارديان»: الأمر ليس كما تظن.. هناك أسرار أخرى لممارسة الجنس بطريقة رائعة

شام تايمز

إن ممارسة الجنس بطريقة جيدة تتخطى حدود الأوضاع الجنسية المعقَّدة أو الشهوة الجنسية الجامحة. وإليك هذه الدراسة الرائدة التي يشرح مؤلفوها ما يجعل ممارسة الجنس رائعة بالفعل.

شام تايمز

ألقت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على دراسة حديثة توضح الأسرار التي ربما تكون بخلاف ما يظنه كثيرون بشأن ممارسة الجنس بطريقة رائعة. وقد جاء ذلك في مقالٍ للكاتبة المستقلة ألكسندرا جونز التي تناولت هذه الدراسة الحديثة بالتفصيل.

وفي بداية مقالها، تشير الكاتبة إلى أنه بخلاف ما تعرِضه لنا الأفلام والبرامج التلفزيونية، ليس لممارسة الجنس بطريقة رائعة صلة كبيرة بالإنجازات الجريئة لعملية الإغراء أو صرخات النشوة عند الوصول إلى هزَّات الجماع. ووفقًا لآخر الأبحاث، تُعد العلاقة الجنسية في واقع الأمر بمثابة حالة ذهنية أكثر من كونها ممارسة جسدية.

وتلفت الكاتبة إلى أنه في دراسة حديثة بعنوان: ممارسة الجنس بطريقة رائعة، لاحظت الدكتورة بيجي جيه كلاينبلاتز، الطبيبة النفسية والمُعالِجة الجنسية، وزملاؤها في جامعة أوتاوا في كندا أنه بينما كانت أقسام المكتبة بأكملها مخصصة لعرض كتب عن ممارسة الجنس بطريقة سيئة (وكيفية تحسين ذلك)، لم يكن هناك أي أدبيات تقريبًا مطروحة للحديث عن ممارسة الجنس بطريقة رائعة. ما هي هذه الطريقة الرائعة؟ وما هي طبيعتها؟ مَنْ يمارسها؟ وما أسباب كونها رائعة؟
وللوصول إلى إجابة عن بعض هذه الأسئلة، جمع الباحثون أشخاصًا من جميع أنحاء العالم من مختلف أطياف العمر والجنس والنشاط الجنسي، والذين ذكروا أنهم مَرُّوا بتجارب جنسية مثيرة بالفعل في مرحلة ما من حياتهم.

ومن خلال سلسلة من المقابلات، بدأ الباحثون في تكوين صورة ذهنية حول الشكل الذي تكون عليه «أفضل طريقة على الإطلاق لممارسة الجنس»، والشعور الذي يغمر الشخص عند ممارسته، والانطباع الذي يتولد في ذهنه بشأن ذلك. وكتب مؤلفو الدراسة: «كانت إحدى النتائج الأولية المفاجِئة هي … التشابه الغريب في الأوصاف. وقد ساعدنا [هذا] في التأكد إلى حد كبير من أن الجميع كان يتحدث عن التجربة نفسها». وعلى الرغم من الطرق المختلفة التي مارسَ كل مشارك في الدراسة الجنسَ من خلالها بالفعل، في ذروة التجربة، كان الجميع يشعرون بالأحاسيس نفسها: الاستغراق أو الانهماك التام في تلك اللحظات، والاتصال العميق مع الشريك، والانفتاح الذهني والاستعداد لتحمل بعض المخاطر العاطفية.

تقول معلمة الجنس إميلي ناجوسكي، مؤلفة كتاب أقْبِل كما أنت: العلم الجديد المفاجئ الذي سيغيِّر حياتك الجنسية (Come As You Are: the Surprising New Science That Will Transform Your Sex Life)، إنه: «فيما يخص العشَّاق الرائعين [المشاركين في الدراسة]، أصبح الجنس وسيلة قادتهم إلى التعرف على أنفسهم وشركائهم تعرفًا كاملًا. لقد كان الجنس طريقة للمرح والاستكشاف معًا، لقد كان طريقة للمخاطرة مع بعضهم بعضًا، والفوز بلذات المغامرة». وتشير إميلي إلى أن ذلك كان سببًا في أن كثيرين «شعروا بمزيد من السلام الداخلي مع ذواتهم وبمزيد من الرضا عن حياتهم بوجه عام. إنها حقًا دوافع قوية».

تقول الكاتبة: وانطلاقًا من هذه الدراسة الرائدة، سألنا مؤلفيها وخبراءً آخرين كيف يمكن للجميع ممارسة الجنس بطريقة أفضل.

كن حاضرًا بكل جوارحك
تشير الكاتبة إلى أن اقتراح الابتعاد تمامًا عن أي مصدر من مصادر تشتيت الانتباه كالرنين اللامتناهي للهواتف، وأصوات الاتصالات الهاتفية، وأصوات الدردشات على الهواتف، وكل هذه المظاهر الزائلة للحياة الحديثة أمر سهل ولكن تنفيذه صعب (في الواقع، وفقًا لدراسة أجراها باحثون في جامعة فيرجينيا، اعترف واحد من أصل كل 10 أشخاص أنهم يتحققون من هواتفهم أثناء ممارسة الجنس).

ولكن هناك طرق يمكننا من خلالها تحسين الحضور بكل الجوارح. تقول معلمة الجنس روبي رير: «ما ساعدني على زيادة الشعور بالحضور بكل جوارحي والاندماج التام في تجاربي الجنسية هو تدريب نفسي على مدار اليوم على هذا الشعور وذلك الاندماج التام».
لذا، استغرق ولو للحظة في ملاحظة السجاد المفروش على الأرض التي تسير عليها، أو في الإحساس بالهواء وهو يداعب وجنتيك، أو في درجة اللون التي تظهر بها السُّحب في السماء. حاول حقًا الاستفادة من الأحاسيس التي تسري في جسدك – لاحظْ بعينيك، عبِّرْ بكلامك، اكتشفْ بحاسة الشم، تذوَّقْ بحاسة التذوق. وإذا كنتَ تستغرق بعض الوقت في التدريب على هذه الموهبة، فسيكون من الأسهل كثيرًا نقلها معك إلى البيئة التي تمارس فيها الجنس».

اجعل تعريفك للجنس مَرِنًا
تستشهد الكاتبة بقول المعلمة روبي: «إذا تحرَّرنا من مفاهيمنا التقليدية لما يُعد (تعريفًا) لممارسة للجنس وما لا يعد، فقد نكتشف أمورًا أكثر إشباعًا للرغبة بكثير. فمثلًا أفضِّل الإمساك بأجزاء معينة من جسد الشريك، وهذه تجربة مثيرة للشهوة الجنسية وتقع خارج (السيناريوهات) التقليدية، لكنني أجدها تجربة مُشبِعة للرغبة للغاية. وإذا تحرَّرت من فكرة أنك (من المفترض) عليك أن تبدأ ممارسة الجنس بتبادل القبلات، ثم المداعبة، ثم ممارسة الجنس أو الإيلاج وصولًا إلى هزَّة الجماع، فأنت مُقبِل فجأة على العبث والاستكشاف؛ لتكون أكثر حضورًا بكل جوارحك مع جسد امرأة ما ومعرفة كيف يمكنك التفاعل معها بطريقة قد تصل بك إلى مزيد من الإثارة».

وتتفق المعلمة إميلي ناجوسكي مع هذا الطرح. وتقول: «تكمن المشكلة في أن سيناريو الثقافة الدارِجة أو الشعبية ​​حول كيفية ممارسة الجنس الجيد والشكل الذي يجب أن يبدو عليه هو سيناريو ضيق على نحو لا يصدق، لقد قيل لنا إن ممارسة الجنس نِتاج لإثارة جنسية عفوية تأتي على نحوٍ غير متوقع. وهناك كثير من الأوضاع الجنسية، وربما هناك بعض المداعبة، وبالتأكيد هناك إيلاج، ومن ثم الوصول إلى هزَّة الجماع، وهنا يسدل الستار على العملية الجنسية».
وفي الواقع، حسبما تضيف إميلي: «لا شيء من هذا صحيح، قد يكون الجنس أي شيء آخر غير ما سبق: تبادل القبلات وإجراء محادثة طويلة ومشحونة جنسيًّا؛ تبادل الهمسات واللمسات؛ الاستحمام مع الشريك. وطالما هناك موافقة من الطرفين، ولا يوجد أي نوع من الألم غير المرغوب فيه، يمكنك فعل أي شيء حتى وإن كان التدحرج مثل الكلاب الصغيرة».

وتوضح كلاينبلاتز بناء على الدراسة التي أجرتها: «إن الأشخاص الذين وصلوا إلى أكبر قدر من الإشباع الجنسي هم الأشخاص الذين – لسبب أو لآخر – تجاهلوا كافة الأفكار النمطية حول الجنس. وذلك لأن هؤلاء الأشخاص قد استمروا في السعي وراء ما يناسبهم على نحو أفضل».

انخرط في الممارسة بأعمق رغباتك
تؤكد الكاتبة أنه نظرًا لأن هناك بطبيعة الحال أوجه كثيرة للجنس، فهذا لا يعني أن كل شيء يمكن أن يثير رغبتنا الجنسية. ويعتقد المعالج النفسي إيان كيرنر، مؤلف كتاب: لذا أخبرني عن آخر مرة مارست فيها الجنس: المصارحة وتعلُّم إصلاح حياتنا العاطفية (So Tell Me About the Last Time You Had Sex: Laying Bare and Learning to Repair Our Love Lives)، أن مفتاح الوصول إلى أفضل ممارسة للجنس في حياتنا هو قضاء الوقت في الانشغال الذهني بأعمق تخيلاتنا المثيرة.

ويجادل بأن كل واحد منا لديه واحد أو أكثر من «الموضوعات المثيرة الأساسية»، السيناريوهات الجنسية التي «تنطوي على كثير من الإثارة». لكنه يقول: «إذا سألتَ معظم الناس عن أقصى خيالاتهم المثيرة أو عن أكثر ما يثيرهم جنسيًّا، فمن المحتمل أنهم سيجدون صعوبة في الإجابة عن سؤالك».

ويقول كيرنر إن إدراك ماهية هذه الأشياء سيساعدنا حتمًا على ممارسة الجنس بطريقة أكثر إشباعًا للرغبة. ويضيف: «إن هذه الأشياء هي التي تجعلنا نشعر بأقصى درجات الإثارة الجنسية، وتجعلنا أكثر نشاطًا وحماسًا. إنه الشيء الذي، عندما تطلق العنان لخيالك كي يسبح فيه، يجعلك تفكر، وتقول «نعم، هذا مثير جنسيًّا، أريد مزيدًا من هذا»، لكن كثيرًا من الناس ببساطة لا يعرفون ما هي موضوعاتهم المثيرة».
ولاكتشاف موضوعاتك المثيرة، يقترح كيرنر اتِّباع نهج «قائمة التذوق» – بمعنى قضاء بعض الوقت بمفردك لتجربة محتوًى جنسي من خلال صنَّاع محتوى مختلفين، سواء كانت مجلات أو روايات جنسية مثيرة أو أفلام مثل التي تقدمها المخرجة إيريكا لاست على موقعها «xconfessions» أو عبر التدوين الصوتي «البودكاست» مثل (Dipsea) أو (Dirty Diana)، وسلسلة الروايات الجنسية المثيرة من إنتاج (وبطولة) ديمي مور. يقول كيرنر: «إننا نعيش عصرًا ذهبيًّا للمحتوى الجنسي، لذا، استخدمه لصالحك».

يقول كيرنر وبمجرد أن تقرأ أو تشاهد أو تستمع على نطاق واسع بمفردك، «فكِّر في الموضوعات المثيرة التي تجذبك بالفعل، أو الموضوعات التي راودت خيالك مرارًا وتكرارًا». ويُحتمل أن ننجذب إلى ديناميكيات قوة معينة، ولذلك حتى وإن كان المحتوى مختلفًا تمامًا عن المألوف، يظل من الممكن اختيار موضوع واحد ثابت يجري تشغيله في الذهن. وانطلاقًا من هذه النقطة، يمكننا البدء في إيصال هذه الأشياء للآخرين وبناء تجارب جنسية تستفيد من هذه الموضوعات.

مع ذلك.. يجب تطوير التعاطف مع الذات
ألمحت الكاتبة إلى أنه من نافلة القول إن معظمنا تراوده خيالات يصعب عليه التعبير عنها خوفًا من التعرُّض للرفض. ومع ذلك، فمن المتوقع أن نصل إلى أعماق جديدة رائعة من الإشباع الجنسي والوعي الذاتي والتواصل إذا عبَّرنا عن تلك الخيالات.

تجادل إميلي ناجوسكي بأن الخطوة الأولى لإطلاق العنان للشهوات والرغبات تتمثل في تنمية التعاطف مع الذات. تقول إميلي: «اتَّجه في جسدك نحو الأعضاء التي تشعر بالقلق تجاهها، وبلطف، تقبَّل فكرة أنه على الرغم من أن هذه الأعضاء قد تبدو مخيفة، إلا أنها حقيقية أيضًا». تقول إميلي إن دعوة شخص نثق به لمعرفة هذه الحقيقة يمكن أن يكون تجربة من شأنها أن تحرِّره من القيود على نحو لا يصدق.

والآن.. كن صادقًا
بحسب الكاتبة، أن تكون صادقًا تمامًا بشأن ما يُشعل رغبتك الجنسية في غرفة النوم قد يكون أمرًا غير مريح، وبخاصة إذا كانت رغباتك خارجة عن «المألوف». لكن إميلي تقول: «إذا لم تفصح عن ذلك مطلقًا، فقد لا تشعر مطلقًا بالرضا عن ممارسة الجنس».
وتوصي روبي رير بالتقارب رويدًا رويدًا، مثل هذه المحادثات التي تجري باستخدام «أسلوب استعرته من معلمة الجنس أليسون مون: أولاً أخبر الشخص الذي تريد التحدث معه عن شيء ما، ثم اشرح له أن هذا الشيء يُشعرك بالحرج أو التوتر، واذكر الأسباب. ربما يكون رد فعل الآخرين سيئًا في الماضي وأنت قلِق من أن هذا الشخص سيرفضك أيضًا. ومن ثم يمكنك البدء في الإفصاح عن ما تريد قوله بعد أن أوضحت لهم بالفعل المشاعر والخلفيات المرتبطة بالمحادثة».

جرِّب ألعاب العقل
تقول الكاتبة: بالإضافة إلى مساعدتنا في تكوين فكرة أوضح عن الأمور التي تثير اهتمامنا بالوصول إلى مستوى معين من الإثارة الجنسية، يساعدنا اكتشاف رغباتنا أيضًا في توظيف عقولنا وخيالاتنا. يقول كيرنر: «أعتقد أن هناك ندرة حقيقية في الإثارة الذهنية في أيامنا هذه. إننا نعتمد على حداثة العلاقة أو المواجهة لتوفير هذا النوع من المحفزات النفسية».

وبدلًا من مجرد الاعتماد على بعض الأفعال الجسدية للوصول إلى الحالة المزاجية المنشودة، يمكن أن يبدأ الجنس باعتباره خيالات تدور في العقل، وليكن على مدار يوم كامل. يقول كيرنر: «غالبًا ما نفقد قدرتنا على التخيل بوصفنا بالغين. لذا، يتعلق الأمر بإعادة تطوير هذه القدرة على التخيل». وقد يعني هذا أن تتخيل نفسك شخصية رئيسة في سيناريو ما، أو مجرد أحلام اليقظة أثناء العمل حول نوع الجنس الذي تخطط لممارسته في تلك الليلة. «يطلق على هذا الاستثارة النفسية: الإثارة التي تسببها الأفكار الجنسية بدلًا من التحفيز الحسِّي».

تواصل من البداية
يقول كيرنر: «إذا كان بإمكانك تطوير تواصل صريح حول الجنس من بداية العلاقة، فهذا مفيد للغاية». وهذا يعني تقديم التعليقات والصراحة بشأنها والتعاطف مع الشريك في حال أصبح محرجًا أو دفاعيًّا. على سبيل المثال، قد تقول: «سأجد الأمر مثيرًا بالفعل إذا مارسنا الجنس أو إذا لمستيني بهذه الطريقة».

يضيف كيرنر: «إذا كان بإمكانك تخيُّل الجنس الذي تريد ممارسته، فقد قطعتَ بالفعل منتصف الطريق. وسوف يساعدك هذا على أن تكون صريحًا مع الشريك بشأن ما تريده».
ضع جدولًا للمتعة
تختم الكاتبة مقالها بالقول: قد يبدو الأمر وكأنه تناقض لفظي – فالأمر بالتأكيد يصبح أفضل ما يكون عندما يحدث تلقائيًّا – ولكن وضع الجنس في المفكرة اليومية قد يكون بمثابة المفتاح لإيجاد مساحة لحدوث الإثارة والعفوية.

تقول بيجي جيه كلاينبلاتز: «يحتاج الجنس إلى قصد الممارسة واستهدافها. إن الأمر يتطلب أن أقول: أنا على استعداد لأن يكون وجودي معك أولوية في حياتي. وإذا كنت تفعل ذلك بطريقة صحيحة، فسوف يتطلب الأمر منك جهدًا، ولا ينبغي أن يبدو الأمر وكأنه مهمة عمل أو أداء واجب، ولكنه بالتأكيد يحتاج إلى وقت وطاقة».
المصدر باللغة الانكليزية: ( هنا )

 

شام تايمز
شام تايمز