الجمعة , نوفمبر 22 2024
مسلحون لدى الجيش الأمريكي يسلمون أنفسهم للجيش السوري

مسلحون لدى الجيش الأمريكي يسلمون أنفسهم للجيش السوري

ضمن سلسلة تسويات أطلقتها الدولة السورية في محافظة دير الزور، شهدت مدينة البوكمال السورية الحدودية مع العراق قيام أكثر من 1500 مسلح ومطلوب وفار من الجيش السوري بتسليم أنفسهم، بينهم مسلحون أتوا من مخيم الركبان الذي حوله الجيش الأمريكي إلى قاعدة عسكرية لاشرعية له على الحدود السورية الأردنية العراقية.

وقال مراسل “سبوتنيك” في دير الزور أن لجان التسوية الخاصة بأبناء محافظة دير الزور، وصلت إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية (150 كيلومتر جنوب شرقي المحافظة)، وكان الإقبال من الراغبين بتسوية أوضاعهم كثيفا حيث تجاوزت الأعداد حاجز الـ1500 شخص، فيما لا يزال عمل اللجان مستمرا.

وأضاف: “كان من اللافت توافد مسلحين يعملون ضمن صفوف مجموعات تنشط كمرتزقة لدى الجيش الأمريكي في منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية العراقية”، مشيرا إلى أن عملية التسويات التي أطلقتها الدولة السورية أشاعت جوا من الارتياح بين أهالي مدينة البوكمال الذين عبروا عن أنها ستسهم في عودة أبناء المدينة إلى حياتهم الطبيعية بعد سنوات من البعد عن منازلهم وبلداتهم.

أحد المسلحين الذين وفدوا إلى مدينة البوكمال للالتحاق بالتسوية، ويدعى (أحمد، م)، قال : “جئت من مخيم (الركبان) في منطقة التنف عند الحدود السورية الأردنية العراقية، وكنت أحد عناصر قوات (الجيش الوطني) في قاعدة التنف، تمكنت من الهرب والوصول إلى مدينة البوكمال بالتنسيق مع وجهاء المنطقة، وأنا هنا لتسوية وضعي والعودة إلى حياتي الطبيعية وسألتحق بالخدمة الإلزامية خلال الفترة القادمة”.

وتابع أحمد: “لا تتوفر مقومات الحياة في المخيم ولا مكان أو حياة لك هناك إن لم تعمل مع الفصائل المسلحة في التنف.. هناك الأمان المفقود وهناك الاستغلال وابتزاز الشبان ليعملوا مع المسلحين”.

من جهته، قال الشيخ كسار الجراح، وهو أحد وجهاء قبيلة العكيدات العربية في البوكمال، لـ “سبوتنيك”، بأن المدينة تعيش أياما من الفرح والبهجة بعودة أبنائها إليها بعد تسوية أوضاعهم وسيكون لهذه التسوية الأثر الكبير على كافة مناحي الحياة في المدينة سواء الاقتصادية أو الزراعية أو الخدمية، كما أنها ستنهي سنوات المعاناة التي عاشها أهالي البوكمال طوال فترة تواجد التنظيمات الإرهابية في مدينتهم.

“نحن نعمل على التنسيق مع أبنائنا المتواجدين في المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الأمريكي والقوات المتحالفة معه لتسهيل وصولهم إلى مراكز التسوية وذلك بالتنسيق مع الحواجز الأمنية”.
الشيخ كسار الجراح
أحد وجهاء قبيلة العكيدات العربية في البوكمال، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك”

بدوره، قال أحمد الحسن، رئيس الرابطة الفلاحية في البوكمال، إن “التسوية اليوم فرصة لكل أبناء دير الزور للعودة إلى مدينتهم وسيكون للأعداد الكبيرة التي التحقت بالتسوية وعادت إلى أراضيها وقراها دورا كبيرا في تنشيط الحركة الزراعية في المنطقة وزراعة المزيد من المساحات ونحن ندعو كافة المطلوبين والفارين من الجيش والخدمتين الإلزامية والاحتياطية للاستفادة من هذه التسوية الشاملة للعودة ولم الشمل”.

وحوّل الجيش الأمريكي منطقة (التنف) على مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، إلى قاعدة لاشرعية له، ويتحلق حولها منطقة تخضع (لحماية) طائراته الحربية تدعى الـ (55 كم)، وهذه الأخيرة لطالما شكلت مسرح نشاط كبير لفلول تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا ودول عديدة).

وتشكل قاعدة التنف أيضا، مقرا لمسلحي التنظيمات العميلة للجيش الأمريكي مثل تنظيم “مغاوير الثورة السورية” و”الجيش الوطني” وتنظيمات أخرى.

ويرى وجهاء العشائر العربية في المنطقة أن الإقبال الكبير على التسوية في دير الزور “رسالة لقوات الاحتلال الأمريكي والعناصر الموالية لها بمناطق الجزيرة برفض أبناء العشائر العربية لتواجدها في المنطقة والعودة إلى الدولة السورية واستعادة كل شبر من أرض الوطن” .

وسيكون للتسوية دورا كبيرا، كما يقول الأهالي، في استعادة مناطق الجزيرة السورية فهي خطوة نحو سحب البساط من قوى قسد الموالية للاحتلال الأمريكي .

يذكر أن التسوية الخاصة بأبناء دير الزور وصلت لمدينة البوكمال بعد إنهاء أعمالها في مركز مدينة دير الزور ومدينة الميادين وانضم إليها أكثر من 14 ألف شخص خلال الـ26 يوم، وستتابع أعمالها في البوكمال ثم تكون المحطة القادمة ريف دير الزور الغربي في بلدة التبني .

اقرأ أيضا: رصاصة الجندرما تنهي حياة شاب سوري بعد لحظات من فرحته بقرب دخول تركيا